طلحة..صحابي غير مجرى التاريخ
تاريخ النشر: 24/02/17 | 4:32هو أحد العشرة المبشرين بالجنه ، وأحد الثمانيه الذين سبقوا للإسلام ، وأحد السته أهل الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ ، إنه طلحه الخير كما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وطلحه الفياض كما سماه في موضع آخر ، وطلحه الجود كما سماه في موضع ثالث ، إنه طلحه بن عبيدالله رضي الله عنه وأرضاه .
طلحه هذا الذي لا يعرفه الكثير منّا والذي لم نقرأ عنه في مناهجنا شيئاً حال دون وقوع أكبر جريمه كانت ستعرفها الإنسانيه في التاريخ ، ولمعرفة السبب الذي جعل من طلحه شهيداً يمشي على الأرض ، ينبغي عليك أن تتحول بقلبك إلى الجزيره العربيه ، لتدع روحك ترافق أبا بكر الصديق رضي الله عنه وهو يلهث راكضاً كما لم يركض أحد من قبل متجهاً إلى جبل أحد محاولاً مسابقة الزمن قبل فوات الأوان ، قبل أن يفقد صديق عمره وقد أحاط الكفار به من كل جانب ، هناك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحرج ساعه في حياته ، فلقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم محاصراً من الكفار وقد عزموا على قتله ، ليس حوله إلاّ تسعه أبطال مسلمين سقط منهم سبعه دفاعاً عنه ، ليبقى بجانبه مدافعان إثنان ، أحدهما سنكتشفه في منشور آخر ، و الأخر سيكتشفه أبو بكر لنا الآن !
فقد أخذ أبوبكر يسارع الخطى وأنفاسه تكاد تنقطع ، ليلمح من بعيد وهو يمد ناظريه قبالة صديقه رجلاً يتحرك كالشبح ويقاتل كالنمر ذوداً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام رهط من فرسان قريش ، فتُرمى على رسول الله صلى الله عليه وسلم السهام فيتلقاها ، وترمى عليه الرماح فيتصدى لها ، فيتمنى أبوبكر أن يكون هذا الأسد هو نفسه ذلك الذي في باله ، فإذا كان هو الذي في باله فإن صاحبه لابد أن يكون في أمان بحراسة ذلك الصنديد المغوار ، عندها قال أبوبكر في نفسه : (كن طلحه فداك أبي وأمي ! .. كن طلحه فداك أبي و أمي !)
وصدق ظن الصديق ، لقد كان هذا الفدائي هو الشخص الذي يتمناه ، إنه طلحه ابن عبيدالله ! هناك كان طلحه يقاتل ببساله ما عرفت كواسر الأرض مثلها يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده وروحه ووجدانه ، فقد كانت السهام تتطاير نحو الرسول صلى الله عليه وسلم ليقفز طلحه كالنمر نحو الرسول محيطاً به ليتلقى السهام بنفسه ، قبل أن يرجع مره أخرى لمقاتلة الكفار بسيفه والدماء تتصبب من كل مكان في جسده .
وفجأه … ينطلق سهم خارق من أعظم رام سهام عرفته العرب نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرةً ، فتلمح عين طلحه السهم وهو يقاتل المشركين فيسرع كالبرق الخاطف ليسبق هذا السهم قبل أن يصل إلى أعظم إنسان خلقه الله في الكون ، وبينما السهم يخترق الفضاء متوجهاً بنجاح نحو صدر الرسول وإذ بيد طلحه تمتد لتحضن السهم إحتضاناً في شرايينها ، عندها نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يد طلحه والدماء تسيل من عروقها ليقول له : ( لو بسم الله لرفعتك الملائكه والناس ينظرون )
وبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إلى تلميذه بشفقه وحنان ، وصل أبو بكر ومعه أبوعبيده يريدان حمايته ، ليقول لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بحنان الوالد وهو ينظر إلى ولده الحبيب : (دونكم أخاكم فقد أوجب) عندها لم يصدق الصديق عينيه !
فلقد وجد أبوبكر جسد طلحه ملطخاً بالدماء حتى أخمص قدميه وبه بضع وستون جرحاً ما بين ضربة وطعنه ورميه دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هل كنت تعلم شيئاً عن عظمة طلحه والزبير ؟
أعلمت الآن لماذا
وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «طلحة بن عبيد الله ممن قضى نحبه» (أخرجه الطيالسي في مسنده من حديث معاوية).
إذا لم تكن تعلم شيئاً عنهما من قبل فعليك أن تعلم أن أعداء الأمه يعرفون تاريخنا أكثر منا ، بل يعلمون جيداً من هم أبطالنا ورموزنا الذين غفلنا نحن عنهم ، ففي صيف عام 2009م قام رئيس دولة إيران الفارسيه (أحمدي نجادي) بسب طلحه والزبير على الهواء مباشره أثناء حملته الإنتخابيه !