حكم لعب ورق الشدة
تاريخ النشر: 04/03/17 | 6:09المختار من أقوال الفقهاء هو حرمة لعب الشدة وهو ما ذهب إليه الإمام ابن حجر الهيتمي من علماء الشافعية حيث قال في ( كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع ) : ” اللعب بالكنجفة ( الشدة ) هو حرام لأنّ العمدة فيه على الحزر والتخمين [ أنظر : كف الرعاع عن محرمات اللهو والسماع لأبي العباس أحمد بن حجر الهيثمي ص177 ] وإلى ذلك ذهبت اللجنة الدائمة بالمملكة العربية السعودية وعدد كبير من المعاصرين. أنظر : [ الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي 3/522 , فتاوى منار الإسلام – ( الطبار ) 3/718 , منهاج المسلم – أبو بكر الجزائري ص 463 ] .
وتعليل حرمة اللّعب بالشدة هو : أنّ هذه اللعبة قائمة على أساس الصّدفة وليس أساسها الذّكاء كالشطرنج ؛ ولذا لسلامة عقيدة المسلم فقد أمر الفقهاء اجتناب كلّ ما من شأنه أن ينمّي في القلب وازع الصدفة فضلا عمّا في هذه اللّعبة من مضيعة للوقت الذّي هو رأس مال المسلم وذخيرته ؛ ويزداد الأمر حرمة إذا كان يتخلل هذه اللعبة مقامرة ومراهنة كما هو مشاهد في كثير من الأحيان.
وما أجمل ما ذكره د. يوسف القرضاوي بهذا الصدد حيث قال : ومن العبارات التي أصبحت مألوفة لكثرة ما تدور على الألسنة وما تقال في المجالس والأندية عبارة : ( قتل الوقت ) فنرى هؤلاء المبذرين أو المبددين يجلسون الساعات الطوال من ليل أو نهار حول مائدة النرد أو رقعة الشطرنج , أو لعبة الورق أو غير ذلك مما يحل أو يحرم لا يبالون لاهين عن الذكر وعن الصلاة وعن واجبات الدين والدنيا , فإذا سألتهم عن عملهم هذا وما وراءه من ضياع قالوا لك بصريح العبارة : إنما نريد أن نقتل الوقت , وما يدري هؤلاء المساكين أن من قتل وقته فقد قتل في الحقيقة نفسه , فهي جريمة انتحار بطيء ترتكب على مرأى ومسمع من الناس ولا يعاقب أحد عليها ! وكيف يعاقب عليها من لا يشعر بها ولا يدري مدى خطرها ؟! . ( الوقت في حياة المسلم – د. يوسف القرضاوي )
د.مشهور فواز- رئيس مجلس الإفتاء