سايكس-بيكو الجديد: آراب آيدول غزو فكري وثقافي
تاريخ النشر: 22/02/17 | 15:30مخطئ من يظن يومًا أن برنامج آراب آيدول يهدف إلى رفع مستوى الفن والثقافة في العالم العربي، وإنما هدفه اقتصادي ووسيلة لجني الأرباح المادية من الدرجة الأولى والأهم إيجاد منظومة ترفيهية تتعلق فيها الجماهير وترتبط بها ذهنيًا وفكريًا متواصلًا وتعزيز نزعة التعصب للقطر الذي ينتمي له هذا أو ذاك، مما يزيد من حالة التشرذم والانقسام التي يعيشها العالم العربي، ولا ابالغ أن قلت ان هذا البرنامج عبارة عن سايكس-بيكو جديد يسعى إلى تجسيد حالات الانقسام والتجزئة بواسطة الغزو الفكري الموجَه والممنهج بتنفيذ جهات عربية ولكن بإشراف وتوجيه جهات ليست عربية.
انا لست من مشاهدي هذه البرامج ولا اعرف من هو امير أو دندن وحتى من هو محمد عساف وغيره لم اعرفهم ولكنهم فلسطينيين مثلنا من أبناء فلسطين ولكن وللأسف يستغل القائمون على البرنامج ذلك ويدغدغون عواطف العرب بشكل عام وخاصة الفلسطينيين منهم، ليرفعوا من أسهم برنامجهم وأشهاره أكثر عبر استغلال اسم فلسطين وماساة فلسطين.
وهل ما تنتظره فلسطين وشعبها الخاضع تحت الاحتلال منذ حوالي سبعين عامًا هو عدة مووايل وابيات عتابا تمجدها وتبكي على ترابها؟ هل هذا ما تنتظره حقًا؟
هل أصبحت قضية فلسطين ورقة رخيصة تعبث بتقييمها من تتميز بإداء الفن الهابط كأحلام ونانسي وغيرهما؟
قضية فلسطين التي كانت تعتبر ام القضايا واقدسها يحولها البارونات من رجالات الاقتصاد لاداة دسمة لجني الارباح عبر برنامج كهذا، والمثير للاستغراب أن رئيس سلطة رام الله يتفاخر بعدد مشتركي آراب آيدول من الفلسطينيين وكأنه يرى فيه كفاحًا وأظن ذلك بعد استبعد من قاموس الفلسطيني ثقافة الكفاح المسلح واستبدالها بالتنسيق الأمني المقدس والكفاح المشلح..
وعودة الى البرنامج المذكور والمحطة التي يبث عبر شاشاتها ولا اعرف ما اسمها أيضًا، فمن السهل ملاحظة خلو الشوارع تقريبًا من المارّة أبآن وقت بث البرنامج وكأن حظرًا لمنع التجول قد فُرِض من قبل العسكر.
تعالوا لنسأل انفسنا كم هي المبالغ التي تكلف المتصلين للمشاركة بالتصويت من كافة أرجاء العالم والتي تسجل مدخولات مادية خيالية لحساب هذه المحطة.؟ وما الفائدة المرجوة من فوز هذا أو ذاك لفلسطين وشعبها؟
الفائز بهذه المسابقات لن ينفع إلا مشغليه ماديًا وفي نهاية الأمر سيكتسب الربح المادي والشهرة له بشكلٍ شخصي ولنتذكر ونسال انفسنا حول مشاركة عساف بحفل الناصرة الأخير وقبض مقابل ذلك 130 الف دولار كما ذكرت وسائل الإعلام، هل وصل جزء ولو اليسير من هذا المبلغ لإيواء لاجئ فلسطيني تركته جرافات الهدم بالعراء أو سدت رمق جائع ينبش في حاوية فضلات الطعام بحثًا عن لقمة يسد بها جوعه في أحد المخيمات، او وصل لوالد طفل مريض يفتقر للمال لإجراء عملية جراحية في خارج البلاد قد تنقذ ابنه من الهلاك..؟
ايها العابثون من محميات العهر في الخليج العربي بربكم اتركوا فلسطين وشانها ولا تجعلوها وأبنائها مطيّة يتم تداولها كسلعة تجارية لتحقيق مآربكم التجارية والمادية..!
لك الله يا فلسطين..
سعيد بدران
صدقك ورب الكعبه. بارك الله فيك وسلمت الايادي ولا فض فوك . كثر الله من امثالك . مستوى عالي جدا من الفهم للواقع ونظرة عامة لا يفقهها الا القليل من البشر ممن انار الله بصيرتهم. اتحفنا اخي الكريم بالمزيد من هذه المقالات الهادفه التي توصف الحال وتحسن المقال وتبين للامة طريقها التي انحرفت عنه.