عن اليوم المزعوم "يوم الحب"

سبحانك اللهم من عجائب البشر دوّنوا واقعهم على صفحات الرياء

فادّعوا الحب ليومٍ واحدٍ وطاروا بهِ لعنان السماء

رأوْه نبضا، قلبا مفعما فيهِ البلسم وخير الشفاء

خالوه ضوءا بدجى ليلةٍ أهلك أمما بعيْن العناء

تعلقوا بسوس عقول الفواجر ليداعب أرواحهم باسم الغناء

وتمتعوا برعونة نساءٍ عواهر سخافة ترمي لساحات البلاء

ظلموا الأزهار، ذبحوا أريجها طلّقت أرضها، بكت السقاء

جرّحوها بخبثِ نيّةٍ، جرمِ شهوةٍ قتلوا جمالها، استأصلوا الحمراء

يا أمة الحبيب، أمة محمدٍ حُبّكُم فتك وعشقكم فناء

سلوا القديس سلوا أيامه فالنتين مُتبعا بِرَفعِ اللواء

أين آفاق العز أين أمجادكم هل ستعيده أيام الجفاء

ألا يعلوا أرواحكم حب محمدٍ ألا يرفع حبه عنكم وباء

ألا تخفق قلوبكم بعشق أحمدٍ لتبصقوا معا معاني الغباء

مجّوها فإنها مريرة وربكم مجّوها وتعلقوا بأبي الزهراء

ولا تدّعوا ليوم الحب وسامة جميل طلعه لكنه شقاء

فالإسلام عشق ومحمد حبيبنا حاشا استبداله بيوم الهراء

فالأخت حبيبة والأمهات أرواحنا والزوج نبع فيه الصفاء

والعم شوق والخال ودّنا والمسلمين جمعا على حدٍّ سواء

فاتقوا الله بأيام جهلكم تحلوا بأيام رفعة وإباء

وإن تعذّر، فنصيحة محبكم نبع صفوةٍ وخير دواء

الحب لا دهر يلمّه ولا شهر إنما فؤاد بأصل النقاء

الحب لا يوم يبْهِره ولا يزهِر إلا بقلب يحب الوفاء

فجنّبوا الأيام نبض رَوْعكم فالأيام تمحو عنه الضياء

واعشقوا بأدبٍ وسنة شافعٍ وشرع الإله كله بهاء

ستدركوا بعدها نور حبيبكم وينير الصدر من الجوزاء

وتحلو الأيام وإن كانت مريرة وتحيا حياتك عيش الرخاء

فالحب الصادق عشق متيّم لحبيب يرضاه إله السماء

وكل عشق وحب سواهما فكبّر سبعا وأقم عزاء