الشاعر خالد اغبارية يصدر ديوانه الثاني تحت عنوان بلادي
تاريخ النشر: 18/02/14 | 2:44عَن دارِ الجنديِّ للنَّشرِ والتَّوزيعِ في القدسِ- صدر ديوان " بلادي " للشاعر الفلسطيني خالد اغبارية، وهو الديوان الثاني للشاعر بعد اصداره في السنة الماضية ديوان " سيرين الحب"، يقع الديوان في 192 صفحة من القطع المتوسط، قدم للديوان الشاعر خالد الشوملي واصفاً إياه بأنه رسائلُ حُبٍّ وَشَوْقٍ صاغها قلْبُ الشّاعرِ بكلِّ شفافيَّةٍ. هيَ إعْلانُ حُبٍّ صَريحٍ كانْصِهارِ النّارِ بالرّيحِ. يُحلّقُ خالد اغبارية في سَماءِ الْبلادِ ويشكّلُ فضاءً واسعًا لهُ وَلحبيبتِهِ. بيْنَ الشّاعرِ العاشقِ وَالْحَبيبةِ الْبلادِ رَسائلُ عِشْقٍ نقيّةٌ مُطرّزةٌ بِالْحُبِّ الصّافي والْوفاءِ الأبدي. بَراءةٌ في الاسْترْسالِ الشّيّقِ والْجميل. في كلِّ رسالةٍ يتْركُ الشّاعرُ وصيّةً تذْكاريّةً لتكونَ طابعًا لها ((آه يا بلادي.. وأكثر.. بلادي.. تذكري..))
كُلُّ النّصوصِ تُشكّلُ وحدةً في مَوْضوعِها وَفي أُسْلوبِها. اعْتَمدتِ الْبوْحَ الشّفيفَ أُسْلوبًا والبِلادَ السّاحرةَ وحُبَّها مَوْضوعًا لها. الْمجْموعةُ غنيّةٌ بِالْمشاعرِ الزّاخرةِ الّتي ملأتِ الرّسائلَ حياةً وأملاً.
رُغْمَ الْحُزْنِ الْعارمِ إلّا أنَّ الْأملَ يبْقى عَلَمًا مُرفْرفًا في سماءِ الشّاعرِ فيغنّي لَحْنًا عَذْبًا لِلْحُبّ:
يا لحن الأغاني
يا رمز التفاني
يا زهور الحب
يا ذات المعاني
وأحبك
آه
يا بلادي
وأكثر
بلادي
تذكري
بِرقّةِ فراشةٍ يطوفُ الشّاعرُ حدائقَ الْبلادِ الْبديعة فيغازلُ أزهارَها بشفافيّةٍ عاليةٍ وتلْقائيّةٍ صادقةٍ وانْسيابيّةٍ مندفعةٍ وَخُطىً سريعةٍ تُسابقُ زمنًا يكادُ النّسيانُ فيهِ أنْ يهْزمَ الذّاكرةَ وعلى وَشَك أنْ تنْتصرَ الْحرْب فيهِ على الْحُبّ. يتغنّى الشّاعرُ بكلِّ ما هوَ جميل في فلسطين مُذكِّرًا بروائعِها. فهيَ تعْني كلَّ شيْءٍ لهُ. الْفضاء والْهواء والشّمس والنّجم والْجمال والْورد والشّذا والنّار والشّوق والْملكة والْملاك والْحلم والْأمنية والْجرح النّازف والدّواء وهي الاسْتثنائيّةُ دائمًا ولا يشْبهُها شيْء.
بعيدًا عن السّلْبيّةِ الْقاتمةِ تتجلّى عنْدَ الْكاتبِ إيجابيّةُ الْوصْفِ لِلْحبيبةِ مُسْتمدّاً أشعّةَ تعابيرِهِ من الطّبيعةِ الْبديعةِ:
فاؤها فيها فرحي
لامها لون الخضرة في سهلها
سينها سروري الأبدي
طاؤها طيبتها في ناسها وترابها
ياؤها يميني لها وشمالي تلُمُّها
نونها نسمة للعليل شفاؤها.
إعْلانُ حُبٍّ لِلْبلادِ. َتَيَتُّمٌ بِها وَتشَبُّثٌ بضَوْئِها كبوْصلةِ لِلنّجاةِ في زمَنِ النّفاق والْمَوْتِ ولِلْعبورِ مِنْ نفقِ الْإحْباطِ الْمُظْلِمِ:
ليس لديَّ سواكِ نجمةْ
تقتلعُ الإحباطَ وتضيء فيَّ العتمةْ
إن راودني الحلمُ الباكي… يركضُ خلفَ غموضِ هلاكي
ليلقنَني نثري وشعري..
كلمةْ.. كلمةْ
ويُعلمّني فيضَ الحكمةْ
كي أبلُغَكِ أنتِ وأبقى فوقَ القمةْ.
هذِهِ الْمجْموعَةُ
رحْلةٌ في بحْرِ الْبوْحِ بأمْواجٍ عاليةٍ تُلاطمُ قاربَ الْقلْبِ أحْيانًا وأحْيانًا تَدْفعُهُ بقُوَّةٍ لِلْأمامِ ليصلَ إلى شاطئِ الرّوحِ. شاطئ الْعذابِ وَالْخلاص.