النساء العربيات:تطور بالتعليم وبعد عن مراكز إتخاذ القرار
تاريخ النشر: 07/03/17 | 13:59“النساء العربيات في 2017: تطور في التعليم وبعد عن مراكز إتخاذ القرار”
إنّ مسألة تحرير المرأة، تحريرا صحيحا وليس استغلاليّا ودعائيّا فقط، هيّ مسألة جوهريّة وملحّة للغاية في هذا الـزّمان، وذلك لاعتبارات عـدّة. فتحريرها تحريرا حقيقيّا مسؤولا، كما تقتضيه إنسانيّتها، و رفع اليد عنها و الكفّ عن ظلمها واستغلالها، هـوّ مطلوب قبل كلّ شيء من منطلق مبدأيّ، لأنّ ذلك من حقّها الطّبيعي و الشرعي وليس هوّ منّة ولا هو هبة من أحد.
اليوم، كما في كل عام في الثامن من آذار، يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة احتفاء بإنجازات النساء في مختلف المجالات والأصعدة، وعليه قررنا لقاء ثلاثة نساء يعملن كمستشارات لرفع مكانة النساء في بلداتهن لنقل صورة تعكس شكل واقعنا بهذا المجال بسلبياته وإيجابياته.
أكثر من 4200 امرأة بحاجة لإطار عمل لاستيعابهن!
أنهار مصاروة – مستشارة لرفع مكانة المرأة في عارة وعرعرة قالت في بداية حديثها معنا: “لقد تسلمت مهامي منذ 4 سنوات في عارة وعرعرة بالإضافة لعدة أحياء كبيرة تنضم إلى منطقة النفوذ ذاتها مع البلدتين، بداية عملي بادرت لتأسيس منتدى للنساء من أجل متابعة قضاياهن وقمنا بتنظيم عدة ورشات عمل، ندوات، حفلات تصب أهدافها تحت العنوان الأبرز في مشروعنا وهو الرفع من مكانة المرأة.”
تابعت: “إن قضية تشغيل النساء ضمن أولوياتنا حيث تعيش هنا أكثر من 4200 امرأة بحاجة لإطار عمل يستوعب طاقاتهن، قدراتهن وشهاداتهن الأكاديمية أيضًا وهو ما يتطلب معالجة فورية فإن نسبة النساء الفاعلات قليلة وعلينا العمل بجد من أجل دمج النساء في المراكز والأماكن المناسبة.”
زادت: “إن وظيفتي تسعى لإخراج النساء من الحيز الخاص إلى العام مع مواجهة لبعض الأفكار الذكورية التي خطّت حدودًا للنساء في الحيز العام من خلال العمل مع النساء على تطوير ذاتهن وقدراتهن.” وأضافت: “من أبرز المشاريع التي شاركنا بها كان مشروع “قراءة الميزانيات” بالتعاون مع مركز “إنجاز” حيث عملنا من خلاله على منح النساء فرصة للتعرف أكثر على واقع العمل السياسي وكشفهن على واقع حالنا من خلال معطيات، تجارب ونقاشات أديرت خلال المسار”.
في الختام عبرت أنهار عن أملها أن يتحسن الحال في هذا المجال وأن تظل نساء مجتمعنا بخير ويسرن بخطى ثابتة نحو التقدم والتطور.”
“الحمائلية” تحد من مشاركة النساء الفعالة في الحياة السياسيّة!
أما بديعة نكد-خنيفس التي تعمل في المنصب ذاته، مستشارة لرفع مكانة المرأة، في مدينة شفاعمرو فقد استهلت حديثها معنا بقولها: “مجتمعنا يعيش منذ سنوات في حراك تطويري مستمر خاصة بما يتعلق بالنساء إلا أن نتاج هذا الحراك غير ملموس للدرجة المطلوبة واللازمة، حيث أن التغييرات عديدة لكن تأثيرها قليل خاصة في مجال السياسة ومراكز إتخاذ القرارات.”
زادت: “إن جزءًا من المشكلة يتلخص برؤيتنا في التعامل مع “انتخابات السلطات المحلية” فلا يخفى على أحد أن منطلقات اختيارنا للشخص/القائمة يكون إما حزبي أو عائلي (حمائلي) وهي منطلقات غير عادلة وتهمّش النساء أكثر فأكثر، وهنا صلب المشكلة التي تعيق تقدمهن في مراكز إتخاذ القرار.”
عن المشاريع التي نظمتها مع نساء مدينتها قالت: “لقد شاركت النساء في دورة قراءة الميزانيات” التي تمت بالتعاون مع مركز “إنجاز” الذي منح نسائنا فرصة للتماس مع الميدان والتعمق في تفاصيل هذا الحقل مهنيًا والاطلاع على معطياته وسير الأمور فيه خطوة أقرب عن ذي قبل. بالإضافة لمشاريع عديدة ولقاءات تعمل دومًا لأجل تدعيم المرأة لمساندتها في تحقيق ذاتها.”
عمل المرأة يعتبر الرافعة الأهم لتقدم وتطور البلدات العربية..
وفي حديث لنا مع مديرة مركز “إنجاز” لتطوير السلطات المحلية العربية، غيداء ريناوي-زعبي والتي تُعنى من خلال نشاطاتها ومشاريعها في تسليط الضوء على قضايا تطوير النساء والعمل على رفع مكانتهن وإشراكهن بشكل أكثر فاعلية في مراكز إتخاذ القرار أشارت في حديثها إلى أن حالنا في هذا المضمار يتحسن غير أن هذا التطور الإيجابي لا يزال غير كافٍ لتمكين النساء في مختلف المناطق بمجتمعنا، وتابعت مؤكدة أن عمل المرأة يعتبر الرافعة الأهم لتقدم وتطور البلدات العربية، إذ أنه يرتبط أيضًا بتطوير البنية التحتية، وتوسيع مناطق النفوذ لتزويد السلطات العربية بأراض تستطيع استغلالها لتطوير مناطق صناعية، وأن عمل النساء يعتبر آلية هامةلمحاربة الفقر والعنف، ومن أهم مصادر الحراك الاجتماعي، والاقتصاد المدني أيضًا.
واختتمت ريناوي-زعبي حديثها بتعبيرها عن سعادتها بالطاقات النسائية الشابة في مجتمعنا فهن يبشرن بمستقبل واعد بحق وتطوير حقيقي لحال النساء في مجتمعنا، كما آمل”.