ألمقاطعه واجب كل من له ضمير حي
تاريخ النشر: 10/02/14 | 6:20حظيت الحملات الداعية لمقاطعة إسرائيل اقتصاديًا وأكاديميًا في الأشهر الأخيرة بزخم غير مسبوق. ويأتي ذلك في أعقاب التعنت الإسرائيلي وتصريحات كبار الوزراء والسياسيين الرافضة للخطوط العريضة المتوقعة للمخطط الذي يعمل على إعداده وزير الخارجة الأمريكي جون كيري. فقد تحولت إمكانية فرض عقوبات اقتصادية ومقاطعة إسرائيل من قضية هامشية تخص الأوساط اليسارية الردكالية، إلى قضية رأي عام تفتتح نشرات الأخبار وتشغل صفحات الصحف المركزية في إسرائيل وفي الصحافة العالمية المعنية بشؤون الشرق الأوسط.
في هذا السياق عمم مركز أبحاث العولمة في كندا إحصائيات عن انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي في العام المنصرم 2013. وتشير ألإحصائيات إن إسرائيل انتهكت حقوق الفلسطينيين في دولة فلسطين ألمحتله أكثر من 20.000 مره خلال عام واحد. وتشير ألقائمه الواردة في هذه ألمقالة إن عدد القتلى وصل 56 شهيدًا، عدد المصابين 1385، عدد ألمرات التي اضرم المستوطنين النار في ممتلكات الفلسطينيين تعدى 3.000 وعدد المعتقلين بلغ 4.533.
وتشير تقارير أخرى إن الهجمات العنيفة التي ارتكبها المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة ألغربية ازدادت بأضعاف خلال هذه الفترة لتصل إلى 983 هجمة عنصرية موثقة.
ويذكر إن هذه الهجمات والمضايقات تتصاعد مع ازدياد عدد المستوطنين والوحدات الاستيطانية، فقد وصلت عدد الوحدات السكنية في المستوطنات، غير ألشرعية دوليًا، والتي أعلنتها الحكومة ألإسرائيلية منذ بدأ المفاوضات الاخيرة، في أخر شهر تموز المنصرم، 6.200 وحدة. هذه المعلومات والإحصائيات لن تفاجئ أي عربي فلسطيني، ولكنها تجسد بالأرقام مدى استفحال الاستيطان ومنهجية الاحتلال وسياسته القمعية ضد شعبنا الفلسطيني.
كما ازداد في الاونه الأخيرة عدد المؤسسات والجمعيات الفاعلة التي تنادي وتعمل لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية وخاصة القادمة من المستوطنات ومن الجولان المحتل. ففي الولايات المتحدة دعت جمعيه الاكادميين الأمريكيين،أ س أ، لمقاطعة مؤسسات التعليم العالي في إسرائيل، وقد حظيت هذه الخطوة بتغطيه إعلامية كبيرة. كما أعتذر العالم الأمريكي الشهير ستييف هوكنج عن حضور عيد ميلاد شمعون بيريس رئيس ألدوله لاتخاذه موقف من الحكومة الاسرائيلية وانتهاكها لحقوق الفلسطينيين. مؤخرًا أرغمت الممثلة الامريكيه الشهيرة سكارليت يوهانسن على الاستقالة من منصبها كسفيرة ألجمعيه العالمية الخيرية أوكسفام لاشتراكها بتسويق "صوداستريم" الاسرائيلية عن طريق دعاية تلفزيونية. أما صناديق التقاعد الدنماركية فقد باعت كل الأسهم التي تملكها للشركات الإسرائيلية.
في استراليا تقوم الجمعيات الداعمة لفلسطين بحملة منظمة لتشجيع ألمقاطعة بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية، بي ن سي، والتي بادرت بالدعوة للمقاطعة قبل أكثر من خمس سنوات. ويتظاهر الاستراليين أعضاء جمعيه "أصدقاء فلسطين الاستراليين" في مدينة ادلايد مقابل دكانه لبيع أملاح البحر الميت "سيكريت" للأسبوع ال 173 على التوالي حيث وزعوا خلالها أكثر من 35.000 منشور يدعوا لمقاطعه البضائع الاسرائيلية.
وإما على نطاق المؤسسات التعليمية فقد رفعت مؤسسة إسرائيلية تدعى "شوارات هادين" (שורת הדין) بمساعدة محام إسرائيلي- استرالي في سدني دعوى ضد البروفسور جيك لينتش لدعوته مقاطعة المعاهد الاسرائيلية ورفضه استقبال اكاديمي من جامعة القدس العبرية كزائر لجامعة سيدني. هذه المحكمة كان لها أصداء واسعة في استراليا وانضم إلى دعم البروفيسور لينتش أكثر من 4.000 إنسان أعلنوا أنهم أيضا يدعون إلى المقاطعة وعلى المحكمة إن تحاكمهم هم أيضا.
أن المقاطعة بشكل عام كان لها تأثير كبير على جنوب إفريقيا وهزم نظام الابارتهايد العنصري. والمقاطعة التي تنادي لها الحكومة الإسرائيلية ضد إيران وكان لها تأثير على سياسة ايران الخارجية وأدت لإيجاد حلول سلمية لتجنب المنطقة حرب قد تكون مدمرة لايران وإسرائيل على حد سواء.
أما هذه المقاطعة هنا في البلاد فهي معدومة والبعض حتى يحاربها رغم انها سلميه وتعتبر قسم من حريه التعبير.
علينا جميعا إن نعتبر من الملايين في العالم الذين اخذوا زمام الأمور، أحيانا بعكس سياسة حكومتهم كما في استراليا وفي كندا، ودعموا المقاطعة. فنحن نستطيع الاستغناء عن المنتجات التي تصنع في المستوطنات وان لا نشتري النبيذ من حقول الجولان المحتل وان لا نرسل أولادنا إلى جامعة مستوطنة اريئيل (المقاطعة من جميع المعاهد في العالم) للدراسة.
هل يعقل إن ننتقد سياسة إسرائيل الاستيطانية والممارسات القمعية الاحتلالية ضد شعبنا وبنفس الوقت ندعم اقتصاد هذه المستوطنات ونحتم بقائها وتطورها.
حان الوقت لان نفعل بما نؤمن ونقاطع المستوطنين، منتجاتهم وخدماتهم.