قولُ الأمين في شأن أمير المؤمنين
تاريخ النشر: 08/02/14 | 0:25الحمدلله حمداً سَرمَداً، والصّلاةُ على النبّي يوماً وغدا، وأتمّ التسّليم على علم الهدى، سُبحانَ من أنطَقهُ بالوحي وما قال سُدى،علّمه شديدُ القوى، ذو مِرّةٍ فإستوى، وهو بالأفق الأعلى، تعالى وتمجّدَ الرّب الكَريم، خالِقِ صاحبِ الخُلقُ العظيم، عليه أفضل الصلاةِ وأتمّ التحيّة والتّسليم.
أمّا بعد:
ذلكَ العلَمُ الذي كانَ من خيرِ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسّلم وملازميه في دعوته وعظيم رسالته، فاروق الأمة، صاحِبُ الهِمّة، من أشدّهم قرُباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب، كانَ شديداً أشّد الحِرص على حماية دين الله ونبيّ الله، قاهر أعداء الدين وأمير المؤمنين، كلّنا يعرف سنده وأزرهُ له في الدعوة والهجرة والغزوات إلى حين الممات، رضي الله عنه.
ها هو ذا نبّي الله بلسانه وقوله صلى الله عليه وسلم يشهد له ويمدحه ويجّله ويذكر محاسنه، لعدله وإيمانه وتواضعه، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيه:
"إنّ الله وضع الحقّ على لسانِ عمر يقول به!"
تلكَ من أعظم هباتِ الله إلى العبد أن يجعل الحقّ على لسانه، كما جعله له رضي الله عنه، ينطق به فاروقاً مفرقّاً بينَ الحقّ والباطل، لا يكادُ يقول إلّا حقاً.
وإنّ الله أعزّ الإسلام به؛ رضوان الله عليه، وجعله عِزّاَ للإسلام، له ما ليس لغيره، وأعزّ الإسلام به بشكل خاصّ، بدعوة نبيّ الله صلى الله عليه وسلم إذ قال: "اللهم أعزّ الإسلامَ بعمر بن الخطّاب خاصّة،!"، كلّ ذلك يبيّن ويُظهر مقام ذلك الصحّابي الجليل وأثره في تاريخ الإسلام والديّن.
هو من أوّل المبشّرين بالجنّه، ومن وقعَ عليهم رضوان الله تعالى ورسوله الكريم، فإن كانَ في الأمةِ عادلٌ عالمٌ قاضٍ أمينٌ فاروقٌ وجامعٌ لكلّ ما هو مذكور، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلّم فهو عمر، وممّا علمناه عن نبي الله أنه قال: بينا أنا نائم، إذ رأيتَ قدَحاً أوتيتُ به، فيه لبنٌ، فشربتُ منه حتىّ إنيّ لأرى الرّيّ يجري بينَ أظفاري!، ثمّ أعطيتُ فضلي عمر بن الخطّاب!، قالوا فما أوّلتَ ذلكَ يا رسول الله؟، قال: العِلم!.
وحديث نبيّ الله هذا خير شاهدٍ على قدر ومقام صاحب رسول الله عمر في فضله وفيض عِلمه وكبير شأنه ومقامه رضي الله عنه.
فكان عالماً فطِناً ذكياَ مُقسطاً كريماً، جامعاً للتواضع والشّدة في ذاتِ الآن؛ في حقّ هذا الدين، وهو من أفضل أصحابه صلى الله عليه وسلم، لا تفوته فائته، وحتّى أنه لو كانَ قد جاز وصَلُحَ أن يكونَ نبيٌ بعد رسول الله، لكان هو،! لكن الله ما جعلَ نبياً بعد نبيّ الله صلى الله عليه وسّلم، حتىّ عنه أنّه قال عليه الصلاة والسّلام: "لو كانَ نبيٌ بعدي، لكانَ عمر بن الخطّاب!"، فما أعظم من ذلكَ مرتبةً وشأناً ومقاماً ومُراداً،
ختاماَ، ولزاماَ، نسأل الله أن يجمعنا عند حوض نبيّ الله، ويحشرنا مع النبييّن والصّديقين والشّهداء، يوم يقوم الحساب، والله وليّ التوفيق
والسلام عليكم،