طارق بكري يوثق القرى الفلسطينية بصور فوتوغرافية
تاريخ النشر: 20/02/17 | 17:02أعلن الباحث والموثق طارق البكري عن توثيقه للقرى الفلسطينية المهجرة والمدمرة في فلسطين 48 وآثارها واماكنها التاريخية والحضارية بمئات آلاف الصور الفوتوغرافية، المؤرخة بكلمات حية نابضة من رحم المأساة والمعاناة الناتجة عن النكبة التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني.
ونجح البكري، بمبادرته من ربط المهجرين المشردين من الفلسطينيين في كافة انحاء العالم ومخيمات لجوء وكالة الغوث الدولية بواقع قراهم التي شردوا منها، لا بل نجح في ربطهم بماضيهم وتاريخ اباءهم واجدادهم عبر “الفيدو كول” والبث الحي المباشر من قلب تلك القرى والمدن الفلسطينية المدمرة وجعل اصحاب تلك البيوت بحواريها وطرقاتها وازقتها وما تبقى من آثار بيوتهم بحيون لحظات صعبة حفزت ذاكرتهم وذكراهم وغززت روح الانتماء لتلك الارض والبيوت التي احتلاها واستوطن فيها غزاة مستعمرون من كافة بلدان ودول العالم.
عرض الباحث البكري من مواليد مدينة القدس عام ١٩٨٦، في حوار مفتوح نظمه منتدى شارك الشبابي عن مبادرته “كنا وما زلنا ” وتجربته التي بدأ بتنفيذها باجتهاد فردي منذ خمس سنوات بعد تخرجه مهندس حاسوب من جامعة عمان الأهلية في الأردن، والهب فيها المشاعر الوطنية للشباب والشابات والمتطوعين والمتطوعات الذين وجدوا انفسهم في حالة غريبة امتزجت فيها المتناقضات فعاشوا تارة جزئية من الفرح والسعادة وعايشوا تارات اخرى حالات متلاطمة من الحزن والاسى والدموع التي انسابت دون ارادتهم حزنا لما تعرض له ابناء شعبهم من ظلم وتشرد والعيش على امل العودة للبيت والارض التي اقتلعوا منها.
يقول البكري، عند عودته إلى فلسطين بعد التخرج، تبلورت لديه فكرة توثيق القرى الفلسطينية المهجرة، بعد احتكاكه مع اللاجئين الفلسطينيين بالشتات، حيث أطلق مبادرته الشخصية في التصوير الفوتوغرافي في فلسطين أسماها “كنا وما زلنا” يركّز فيها على توثيق القرى المهجّرة عام ١٩٤٨ والبيوت والمعالم الفلسطينية التي آلت للمحتلّين مرفقاً إياها بصور قديمة قبل النكبة، لإثبات حق الفلسطينيين بها.
بدأ البكري بالتصوير كهواية وأصبح يتواصل مع عائلات اللاجئين من خلال الاعلام الاجتماعي، حيث وثّق البكري حتى الان مئات آلاف الصور للعديد من القرى المهجّرة في كافة أنحاء فلسطين، الى جانب مشروع للتوثيق الشفوي قام به في مخيمات الشتات مع الجيل الذي واكب النكبة.
بدأ البكري بالتصوير كهواية وأصبح يتواصل مع عائلات اللاجئين من خلال الاعلام الاجتماعي، إذ وثّق البكري حتى الآن صورًا للعديد من القرى المهجّرة في كافة أنحاء فلسطين، إلى جانب مشروع للتوثيق الشفوي قام به في مخيمات الشتات مع الجيل الذي واكب النكبة.
يحمل البكري، البطاقة “الزرقاء” لكنه لا يكتفي باستخدامها للوصول إلى مكان سكناه في القدس المحتلة، وانما يريد بها، أن تعرف الآخرين من ابناء شعبه المهجرين بأماكنهم وقراهم المدمرة وتاريخ اجدادهم فيها.
يقول البكري:”لأنني أقطن القدس، بإمكاني التنقل بين سائر القرى والمدن في الداخل، ومن هنا تخلّقت فكرة التوثيق التي أعمل عليها منذ 5 سنوات”. واثناء دراسته في الأردن التقى باللاجئين الفلسطينيين هناك تحسس شوقهم للبلاد، “تعرفت على الكثير من الأصدقاء الفلسطينيين في الشتات، وحين كنت أعود إلى القدس خلال الإجازات أقوم بتصوير قراهم وإرسال الصور لهم، يمكنني أن أكون جسرا أطفئ ولعهم بأرضهم”.
لذلك ونظرا لاهمية مبادرته الريادية قرر البكريظت العمل بتنظيم أكثر لتوثيق مبتكر للقرى الفلسطينية المهجرة، وللمناطق التي لم يعد بمقدور أهلها الوصول إليها، في نهاية كل أسبوع يقوم بزيارة قرية يصوّر معالمها وبيوتها المدمرة، وهو بما أتيح له من إمكانيات زمانية ومالية يعتبر نفسه حارسا للذاكرة.
ويقول:”بدأت كهواية حتى تبلورت الفكرة وتطورت إلى مشروع وطني ورسالة، كنت أقوم مرة في الأسبوع بتصوير قرى مهجرة، واستخدم صفحاتي الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الصور إيمانا بفكرة أن العودة حق، من خلال مراجعاتي التاريخية وجدت أن الكثير من القرى المهجرة التي يزيد عددها عن 500، لم تحظ بفرصة التقاط صورة لها ولسكانها قبل عام 1948″.
لم يكن في اعتقاد البكري، أن مبادرته هذه ستلاقي من القبول ما لاقت في مهدها، والتفاعل اللافت الذي وجده عند اللاجئين والمهجرين ألقى بثقل جديد على كاهله، فيقول: “حين أطلقت مشروع تصوير القرى لمست حجم التفاعل، ربما للصورة فعل آخر في النفوس يفوق أثر الكلمة المحكية أو المكتوبة. أصبحت مقصد المهاجرين لتصوير قراهم وبيوتهم، حتى أن بعضهم كان يأتي إلى فلسطين ويطلب مني اصطحابه إلى قريته”.