الرجال لا يفهمون كثيرا في التفاصيل الصغيرة
تاريخ النشر: 28/03/17 | 0:04تشكو زوجات كثيرات من حالة الخرس الزوجي التي تنتاب علاقتها الزوجية بعد مرور سنوات طويلة علي الزواج . وتتساءل كل واحدة منهن بينها وبين نفسها : لماذا لا يتحدث معي زوجي مثلما يتحدث مع اصدقائه ؟
تري فيما يفكر وهو جالس ؟ لماذا لم ينتبه الي قصة شعري الجديدة ؟ لماذا يفضل القراءة او مشاهدة التليفزيون او الجلوس امام الكمبيوتر علي الحديث معي ؟ولا يتبادل معي الحوار ، علي الرغم من محاولاتي المتعددة لفتح موضوعات مختلفة معه حتي اشعر في النهاية انني رغاية ومع ذلك فهو صامت لا يرد ؟ وفي افضل الاحوال يهز لي راسه ، وعلي شفتيه ابتسامة باهتة ، وهو شارد الذهن يفكر في اشياء كثيرة .. آه لو اعرفها ، فهل اصبحت مملة الي هذه الدرجة ؟
عن هذه المشكلة وعن الاحاسيس والمشاعر التي تشعر بها المراة تجاه زوجها والتي تبني تراكماتها جدارا بينهما ، يحدثنا الدكتور عبد الهادي مصباح استشاري المناعة والتحاليل الطبية وزميل الاكاديمية الامريكية للمناعة قائلا : هناك اختلافات بيولوجية بين الرجل والمراة ينبغي ان يفهمها كل منهما لكي يقتربا من بعضهما البعض بالقدر المناسب ، مع الاحتفاظ بمساحة معقولة من البعد ، الذي يمكن ان نطلق عليه البعد الحميمي ، لانه يزيد من شوق كل منهما للاخر ، وينشط الحي والعلاقة الحميمة بينهما ، لاننا ربما نري الشريك الاخر اكثر وضوحا اذا ابتعدنا عنه بدرجة معقولة .
والمعروف ان هناك اختلافات بيولوجية بين الرجال والنساء اكتشفت خلال السنوات العشر الاخيرة ، وربما تساعدنا معرفتها علي الاجابة عن بعض الاسئلة السابقة التي ينبغي ان تفهمها وتعيها ايضا بعض النساء المتحمسات للمساواة بين الرجل والمراة ، فالرجل لا يمكن ان يتساوي مع المراة لانهما ليسا متطابقين ولكنهما متكاملان ، فقد خلق الله احدهما بصفات وخلق الاخر بصفات اخري مختلفة لتكملها.
ويوضح الدكتور عبد الهادي ان هذا اظهره تصوير المخ من خلال الفحص المقطعي باستخدام البوزيترون PET الذي يستطيع ان يصور الاجزاء المختلفة من المخ وهي تعمل .. ومن خلال هذه التقنية نستطيع ان نكشف خداع الرجل لزوجته او العكس اثناء التصوير ، عندما يقول لها اني احبك وذلك من خلال قياس مدي النشاط الذي يسري في مركز العاطفة في المخ ( والموجود في منطقة تسمي تلافيف المخ )
والحقيقة ان هذا الفحص قد مكن العلماء من اكتشاف فروق كثيرة بين كل من الرجل والمراة . فمنذ بداية تكوين كل منهما ، يبدا ظهور هذه الاختلافات التي تنمو مع مرور الزمن فالرجل علي سبيل المثال يفرز كمية اقل من هرمون الحب الاساسي ( الاوكسيتوسين ) الذي تفرزه الغدة النخامية ، ويزيد من علاقة الارتباط والحميمية بين الزوجين ، كذلك يفرز الرجال كمية اقل من مادة ( السيروتونين ) التي يساعد توازنها في المخ علي عدم حدوث الاكتئاب
كما يظهر فحص PET ان المراة تصبح اكثر هدوء وراحة نفسية خلال الحوارات والكلام ، وربما الثرثرة في حين ان الرجل عكس ذلك تماما ، قهو يسترخي اذا شاهد مباراه للكرة ، او فيلما من افلام الاثارة او الاكشن لانها عناصر تخرجه مما هو فيه من تفكير وهموم
ومن خلال دراسة مخ الرجال يتبين انهم في الغالب لا يهتمون بالتفاصيل الدقيقة داخل البيت ، ولكنهم يهتمون بها في اعمالهم ، ولذلك نجد ان الرجال اقل ميلا لممارسة الاعمال المنزلية ولا تستهويهم اصلا ، بينما نجد الزوجة يمكن ان تقوم بها بسهولة وسعادة ايضا ، وذلك حسب ما جاء في الابحاث التي قام بها ( مايكل جوريان ) العالم النفسي الذي ظل لسنوات طويلة يدرس الفرق بين مخ الذكور والاناث من خلال تصويرهم بالفحص المقطعي ، ولان الرجال يفرزون هرمونات ( التستوستيرون ) الذكرية ، وكذلك ( الفازوبريسين ) بكميات اكبر من افرازها عند الاناث ، لذلك يكونون اكثر تحفزا ورغبة في اثبات الذات ، واكثر محاولة للقتال من اجل الترقي في السلم الوظيفي ، علي الرغم من ان هناك نساء نابهات لديهن نفس الحافز والرغبة الشديدة في التفوق في مجال عملهن واثبات ذاتهن
والحقيقة ان كلمات الحب بين الزوجين حتي لو كانت في بدايتها غير حقيقية او من وراء القلب الا انها مع التكرار تستطيع ان تنبه افراز ( اندورفينات ) وكذلك تنبه افراز هرمون الاوكسيتوستين ) من خلال لمسة حانية او قبلة تحفز الكثير من الشحنات العاطفية بين كل من الزوجين ، مما يزيد الحب بينهما وينميه كما ذكر الحديث الشريف ( اذا احب احدكم اخاه فليقل له اني احبك ، فذلك يزيد الحب بينهما ) فالمطلوب ان يبحث كل من الزوجين عما ينقصه هو لكي يكمله بدلا من ان يشغل ذهنه بما ينقص الشريك الاخر .
وفي النهاية لا تحاولي ان تعرضي زوجك تكشفي كذبه ، فلقد ستره الله ، فلا تفضحيه بالتكنولوجيا !!!!