من خصائص بيت الله الحرام
تاريخ النشر: 01/03/17 | 7:14تدل العديد من آيات كتاب الله علي أن الله قد جعل بيته للناس , حتي أن قلوب الناس تهفو لزيارة بيت الله , وذلك بفضل دعوة سيدنا إبراهيم في قوله تعالي : ” … فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ … ” ( إبراهيم 37 ) , وهنا لم يشترط الله الإيمان لحب زيارة بيته .
كما أن فريضة الحج فرضها الله علي الناس في قوله تعالي : ” … وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا … ” ( آل عمران 97 ) . ويقول تعالي عن المسجد الحرام : ” … وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ … ” ( الحج 25 ) .
كما أن الله قد تعهد بأمن هذا البيت وبرزق أهله من الثمرات , وذلك أيضاً بفضل دعوة سيدنا إبراهيم في قوله تعالي : ” … رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ … ” ( البقرة 126 ) .
وفيما يلي بعض من آيات كتاب الله التي تدل علي ارتباط بيت الله بكل الناس :
• ” وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا … ” ( البقرة 125 ) .
• ” ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ …” ( البقرة 199 ) .
• ” إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ” (آل عمران 96 )
• ” … وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ” ( آل عمران 97 ) .
• ” جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ … ” ( المائدة 97) .
• ” وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ … ” ( التوبة 3 ) .
• ” … فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ” ( إبراهيم 37 ) .
• ” … وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ” ( الحج 25) .
• ” وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ” ( الحج 27 ) .
وفيما يلي بعض من آيات كتاب الله التي تدل علي تعهد الله برزق أهل بيته من الثمرات , وعلي حفظ الأمن ببيت الله , وذلك باستجابته لدعوات سيدنا إبراهيم :
• ” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آَمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ” ( البقرة 126 ).
• ” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آَمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ” ( إبراهيم 35 ) .
• ” رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ” ( إبراهيم 37 ) .
• ” وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ” ( القصص 57) .
• ” أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آَمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ” ( القصص 67 ) .
• ” لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ * إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ * فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ” ( قريش 1 .. 4 ) .
وبناء على ما سبق فإنه لا يجوز لأحد أن يمنع أي إنسان مسالم من دخول بيت الله , أما عن تفسير قول الله تعالي : ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ” ( التوبة 28 ) . وهذه الآية قد اتخذها البعض دليلاً علي أن الله كلف المؤمنين بمنع المشركين من دخول بيت الله .
ولكي يكون الأمر واضح يجب أن نعرف أنواع الجمل في المنطق , فالجملة إما أن تكون خبرية مثل الجملة الإسمية والجملة الفعلية , وهذه الجمل في القرآن ندرك بها الحقائق الموجودة في الكون وبها يكون الإيمان . أما التكليفات الموجهة للمؤمنين فتكون بالجمل الإنشائية مثل “افعل” و” لا تفعل ” أي الأمر والنهي .
ولكي نبسط المسائل أكثر يجب أن نعرف وظيفة الفاء في قوله تعالي في هذه الآية ” … فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا … ” .
وفي قوله تعالي ” يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا … ” لا توجد أي أداة شرط حتي نقول أن الفاء رابطة لجواب الشرط . ولا يجوز أن نقول أنها حرف تعليل فلو أن الأمر كذلك وفق هوي البعض لكان النص يجب أن يكون في صورة جملة إنشائية مثل ” لا تسمحوا للمشركين بدخول المسجد الحرام فهم نجس ” .
وبما أن جملة ” إنما المشركون نجس ” جملة إسمية خبرية دخل عليها أداة الحصر المركبة من مركّبة من ( إنّ ) و ( ما ) الكافَّة الزائدة التي منعتها من العمل .
وبما أن جملة ” لا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ” هي جملة إسمية خبرية , المبتدأ فيها محذوف وعائد علي ” المشركون ” , والخبر فيها هو شبه الجملة ” لا يقربوا المسجد الحرام ” , والتي تبدأ بأداة النفي “لا” , و ” واو الجماعة ” هنا تعود علي ” المشركون “.
وبذلك تكون الفاء في قوله تعالي ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا … ” هي حرف عطف بين جملتين خبريتين .
وبذلك يكون التفسير بأن الله تعهد للمؤمنين بعدم إقتراب المشركين من بيت الله وليس في الآية أي تكليف للمؤمنين فالتكليف يكون بالجمل الإنشائية مثل ” افعل ” و” لا تفعل ” أي بالأمر والنهي .
ولكي نفسر أكثر , معني أن الله تعهد للمؤمنين بعدم إقتراب المشركين من بيت الله , هو أن المشرك إذا اقترب من بيت الله ، يدخل في دين الله ، بمجرد اقترابه من البيت ، وينطق الشهادتين ، وهذا المعني موجود في قوله تعالي : ” إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا ” ( النصر 1 .. 3 ) .
وفي هذه السورة دليل واضح علي أنه بعد الفتح , دخل المشركون في دين الله أفواجاً , بمجرد اقترابهم من بيت الله , وفي هذا معجزة من الله تعالي لتأييد رسوله , فلو أن الأمر لم يكن بمعجزة من الله لما أمر الله نبيه بأن يسبح بحمد الله في قوله ” .. فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا “.
وهذا المعني موجود أيضاً في قوله تعالي : ” إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ” ( الفتح 1 .. 2 ) . ومعني قوله تعالي ” فتحاً مبيناً ” , أي فتحاً تبين به الحق من الباطل , ولا يكون ذلك إلا بمعجزة من الله , وقد فسرناها سابقاً بأن الله تعهد للمؤمنين بعدم إقتراب المشركون من بيت الله ، وأصبح المشرك يدخل في دين الله ، وينطق الشهادتين ، بمجرد الاقتراب من البيت .
ثم ننتقل إلي تفسير قوله تعالي : ” إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ” ( الحج 25) . وفي الآية دليل واضح علي أن البيت للناس , وذلك في قوله تعالي ” الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ ”
أما عن تفسير قوله تعالي ” … وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ” , ففيها تعهد من الله بمعاقبة من يرد فيه بإلحاد بظلم وليس في الآية أي تكليف للمؤمنين , وتعهد الله بعذاب الملحدين والمشركين في الحرم لا يبيح للمؤمنين أن يُنزلوا أي عقوبة عليهم .
لذا ننتهي إلي نتيجة بأن الله لم يكلف المؤمنين بمنع المشركين من دخول بيت الله ، وأن الله تعهد بعدم إقتراب المشركين من بيته , وأن المشرك إذا اقترب من بيت الله يدخل في دين الله ، وينطق الشهادتين .
ولكي نستكمل هذا الأمر , ننتقل لجدال من يدعون أن الله كلف المؤمنين بمنع المشركين من دخول بيت الله .
لقد قال الله تعالي ” مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لِتَشْقَى ” ( طه 2 ) , ونقول هنا أن الرأي القائل بأن الله كلف المسلمين بمنع المشركين من دخول بيت الله , هو الشقاء بعينه .
ثم أن الادعاء بتكليف المسلمين بمنع المشركين من دخول بيت الله يتعارض مع عالمية الرسالة , ومع الوعد بالأمن داخل الحرم .
ثم نسأل بعض الأسئلة :
. إن كان هذا تكليفاً , فهو موجة لمن ؟ هل لأهل بيت الله فقط , أم لجميع المسلمين ؟
. لو حدث أن دخل أحد المشركين بيت الله في غفلة , فعلي من يقع الإثم ؟ , هل يكون علي أهل بيت الله جميعاً أو علي المسلمين جميعاً , مع العلم أن ذلك يتعارض مع مبدأ شخصية العقوبة في قوله تعالي ” وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ” .
. هل تجب معاقبة المشرك الذي يدخل بيت الله ؟ , وما هي العقوبة المحددة ؟
. كلنا نعرف قصة أصحاب الفيل وكيف حمي الله بيته , فهل كان الله يحمي بيته قبل مولد النبي وقبل نزول القرآن , ثم كلف المسلمين بحماية البيت بعد نزول القرآن , وبعد أن تبين الحق من الباطل ؟! .
. لو أن أحد من أهل بيت الله أعلن كفره , فهل يجب علي المسلمين إخراجه من بيت الله ؟! , مع العلم بأن هذا الأمر يتعارض قوله تعالي : ” … وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ … ” ( البقرة 217 ) .
. ما الثواب الممنوح للمسلم أو للمسلمين في حالة تنفيذ أمر منع المشركين من دخول بيت الله ؟ .
. ما هو العقاب أو العذاب الذي سيحل علي المؤمنين في حالة الامتناع عن ذلك ؟ أو بمعني آخر هل السماح بدخول المشركين بيت الله من كبائر الذنوب التي تستوجب العقاب أو العذاب من الله ؟ .
وحتي يكتمل الموضوع نذكر حكم القتال في بيت الله وذلك في الآيات : ” … وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ * فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ” ( البقرة 191 .. 193 ) .
والآيات تتحدث عن حرمة القتال داخل بيت الله وذلك في قوله تعالي ” … وَلَا تُقَاتِلُوهُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ … ” ثم تتحدث الآيات عن حكم من يدخل بيت الله مقاتلاً , والعقوبة هي إنزال عقوبة القتل به مع الحكم بأنه كافراً وذلك في قوله تعالي ” … فَإِنْ قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ ” . والآيات لم تفرق بين من يدعي الإيمان ثم يدخل بيت الله مقاتلاً وبين المشرك فجميعهم حكمهم الكفر , ثم يتم إنزال عقوبة القتل عليهم .
أما عن نتيجة الامتناع عن تنفيذ أمره بقتل من يدخل بيت الله مقاتلاً , فهي الفتنة أي اختلاف الناس علي الحق والباطل , وذلك في قوله تعالي ” وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ … ” .ولا ننسي أن الله قد أمرنا بالعفو علي من انتهي عن هذا الفعل قبل المقدرة عليه و أعلن توبته وندمه , وذلك في قوله تعالي ” فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ” , وفي قوله تعالي ” … فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ ” .
وهنا يجب أن نذكر أن القتال عند المسجد الحرام لا يتعارض مع وعد الله بالأمن داخل الحرم , فالقتال داخل الحرم هو ابتلاء من الله للمؤمنين حتي لا تكون الفتنة ويكون الدين لله , وحوادث القتال عند المسجد الحرام معدودة ولا يمكن اعتبارها تنفي صفة الأمن عن بيت الله .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبدالرحيم الغزالي