النائب عودة يشارك بمؤتمر”جي ستريت”
تاريخ النشر: 27/02/17 | 18:08شارك النائب أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة في مؤتمر “جي ستريت” كمتحدث مركزي. وقوبلت كلمته بالكثير من الترحاب والتشجيع من قبل الجمهور الكبير الذي وصل تعداده ثلاثة ألاف وخمسمئة.
وقال النائب عودة في كلمته: “في ليلة متأخرة، قبل شهر، يعقوب أبو القيعان، معلم رياضيات، من قرية صغيرة تدعى أم الحيران في النقب، سمع بأن قريته ستهدم. في عتم الليل، قبل الفجر، أخذ معه أوراق امتحانات، أخبر أقرباءه بأنه سيكون في بيت والدته بالبلدة المجاورة ودخل الى السيارة.
يعقوب لم يصل الى بيت والدته. خلال قيادته السيارة الى خارج قريته، أطلق عناصر الشرطة النار عليه وقتلوه. سيارته اصطدمت بالشرطي ايريز ليفي وقتلته”.
وتابع عودة: “هذه الليلة من الشهر الفائت هي مجرد فقرة إضافية من قصة أكبر، قصة تمييز وتفرقة وقوة معزّزة بالكراهية، والتي تكبر في إسرائيل، في أمريكا وفي كل أنحاء العالم”.
*أهل النقب هم أكثر الشرائح معاناة*
كما قال عودة: في النقب هناك 35 قرية عربية والتي تعتبر رسميًا كغير معترف بها من قبل الدولة. أكثر من 100 ألف شخص، عرب فلسطينيين مواطنين في إسرائيل – يسكنون هناك بدون ماء، كهرباء، شوارع معبدة ولا مدارس”.
وتابع: “أخواتنا وأخواننا في النقب هم أكثر الشرائح معاناة في الدولة. نضالهم من أجل العيش بكرامة وحقوق متساوية هو جزء مركزي من نضالنا الجامع من أجل مستقبل عادل وديمقراطي. ولذا القائمة المشتركة حوّلت نضال القرى غير المعترف بها الى موقع مركزي جدًا في برنامجها وعملها”.
*استراتيجية نتنياهو هي التحريض ضد المواطنين العرب*
وحول سياسة الحكومة اليمينية قال عودة: “منذ أن تأسست دولة إسرائيل، أنشأت ما يقارب الـ 700 بلدة كلها لليهود ولا واحدة منها للعرب. من غير المقبول، بأنه هناك 934 تجمع سكاني يستعمل نظام “لجان القبول” بهدف إبعاد العائلات العربية. من غير المقبول، أن يجلس أطفال القرى غير المعترف بها في الظلام وينظروا الى المصابيح في حظائر البقر في الكيبوتسات القريبة. ومن غير المقبول، أن تحّل حكومة نتنياهو قضية المسكن الى سلاح سياسي يستخدم ضد المواطنين الفلسطينيين العرب في إسرائيل.
وهذه فضيحة أخلاقية أن يقوم رئيس الحكومة نتنياهو باستخدام هدم بيوت في قلنسوة، وإخلاء مجتمع كامل من النقب، كتعويض أو جائزة لداعميه من اليمين المتطرف، مقابل إخلاء مستوطنة بنيت على أراضي فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة”.
وتابع عودة: “هذا كله جزء من استراتيجية نتنياهو، أن يحرض ضد المواطنين العرب الفلسطينيين، وبأن يرسمنا كأعداء وليس كمواطنين. هو حرض ضدنا عندما مارسنا حقنا في التصويت. وهو من اتهمنا بأننا نرفع أعلام داعش. وهو من اتهم العرب بحرق جبل الكرمل – هذا الجبل الذي ولدت فيه، والذي عاشت به عائلتي لعصور، الجبل الذي وُلد به أولادي والذي به قبور أقربائي”.
وأضاف: “في إسرائيل، في أنحاء العالم، وفي الولايات المتحدة، هؤلاء الذي يجلسون في مراكز القوة يهتمون فقط لقوتهم. ترامب ونتنياهو بنيا قوتهما بنفس الطريقة التي استخدمتها أنظمة عبر التاريخ؛ لغة الخوف والكراهية الحارقة، والتحريض ضد الآخر، بدلًا من تذكيرنا بالقيم المشتركة والمصالح المشتركة”.
*حزب العمل هو الظلّ لليمين وليس المعارضة!*
وتابع عودة خطابه: “هذا هو التحدي. ولكن هذا ليس الشيء الوحيد الذي يقف في طريقنا. علينا أن نحظى بالشجاعة والقناعة بأننا نستطيع أن نخلق المستقبل الذي نتصوره، مستقبل الديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية. لا يمكننا أن نحقق هذا المستقبل عبر استنساخ الطرق القديمة والتقليدية المؤسساتية. يجب أن نشيد عهد المعارضة الحقيقية الكبيرة؛ معارضة مبدئية، لا تهاب وملتزمة لتحريرنا جميعًا. المعارضة التي يقودها حزب العمل، والتي هي أشبه بظلّ لليمين، هي ليست معارضة بتاتًا.
حزب العمل لم يفعل أي شيء ليمنع الهدم في أم الحيران، وترك مواطنيها بدون بيوت. حزب العمل ترك مؤسسات حقوق الإنسان والمجتمع المدني لوحدهم يواجهون التحريض من قبل أحزاب اليمين. وهم فشلوا بفرز أي قيادة نحو إنهاء الاحتلال ومعارضة الأجندة اليمينية للحكومة”.
وأضاف: “علينا أن نحاسبهم، لكن لن ننتظر منهم أي يفسحوا المجال. هم أطلقوا على نفسهم اسم “المعسكر الصهيوني”. اليمين يطلق على نفسه اسم “المعسكر القومي”. نحن، عرب ويهود معًا، يجب أن نبني معسكرًا جديدًا، المعسكر الديمقراطي الذي يطرح بديلا قويًا وأخلاقيًا في مواجهة هذين المعسكرين”.
*معًا في مواجهة الاسلاموفوبيا واللاسامية*
وتابع عودة: “أرفض أن نقول أنه من غير الممكن او من غير المجدي. نحن نبني قوتنا من خلال توطيد التضامن. بهذا الزمن نحتاج الى تضامننا أكثر من أي وقت مضى، في هذا الزمن الذي تكبر فيه اللا-سامية والإسلامفوبيا”.
*إما السلام وإما.. الابارتهايد!*
وتابع عودة خطابه قائلًا: “على مدار 50 عامًا يولد الأطفال الفلسطينيون تحت الاحتلال. على مدار 50 عامًا يربّي الأهالي الفلسطينيون أطفالهم دون أي وعد حول المستقبل. على مدار 50 عامًا، يدفع الإسرائيليون أيضًا ثمنًا للمحافظة على هذا الاحتلال”.
وأضاف: “حكومة نتنياهو توقفت عن التظاهر بأنها معنية بالسلام، فقد مررت مثلًا قانونًا يشرعن لمستوطنين إسرائيليين سرقة أراضي خاصة من فلسطينيين. أنا أؤمن بأنه أمامنا خيار واضح: السلام أو الأبرتهايد. وأؤمن بأن معارضة حقيقية ومبدئية مبنية على أسس التضامن والنضال المشترك، ستمكننا من اختيار السلام”.
وتابع: “الفلسطينيون اعترفوا بدولة اسرائيل، وبالمقابل على الإسرائيليين أن يعترفوا بالنكبة، بالغبن التاريخي وبالجرائم الفظيعة التي حصلت عند إقامة دولة إسرائيل”.
ثم قال عودة: “هم يحاولون أن يفرقوا ويسيطروا. لكننا، سنتحد وننتصر. لهذا السبب شاركت بمظاهرة تضامن مع الأثيوبيين اليهود الذين تظاهروا ضد عنف الشرطة. ولهذا السبب قُدنا وربحنا معركتنا من أجل زيادة مخصصات الدولة للناجين من المحرقة. ولهذا السبب عملنا على سن قوانين تدعم الأشخاص ذوي الإعاقات”.
* حكومة اليمين تتعامل معنا كجزء من المشكلة لأنه يعرف أننا جزءٌ من الحل!*
وتابع عودة: “لا تخطئوا! الأشخاص الذين يقولون بأن الشعوب لا يمكن أن تتفق، يقولون هذا ليس لأن كلامهم صحيح، بل لكي يخدموا مصالحهم الخاصة والضيقة. هم يقولون هذا لأنهم يعلمون بأن مستقبلنا المشترك سيكون نهاية حكمهم. هم يخافون. وعليهم أن يخافوا. المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل لوحدهم لا يملكون القوة الكافية لإحقاق هذا المستقبل الديمقراطي والمتساوي والذي من خلاله بإمكاننا إحقاق سلام. لكن بدوننا لا أحد يستطيع أن يحقق الديمقراطية، المساواة والسلام. الحكومة اليمينية قررت أن تجعلنا جزءًا من المشكلة لأنها تعلم بأننا سنكون جزءًا من الحل”.
واختتم عودة خطابه: “أنتم تظاهرتم بعد حفل رسامة الرئيس الأمريكي كي تأكدوا بأن النساء لن تقبل الكلام العنيف، ولا أعمال العنف ولا السياسات العنيفة.
أنتم تظاهرتم في مطارات نيويورك، شيكاغو، واشنطن وسان فرانسيسكو لكي تقولوا بأن المستقبل هو لنا جميعًا، بأنه أهلًا باللاجئين ولا للعنصرية والإسلامفوبيا.
وجئتم الى هنا اليوم، لأننا نعلم بأنه لا يمكننا أن نعتمد على المعارضة الموجودة اليوم. هنا في وطنكم، كما في وطني، سنخلق المعارضة التي ستعارض الوحشية. هم يمكنهم أن يحاولوا هدم بيوتنا، يمكنهم بناء جدران حتى يفصلوا فيما بيننا، ولكن إن كنا نملك الشجاعة الكافية، نضالنا المشترك من أجل مستقبل للجميع سيكبر أعلى من أي جدار فاصل، وروابط تضامننا لن تنكسر أبدًا”.