فضائل المرأة السائقة
تاريخ النشر: 28/02/17 | 14:50منذ عشرة أعوام كان في نواحي مستغانم لقضاء عطلته الصيفية رفقة أهله وأبنائه، إذ به يصاب في يديه إثر سقوط عنيف في حفرة بمحل تصليح السيارات حين توقف ليصلح سيارته.
إستلمت الزوجة السيارة وأسرعت به إلى أقرب مستشفى الذي يبعد فيما أتذكر بـ 20 كلم، ولم تتوقف العطلة لأن الزوجة أخذت زمام قيادة السيارة وتكفلت بشؤون قضاء حوائج الزوج والأبناء من طعام، وخضر، وفواكه، وشراب تحت رعاية زوجها المصاب وبطلب منه، واستتمتع الأبناء بالعطلة ولم تتوقف لحظة واحدة بفضل الزوج السائقة التي عوضت الزوج السائق المصاب.
وفي اللحظة التي ترسم فيها هذه الحروف يعود الزوج من جديد فيستحضر فضل الزوج السائقة ويهديها هذه الأسطر لما قدمت من معروف يحفظ السقف ويرعى السطح. فقد أصيب بكسر في رجله اليسرى من يوم 2 فيفري إلى 26 فيفري 2017 تاريخ نزع الجبس، وهو الآن في نقاهة لأيام أخر.
إستلمت في حينها قيادة السيارة وأخذت زوجها المصاب إلى مستشفى أولاد محمد وهو يكتم الألم حينا ويغلبه حينا آخر، ثم تمر إلى الصيدلية فتقتني ما طلبه الطبيب مما يخفّف الألم ويسرع في الشفاء. وفي اليوم الموالي يصاب الرجل ببعض الألم بسبب سوء وضع الجبس من طرف الممرض الشاب لقلة خبرته وتجربته، فتحمل الزوج زوجها من جديد وتقود السيارة متجهة إلى المستشفى لتغيير وضع الجبس ليصبح أكثر راحة من ذي قبل، وهوما تم فعلا حيث وضع فراش خفيف لطيف يريح الرجل، عكس ما كان عليه في المرة الأولى حيث وضع الرجل مباشرة على الجبس فتعاونا ألم الكسر مع ألم سوء وضع الجبس.
وبتاريخ 5 فيفري طلب مني الطبيب سيدي علي المختص في العظام أن أوافيه بمستشفى الشطية ليعيد الجبس من جديد باعتباره المختص المتمكن لأنه لم يعجبه الأول لنقائص ظهرت منذ اليوم الأول، فاستلمت الزوج السيارة من جديد وحملت زوجها إلى المستشفى.
وخلال مدة الكسر التي امتدت طيلة شهر فيفري حدثت حوادث مفجعة داخل العائلة إستطاع الزوج أن يؤدي الواجب المفروض عليه وهو المصاب بفضل سياقة الزوجة للسيارة.
توفى عمها سليمان بوزيان رحمة الله عليه، فحملتني بالسيارة لأؤدي واجب العزاء ومواساة أبنائه وأهله، وحملتني إلى زميلنا محمد عبد الفتاح مقدود في بيته قادما من مستشفى بني مسوس قبل أن يعود للمستشفى من جديد ، وظلت تحملني عبر السيارة لأزور أختي العالية أكبر أخواتي حين إشتد بها المرض وإلى أن لقيت ربها راضية مرضية يوم 23 فيفري 2017 رحمة الله عليها.
وأنا الان أكتب هذه الأحرف وأنا قادم من مقبرة سيدي العروسي لزيارة قبر أختي رحمة الله عليها، وذلك بفضل الزوجة التي تكفلت بسياقة السيارة.
معمر حبار