لجنة خاصة بالكنيست لبحث ظروف الطفل المرحوم آدم من الرينة
تاريخ النشر: 06/03/17 | 18:14بمشاركة والد الطفل السيد عمر حسن، ورؤساء لجان الأمور وائل عمري ومحمود طاطور، والمحامي امطانس الشاعر، وبحضور النواب يوسف جبارين ومسعود غنايم، عقدت اليوم لجنة التربية والتعليم في الكنيست وبمبادرة النواب حنين زعبي وعايدة توما سليمان، لجنة خاصة لبحث ظروف وفاة الطفل آدم حسن من قرية الرينة، والذي توفي بتاريخ 31.1 هذا العام بعد فقدانه الوعي فجأة لأسباب هي حتى الآن مجهولة.
وقد أتت هذه الجلسة في أعقاب رفض مديرة لواء الشمال أورنا سمحون إجراء تحقيق في الموضوع، وجوابها أنه ” لا حاجة لأي تحقيق في الموضوع”، الذي رأى فيه أعضاء الكنيست العرب استهتارا بحياة آدم، وبحياة كافة الطلاب المعرضين لسقوط مفاجئ في المدرسة.
وقد افتتحت الجلسة النائبة زعبي(التجمع،القائمة المشتركة) حيث شددت على أن هذا الحدث لا يمكن أن يمر دون محاسبة، ودون إستخلاص العبر والحقائق لمنع تكرار هذه المصيبة، إن موت الطفل آدم، بعمر الثامنة داخل مؤسسة تربوية دون معرفة الأسباب وبصورة ما زالت غامضة للجميع، يطرح الكثير من الأسئلة حول جاهزية المدارس العربية للتعامل مع تلك الحالات الطارئة، وحول وضوح الجهات الطبية التي يمكن الاتصال بها، وحول ضمان سرعة وصولها، وتجهيزها بما هو ضروري، وحول القضية العامة التي تتعلق بتدريبات الإسعاف الأولي للمعلمين، ومسؤولية الوزارة في إلزام المدارس بوجود من هو مؤهل للتعامل مع هذه الحالات، ومسؤوليتها بتوفير الأجهزة اللازمة لحالات الطوارئ تلك.
وتطرقت زعبي إلى ضرورة إقامة لجنة فحص بأسرع ما يمكن، تكشف عينيا ما حصل مع آدم، ومنها نستطيع الخروج في توصيات عامة، تؤهل المؤسسات التربوية بتوفير إحتياجات ومساقات آمنة أكثر في مثل هذه الحالات.
توما-سليمان: تغيير فوري في تعليمات وزارة المعارف لمنع الكارثة القادمة
اما النائبة عايدة توما-سليمان رئيسة لجنة النهوض بمكانة المرأة والمساواة الجندريّة في الكنيست (الجبهة-القائمة المشتركة) أكدت في نقاشها على هول المصيبة ووقع الكارثة على القرية بشكل عام والاهل بشكل خاص وقالت: “تعجز الكلمات عن وصف هول الكارثة، لا يمكن ان تغيب عن ذاكرتي صرخة الأب الثاكل بعد حديثنا الذي اجريناه عقب الحادثة المؤسفة، كلماته تلخّص كل ما قيل وكل ما سيقال، لن يستطيع أي شخص او أي تغيير إعادة الطفل ادم الينا لكن يمكننا بعمل جماعي منع الكارثة القادمة” وأضافت توما-سليمان:” كنت قد تابعت القضيّة منذ بدايتها ومنذ وصول الخبر الأول تعمّقت في أوامر وزارة المعارف المتعلّقة بعلاج هكذا حالات، الوضع يتطلّب تغيير جذري وفوري، لا يعقل ان تصل سيارة الإسعاف بتأخير 50 دقيقة بدون أي طاقم طبّي يذكر داخلها، هذه الشركات التي تقدّم خدمات الإنقاذ لا تعلم أماكن المدارس والمؤسسات التعليميّة التي تتعاقد معها، يجب ان يكون واضح وخلال تنفيذ ومتابعة فورية: الزام هذه المؤسسات بإجراء مسح شامل وفوري لكافة المؤسسات وان تكون مستعدّة للوصول بالسرعة المطلوبة عند حدوث كل طارئ، يضاف الى ذلك العديد من الخروقات مثل طريقة التبليغ المتّبعة في هكذا حالات، وما هي التأهيلات التي تمررها الوزارة للتبليغ على هذه الحالات” في نهاية نقاشها طالبت النائبة توما-سليمان بإقامة لجنة تحقيق بالحادثة وبكافة القوانين التي تضعها وزارة المعارف للتعامل مع هكذا حالات لمنع الكارثة القادمة.
أنا هنا لإنقاذ الضحية القادمة
في كلمة مؤثرة للغاية عرض عمر حسن الوالد الثاكل امام لجنة التعليم تفاصيل الحادثة، عمر أكّد على انه كان بالإمكان منع الكارثة اذ قال:” كنت على ثقة كاملة ان ابني ادم بأمان لحظة ارساله للمدرسة، اليوم انا اعلم أنى كنت مخطئ، اليوم انا أخشى من ارسال ابني الثاني الى المدرسة. لا يمكن لأي شخص او أي تعليمات جديدة إعادة ابني ادم الى الحياة، لكن انا هنا اليوم لمنع الجريمة القادمة، انا هنا لإنقاذ الضحيّة القادمة، ابني ادم لم يمت كما يقولون، ابني ادم تمّ قتله بسبب سلسلة الإهمال المتتابعة، خلال الشرح هنا قيل انّه تمّ ارسال ثلاث سيارات اسعاف لعلاج ابني، هذا غير دقيق، ما تمّ ارساله هي اقرب الى سيارات أجرة منه لسيارة اسعاف، السيارات تفتقر الى ابسط المتطلبات الاساسيّة لعلاج أي مصاب” وتابع عمر حسن قائلًا:” انا وصلت الى المدرسة بعد ثلاث دقائق على الحادثة، لا اعلم ماذا بلّغت المدرسة، ولماذا جرى كل هذا، لكن اعلم جيدًا انه كان يمكن انقاذ ابني ادم اذ تبعد محطّة الإسعاف اقل من 7 دقائق عن مكان المدرسة، لكن نقله للعلاج تطلّب منهم اكثر من خمسين دقيقة” في حديثه ايضًا تحدّث الوالد عمر حسن عن متابعة وزارة المعارف لهذه القضيّة وقال:” توجّهنا خلال لجنة أولياء أمور الطلاب الى وزارة المعارف ومديرة منطقة الشمال اورنا سمحون، التي وبدون أي فحص او متابعة جديّة قررت ان لا مكان للجنة تحقيق فيما حدث متجاهلة هول الحادثة”
ومن جهته قال النائب يوسف جبارين أنه زار العائلة واستمع الى تفاصيل الحادث المحزن والتراجيدي، وانه لا شك ان الحادث بحاجة الى تحقيق جدي من قبل وزارة المعارف من خلال لجنة تحقيق، مؤكدا أن رد اورنا سمحون، مديرة لواء الشمال بالوزارة، بعدم الحاجة لفتح تحقيق هو مهزلة وبعيد عن الموضوعية والمهنية، علمًا ان اسئلة كثيرة بقيت مفتوحة حتى اليوم. وأكد جبارين أن وزارة المعارف تتعامل بفوقية مع جهاز التعليم العربي، ولا تكترث بسلامة الطلاب العرب وامنهم.
وأضاف جبارين أن على وزارة المعارف المبادرة لفحص جهوزية جهاز التربية والتعليم للتعامل مع مثل هذه القضايا وتوفير مجال الاسعاف الأولي وتهيئة الطاقم التدريسي مهنيا في هذا المجال، لمنع حوادث مستقبلية. وأكد جبارين: “فقدنا طالبًا عاليًا علينا، وعلينا ان نمنع الفقدان القادم”.
وإختتم الجلسة النائب مسعود غنايم( رئيس كتلة المشتركة ، الحركة الإسلامية ) حيث قال : حياة الطلاب والحفاظ عليها وصحة الطلاب يجب ان تكون الأولويّة الاولى في جهاز التّربيَة والتّعليم ، على ضوء وفاة الطالب آدم حسن المؤلم والمؤسف والتطورات التي سمعناها يجب إقامة لجنة فحص من أجل معرفة ما جرى ، إقامة لجنة الفحص واستخلاص العبر مهم لمنع المأساة القادمة وللحفاظ على حياة طلابنا ، الخدمات الطبيّة في المدارس بحاجة تحسين وتطوير والتثقيف الصحي للهيئة التدريسية أساسي حتى يعرف المعلم كيف يتعامل وضع الحالات الطارئة ، رحم الله الطالب آدم حسن وتعازينا لوالديه وعائلته.
جدير بالذكر بأنه وفي نهاية الجلسة طلب رئيس اللجنة من ممثلي وزاراتي المعارف والصحة بتشكيل لجنة وزارية لتقصي الحقائق حول وفاة الطالب آدم، وتقديم الأجوبة حتى نهاية الشهر الحالي كأقصى حد.