خطبة الجمعة من كفرقرع بعنوان مسؤولية الزوج اتجاه زوجته
تاريخ النشر: 16/02/14 | 1:29بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة؛ أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع؛ حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري آل أبو نعسه، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك "مسؤولية الزوج اتجاه زوجته" صلى الله عليه وسلم؛ هذا وأم في جموع المصلين فضيلة الشيخ كيلاني زيد، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
حيث تمحورت الخطبة حول: فلا شك أن الزوجة الصالحة من أعظم نعمِ الله تعالى على الرجل بعد نعمة الإسلام؛ ولذلك يجب على الرجل حفظها ورعايتها، وأن يشكر ربه على هذه النعمة.
وقد جعل الله العلاقة بين الزوجين من أوثق العلاقات التي عرَفتها البشرية، فربما لا يوجد علاقة بين اثنين مثلما يوجد بين الزوجين، وقد ربط الله تعالى هذه العلاقة بالمودة والرحمة؛ قال الله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً)..".
وأردف الشيخ قائلاً:" إن المرأة لا تحتاج إلى المال ومتاع الدنيا، أكثر مما تحتاجه من كلمة طيبة، تشعر فيها بكرامتها وقيمتها الإنسانية؛ فالكلمة الطيبة والابتسامة الجميلة من أغلى الهدايا التي يقدمها الزوج لزوجته، خصوصًا عندما تقوم المرأة بخدمة بيتها وزوجها، فيقابلها بالكلمة الطيبة: من الدعاء لها بالخير، والدعاء أن يبارك الله فيها..؛ واليوم أتكلم لكم عن مسؤولية الزوج نحو زوجته من أجل سلامة آخرتها، فكما هو مسؤول عن تأمين سلامة دنياها فهو مسؤول عن تأمين سلامة آخرتها، وذلك لقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون).".
وتابع الشيخ حديثه بالقول ومن أسباب وقايتها من نار جهنم أن يأمرها بالحجاب الذي أمر الله عز وجل به نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأمر به نساءه وبناته ونساء المؤمنين، قال تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ).
فهذا واجب على الزوج كما هو يجب عليه المهر والسكن لزوجته، واجب عليه أن يقيها من نار وقودها الناس والحجارة، وذلك من خلال أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، ومن جملة ذلك الأمر بالحجاب.
لأن المرأة إذا لم تحتجب ولم تُلْقِ على نفسها الجلباب وخرجت إلى الشارع واختلطت مع الرجال كانت فتنة للرجال، وإذا كانت فتنة للرجال وأصرَّت على ذلك ولم تتب إلى الله تعالى، فإن مصيرها إلى نار جهنم والعياذ بالله تعالى، قال تعالى:(إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيق)..".
وإختتم الشيخ خطبته بالقول: مسألة أمر الرجال لنسائهم بالحجاب فرض عليهم وواجب شرعي سيُسألون عنه يوم القيامة.
أيها الإخوة الكرام: جاء الإسلام ليصون الأعراض والمجتمع من الرذيلة، ومن كل ناقصة تدنِّس الشرف والعرض، جاء الإسلام ليجعل المجتمع مجتمعاً مثالياً، شبابه صالحون، وشاباته صالحات.
جاء الإسلام ليصون الشباب من الفسق والشابات من الطغيان، لأن الشباب إذا فسقوا والشابات إذا طغوا فسد المجتمع، وبفساده يخسر المجتمع الدنيا والآخرة.
الإسلام يعالج المشاكل من جذورها، ولا يستخفُّ بعقول الآخرين، الإسلام أغلق جميع الأبواب أمام الفاحشة…".
بارك الله فيك يا شيخ
بارك الله فيك يا شيخ
1. إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ
2. أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ
لقد استعملنا مصطلح اللباس عوضا عن المصطلح الشائع (الحجاب) أو ما يسمى أحيانا بالحجاب الشرعي، لأن كلمة الحجاب وردت في التنزيل الحكيم ثماني مرات، ولم تمت في كل استعمالاتها إلى اللباس بأية صلة من قريب ولا من بعيد، فكانت الألفاظ التي تدل على اللباس هي الثياب والجلابيب والخُمر.
وإذا عدنا إلى معجم اللغة لوجدنا أن (حجب) معناها: ستر، والحجاب هو الستر، والحاجب هو البواب، وحجبه: منعه من الدخول، وحجابة الكعبة: سدانتها وتولي حفظها، وكل ما حال بين شيئين يسمى حجابا.
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} الأحزاب 59.
فالقصد منه ألا “يتشبهن بالإماء في لباسهن إذا خرجن من بيوتهن لحاجتهن، فيكشفن عن شعورهن ووجوههن، ولكن يدنين عليهن من جلابيبهن، لئلا يعرض لهن فاسق بأذى إذا علم أنهن حرائر”. فقد كانت الحرة تلبس لباس الأمة ذاته، فأمر الله نساء المؤمنين بإدناء جلابيبهن عليهن، وإدناء الجلباب أن تتقنع وتشد على جبينها. وهذا يعني أن الجلباب اتخذ كإجراء وتدبير لمعالجة حالة استثنائية دخلت على مجتمع المدينة.
ولم يكن لباس الرجل يختلف من هذه الزاوية البيئية الاجتماعية عن لباس المرأة، فقد كان يغطي رأسه من الحر، ويلبس ثوباً طويلاً كيلا تظهر عورته حين يقعد لعدم وجود ألبسة داخلية وقتها. بالإضافة إلى لحية كان يطلقها الرجل، حتى لا يعاب بين قومه. وتروي لنا السيرة أن النبي كان يلبس كما يلبس الناس من حوله، حتى أن الرجل يدخل المسجد فيسأل القاعدين: أيكم محمد