حكم الإحتفال بعيد الأم
تاريخ النشر: 06/03/17 | 6:27س: ما حكم الإحتفال بعيد الأم؟
الجواب:إنّ تكريم الأم مطلوب على مدار السنة كلها, واحترامها وطلب مرضاتها وخدمتها وسائر أعمال البر مطلوب طلباً مؤكداً في القرآن الكريم والسنة المطهرة مما أصبح مشهوراً على ألسنة جميع الناس…
ونحن نعتقد أن تقليد غير المسلمين والتشبه بهم لا يجوز فيما يكون من خصوصياتهم ولا أصل له في شرعنا, أما تكريم الأم فله أصل شرعي معروف وبالتالي فإن هذا الأمر لا يعتبر من التشبه الذي نُهينا عنه .
يقول الدكتور عبد الفتاح عاشور (من علماء الأزهر): “الاحتفال بأيام فيها تكريم للناس, أو إحياء ذكرى طيبة لم يقل أحد بأن هذا احتفال ديني, أو عيد من أعياد المسلمين, ولكنه فرصة لإبداء المشاعر الطيبة نحو من أسدوا لنا معروفاً, ومن ذلك ما يعرف بالاحتفال بيوم الأم, أو بعيد الأم, فإن الأم لها منزلة خاصة في ديننا, بل في كل دين, ولذلك يجب أن تكرم وأن تحترم وأن يحتفل بها, فلو اخترنا يوماً من أيام السنة يظهر الأبناء مشاعرهم الطيبة نحو أمهم وآباهم لما كان في ذلك مانع شرعي, وليس في هذا تقليد للغرب أو للشرق, فنحن لا نحتفل بهذا اليوم بما يخالف شرعنا, بل بالعكس نحن ننفذ ما أمر به الشارع الكريم من بر الوالدين والأم على وجه الخصوص, فليس في هذا مشابهة ولا تقليد لأحد .
فعيد الأم من العادات الحسنة التي لا علاقة لها بالدين والعبادات، بل هي تُعبّر عن الوفاء والاعتراف بالجميل وتدعو إلى البر والإحسان إلى من يستحق البر والإحسان كالأم والأب ومن في حكمهما كالجدة والجد, والإسلام يبارك هذه العادات ويقرها, أما إذا كانت هذه العادات تعبر عن الضد من ذلك أو يترتب على فعلها ما يعيبه الإسلام ونهى عنه كالإسراف والتبذير والعبث واللهو واللعب والتفاخر, فإن الإسلام ينهى عنه, ويُحذّر منه, وقد كان للعرب عادات بعضها أقرها الإسلام على ما هو عليه وبعضها نهى عنها وحذّر منها, وبعضها أقره مع التعديل .
وبناء على ذلك نرى جواز الاحتفاء بالأم في مثل هذا اليوم بشروط :
1- ألا يعتبر عيداً شرعيا، بمعنى أنّ الشرع يأمر به وتجري عليه أحكام الشرع من حيث حرمة الصيام ونحوه من الأحكام الشرعية.
2- ألا يُراد منه التشبه بالكافرين الذين يقصرون تكريم الأم على هذا اليوم .
-3 لا بد من التحذير من المخالفات الشرعية والأدبية والإسراف والتبذير التي ترافق الاحتفال بمثل هذه المناسبة كالإختلاط والموسيقى والأغاني الماجنة وغيرها من المعاصي على شرف الأم, وهل يكون تكريمها بالمعاصي والمخالفات الشرعية؟ إنما التكريم يكون ببرها والإحسان لها على مدار السنة, وأما إذا خلت هذه الاحتفالات من المخالفات الشرعية وكانت في حدود الأدب والتكريم الصحيح فلا مانع من مشاركة الأمهات في مثل هذا اليوم عرفاناً بفضلها .
في المقابل لا ننسى تكريم الأب كذلك والإحسان إليه، فالبر والإحسان في النصوص الشرعية لهما – وإن كان حق الأم أعظم.
وقد أفتى بجواز ذلك العديد من العلماء المعاصرين أبرزهم فضيلة الشيخ فيصل مولوي – نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، وفضيلة الشيخ ابن عاشور وغيرهم.
هذا وإنّني وإن كنت لا أعارض ما ذكره فضيلة الشيخ ابن عاشور وغيره من المعاصرين في الجملة إلاّ أنّ ما يؤخذ على هذه الفكرة الجميلة الحسنة – إن استغلت بالشكل الصحيح – أنّ فيه جرحاً لقلب الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم!! لذا أنصح الروضات والحضانات أن تنتبه لمثل هذا الأمر، بحيث إذا كان هنالك في الصف مثلا من لا أمّ له أن تتجنّب مثل هذا الأمر، فإحياؤه ليس بواجب ولكنّ مراعاة مشاعر الأطفال وجبر خواطرهم واجبه.
د.مشهور فواز