“سأصفعك بكف اللهفة…”

وانت هناك..هناك…
في المكان البعيد
وانت هناك ..
وفي البعد أنت أجمل..والبعد أبيد…
تطلقين عصافيرك، وتحاكين الصدى
تنثرين انينك وبخورك في المدى
ترسمين الزمن بطباشير الندى
وأنا هنا أحترق شوقا وأئن تنهدا
وانت الفريدة البعيدة في البديدة
وانا كالطريدة الشريدة القعيدة
انتظرك لهبا ولو مبتورا
من نهايات اطراف القصيدة
***
أنسج لعينيك القوافي بحرفي السهيد
وأنا الشريد الطريد..
أبني لعينيك كوخ القصيد
هدى..على هدى
وأبذر الآهات قمحا
في الاثير والمدى
فأسرعي الخطى.. وعودي
وكدسي على تلال شفتيك
حبات اللعاب والندى
لنرطب مدارات الغياب
فلا يستبيح بنا نزفا او ردى
كي نلتقي في العناق
فنحك حضنا بحضن على الهدى
ونوقد لهيب القصيد
ثم..يصير القصيد لنا معبدا
****
أسمع خطو انينك الطالع
من ذاكرة الغياب
أتجمد على فراش الانتظار
ألتحف زوابع الإشتياق
أرتب وسائدي وشراشفي الرطبة..
وفي اوردتي ثورات
الملم تفاصيل الشهوة..
استعد لصفعك بكف اللهفة
حين تلمسين تيار عشقي الموجوع
المحاصر بالظمأ ولوعة الجوع
فيتدفق نبيذه من عنبي
فنشربه على عجل
كي لا تنسكب في جداول الغياب
بقايا الآهات والقبل
فانا رجل خريفي
عندما يعصف عطرك بي……..
أبرق ثم ارعد….
فيهطل الشوق مطرا جارفا
وانا رجل البحر
أرسم الامواج والأصداف والمرجان
حين اشتاق لوشوشات قلبك في الهيجان
هل تعلمين ان لعطرك بحة
تعلو ﻣﺂﺫﻥ المسك والنسور والعنان
فأﻫﺮﻭﻝ كناسك متعبد
ﺇﻟﻰ ﻣﺤﺮﺍﺏ انفاسك
اتوضأ بماء الشوق
استرخي على سجادة الحنين والحنان
ادخل في خشوع ﺍﻟصلاﺓ
عل ثوابي..يتزحلق الي
من اسود ثوبك
العالق في عقد ازار قميص الهذيان

شعر: د زياد محاميد