لَنْ يَكُونَ الأَرُز هُوَ شِعَارِي

“بقلم: رشيد عناية”

أَرْجِعُ أَمْ أَبْقَى

أظَلُ أَو أَتْرُكْ

أَحْتَسِي كُوبَاً سَاخِنَاً مِنَ الذُّلْ وَأَصْمِتْ

أَصْمِتُ وَأَتَذَوَقْ مَا لا يُعْجُبٌنِي

طَعْمُ الكُوبِ يُفْقِدُنِي كَرَامَتِي

يُسْقِطُ حَقِي

بَل يَهِزُّ أَوتَارَ قَلْبِي

وَيَظْلِمُ أَشِعَةَ شَرَايِينِي

أَخُلِقَ مَنْ يُحَاوِلَ إِهَانَتِي ؟

أَوُلِدَ مَنْ تَكَبَرَ عَلَى شَخْصِيَتِي ؟

سَأَصْمِتُ كَمَا تُرِيدِينَ وَلَنْ أُجِيبَ عَلَى أَيِّ سُؤال اسْتِنْكَارِي

حَتَى إِن كَانَ مُهِمَاَ أَو مَفْعُولُهُ سَارِي

سَأَبْقَى عَلَى عَهْدِيَ الحَالي

حَتَى إِن كَانَ قَلْبِيَ خَالٍ

كَالصَّحْرَاءِ بِلا أشْوَاكِ

أَو رُبَمَا كَكَوْمِ رَمَادِ

لا تَقْلَقِي فَمَهْمَا حَاوَلْتِ إيقَاظِي

لَن تَسْطِيعِينَ إِذلالِي

أَو حَتَى إِتْعَاسِي

أَو التَّحَكُمَ بإِلْهَامِي

رُبَّمَا اسْتَطَعْتِ مَسْحَ مَشَاعِرِي

وَاسْتَطَعْتِ غَرْزَ الشَوْكَةَ بإِبْهَامِي

وَأَلْفُ مَبْرُوكٍ لإِوْجَاعِي

وَلكِنِيَ اكْتَشَفْتُ أَنَكِ كَالْبَاقِي

لا يُهِمُكِ إِسْعَادي

بَلْ سَعَادَتُكِ تَكْمُنُ فِي إِتْعَاسِي

وَقَدْ فَعَلْتِيهَا وَقُمْتِ بِصِنَاعَةِ أَحْزَانِي

وَلكِنِي نَسِيْتُ وَبَدَأْتُ بابْتِكَارِ رُمُوزَاً لإِسْعَادِي

حَتَّى لَوْ أَنَكِ إِسْتَفَدْتِ مِنْ حُطَامِي

سَتَنْدَمِينَ يَومَاً مِنْ بَاقِي أَجْزَائِي

هَذَا وَعْديَ الْحَالِي

وَسَتَعْتَرِفِينَ يَوْمَاً أَنَّهُ مِنَ الصَّعْبِ إِسْكَاتي

حَتَى لَو فَعَلْتِ فَهَذَا الّقَلِيلُ فَقَطْ مِنْ نَسَمَاتِي

فَأَنَا مَحْفُوظَةٌ صِيَاغَتِي

وَمِنَ الصَّعْبِ إرْضَائِي

وَأَرْجُو أَنْ لا يَتَحَرَّك إِعُصَارِي

لِكَيْ لا يُوقِظَ الدَّمَارِ

وَلا يَتِم إِشْعَالِي

وَلا يَبْدَأ إِنْهِيارِي

وَلا يَنْتَهِي كَلامِي

وَلَنْ يَكُوْنَ الأَرُز هُوَ شِعَارِي

شُكْرَاً لِكُلِّ مَنْ خَرَجَ مِنْ حَيَاتِي

وَأعطَى قِيمَةً للآتِي

لَنْ تَخْتَلِفَ سِمَاتِي بَلْ سَتَزْدَاد كَلِمَاتِي

وأتَمَنَى أَنْ لا يُعِيقَنِي حِجَابِي

وَكَيْفَ لا يُعِيقُني وَهُوَ مَصْدَرُ دَمَارِي

لَنْ أُقَلِّلَ إحْتِرَامِي

بَلْ سَأَبْقَى عَلَى جَمْرِي وَنَاري

وَقَرِيبَاً سَأُعْلِنُ فَوْزِي وَانتِصَارِي