البيروني بجديدة المكر تستضيف أدباء محليين
تاريخ النشر: 27/02/17 | 18:08جاءنا من الناطق الرسميّ لاتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين الشاعر علي هيبي: ضمن برنامج “جذوري” الهادف استقبلت مدرسة “البيروني” الإعداديّة في قرية “الجديدة” ثلاثة أدباء من اتّحاد الكرمل للأدباء الفلسطينيّين، وهم د. بطرس دلّة رئيس لجنة المراقبة في الاتّحاد والشاعر علي هيبي الناطق الرسميّ للاتّحاد، كما شارك المربّي المتقاعد الأستاذ لبيب سكس، وقد كان في استقبال الأدباء المربّية تمام واكد مدير المدرسة والمربّي خالد عسّاف نائب المدير والمربّية سكينة هوّاش مركّزة إرشاد اللغة العربيّة والمربّية منال كريّني مركّزة شريحة السوابع في المدرسة.
ويشار إلى أنّ برنامج “جذوري” يهدف إلى توعية الطلّاب على الجذور التي يعودون إلى أصولها بهدف تنمية الانتماء لبلادهم وقراهم ولترسيخ التربية الوطنيّة والتمسك بالشخصيّة العربيّة المتميّزة في بلادنا، وكذلك لتعميق وعي الطلّاب في مجال تعزيز الانتماء للغة العربيّة بصفتها من أهمّ أركان تدعيم الشعور القوميّ العربيّ.
وأمام شريحة السوابع وبحضور عدد من المعلّمين قدّم كلّ من المحاضرين الثلاثة محاضرة عن القرى المهجّرة، وكانت مديرة المدرسة تمام واكد قد استهلّت المداخلات بكلمة حول ضرورة تعزيز الشعور بالانتماء لماضينا العريق عن طريق فهم الظروف الخاصّة التي نمرّ بها، وخاصّة الظروف المأساويّة التي مرّت على أهالينا أثناء النكبة سنة 1948، وقد رحّبت في نهاية كلمتها بالمحاضرين المشاركين من اتّحاد الكرمل، شاكرة لهم مشاركتهم الهامّة في تدعيم أسس الانتماء وترسيخ الوعي الوطنيّ بالعودة إلى الجذور.
ومن ثمّ تحدّث د. بطرس دلّة فقدّم سردًا تاريخيًّا عن جذور النكبة التي بدأت في الحقيقة منذ أيّام الحكم العثمانيّ في بلادنا العربيّة مرورًا بوعد بلفور ودور الانتداب البريطاني في تمليك فلسطين لمن لا يملكها وتجريد شعبنا من أرضه، الأمر الذي أسهم في تشريده ونكبته، وقد دعا الطلّاب الصغار إلى الاهتمام والمطالعة لاستكشاف المعاناة الحقيقيّة التي تعرّض لها أباؤهم وأجدادهم جرّاء النكبة، ولم يغفل د. دلّة عن الدور العسكريّ لعصابات الصهيونيّة في طرد السكّان عن طريق التخويف والترهيب وارتكاب المجازر، كما حدث في عدد من القرى، مثل دير ياسين وعيلبون، كما فضح الدور التآمريّ والخيانيّ للأنظمة العربيّة المتخاذلة التي أرسلت جيش “الإنقاذ” ليس لإنقاذ فلسطين بل لإتمام تسليمها للحركة الصهيونيّة.
وقد تكلّم الشاعر علي هيبي ممثّلًا عن قريته “ميعار” كنموذج واحد عن مئات القرى المهجّرة، وقد وضع الكلام عن ميعار ضمن سياق أوسع، فميعار صورة مصغّرة لفلسطين المنكوبة، وقد ذكر هيبي إنّ أحد أبرز معالم هذه القرى ليس فقط المقابر والبيوت المهدّمة وأشجار الصبّار والتين والرمّان، وإنّما تلك المرويّات والحكايات الشعبيّة والأغاني والنوادر التي تعزّز الذاكرة الفلسطينيّة وتفنّد الدعاوى الصهيونيّة التي تقول بإنّ الصهاينة جاؤوا شعبًا بلا أرض إلى أرض بلا شعب، ولكنّ هيبي وردًّا على هذه المقولة الكاذبة قال أنّ للنكبة حلًّا واحدًا لا غير، هو العودة وحقّ التمسّك بها، وقد ذكر بعضًا من المرويّات والأغاني الشعبيّة الميعاريّة المشهورة والمتداولة بين جميع الفلسطينيّين.
وكانت المحاضرة الأخيرة للمربّي المتقاعد لبيب سكس، ابن قرية البروة، والذي يقطن في قرية “كفر ياسيف”، وقد تحدّث سكس ممثّلًا عن قرية “البروة” فأسهب وأحسن في إعادتنا إلى أجواء القرية التي ولد وترعرع فيها فترة صباه، وقصّ بعض القصص الرائعة عن العلاقة الوطنيّة المتينة بين المسلمين والمسيحيّين في البروة، ومن ثمّ تحدّث عن احتلال القرية وتشرّد أهلها إلى القرى المجاورة، وكذلك في المنافي القوميّة في سوريا ولبنان والأردن.