صدور "531 وجع" للطبيب والشاعر الفحماوي
تاريخ النشر: 19/02/14 | 0:06الشاعر د.زياد محاميد يكتب للقرى المهجرة في الجليل والمثلث والساحل والنقب، يكتب للدامون(في الجليل) وللكرمل وللروحة وقراها مرورا بأم الفحم واجزم والبطيمات وام الزينات(في المثلث) والطنطورة ويافا (في الساحل) والقدس الى العراقيب في النقب.
الشاعر يهدي القصائد للقرى وأهلها ولاجئيها المنتظرين عودتهم اليها. يكتب عن النكبة وهولها والشهداء وذكراهم… يفصل بشعره عن مركبات وتفاصيل القرية الفلسطينية، من البئر للساحات للمطاحن للسنابل للبيوت والجوامع والمدارس والمراعيوالينابيع والبيادر والمفتاح والفرس والمراعي.. يكتب عن الزيتون والزعتر وحوض النعناع… يكتب عن الحنين والبقاء والعودة.
لا ينسى الشاعر وصف الثوار والشهداء وبسالتهم في الدفاع عن قراهم ضد المحتل الصهيوني الهمجي.
في القصائد حنين وأمل عظيم بالعودة.
الديوان يحمل اسما رمزيا، يختلف عما متعارف عليه لدى الشعراء بالتسمية الرومانسية الهادفة شكلا ومضمون…
الشاعر د.زياد محاميد يوظف معرفتة العلمية بالطب والرياضيات ليخدم بها مشروع الرسالة والذاكرة الجماعية الذي يحمل ألم النكبة ليقرنها رياضيا وحسابيا بعدد القرى المهجرة التي تقاسمت الالم والكارثة والنكبة بكل مأسيها لينتثل ليشرح مركبات "جسد" القرية" محاولا إعاده بنائها وتصميمها وهندستها من جديد لتحمل الحياة بقوة "النص الشعري" ليدخل تفاصيل قرانا.. تفاصيل الشجر والحجر والبيدر والثائر والشهيد لينتهي بأمل العودة و"مفتاح باب الدار".
الشاعر شفاف وحساس ومسترسل في كل قصائده، يحمل في طياتها القوافي والنغمة الموسيقية الحزينة التي تتحول الى مارشات نصر وأمل في نهاية كل قصيدة..
الشاعر كتب للقرى التى زارها وعرف جغرافيتها وديموغرافيتها وتارخها في فلسطين لتمثل ال 531 قرية وقرية…
د زياد محاميد يكتب عن الدامون شمالا..ثم يعرج على الكرمل فالروحة والبطيمات واللجون وام الفحم ليزور ام الزينات وإجزم ثم الى الطنطورة في زيارة طويلة، ليدخل مدرستها ومقاهيها وليرتاح تحت تينها وعند بحرها، ثم سافر الى يافا والقدس ليقبل يدا القدس، ويتسلح بالعزيمة ليسافر جنوبا الى العراقيب المعذبة، والتي هدمت 65 مره….
الشاعر يكتب عن الأرض ويوم الارض واللاجئين بين كل قرية وقرية… وكأنه لا يريد ان يهمل أي ذرة من تراب فلسطين الحبيبه.
المجموعه الشعرية "531 وجع".. بوجعها المتجذر في النكبة عام 48، رغم الألم والوجع والدمار تحمل قوه وطاقه من الأمل بالعوده، العودة التي يحلم بها اللاجئون في الشتات والمخيمات وكل بقاع الارض حاملين مفاتيح بيتهم…
وليس صدفه ان يضع الشاعر "المفتاح" معلقا على معادلة الجذر على غلاف الديوان، فالمفتاح رمز لأمل العودة، واستمرار الذاكرة وعدم النسيان والتنازل..امل حي في وجدان كل فلسطيني، ويتكامل المفتاح المعلق ليلامس قسيمة تسجيل رسمية صادرة من الحكومه الفلسطينيه سجل عليها اسم القريه واسم المواطن.
القصائد كتبت بأسلوب الشاعر د.زياد محاميد المعروف ببساطة الكلمة وحدة التعبير ورقه المعنى وقوة الحبكة الشعرية.
ترافقنا في القصائد ايقاعات موسيقى الحزن القادمة من بيادر القرى وخطى الخيول وايقاع الطواحين وهمس نسمات الهواء المعطر بازهار فلسطين والتي تنتظر زوارها وأهلها العائدين…
الديوان يعتبر تجديد شعري ثوري يكسر التفكير النمطي في الانتاج الأدبي بأمرين: الاول بتخصصه بموضوع القرى المهجرة حيث يحمل الرقم 531 وهو عدد القرى الفلسطينية التي دمرها وهدمها الاحتلال الصهيوني، ووثقها المؤرخون الفلسطينيون والعالميين بالعدد. وهنا اختيار الشاعر لعدد من القرى المتواجدة في كل مناطق فلسطين كمجموعه تمثل القرى عامه.. اذ حقق نجاحا في الاختيار ليعطي كل فلسطين حقها.
والثاني باختيار الأسم، ليس كـ"نصا تقليديا" انما كمعادله رياضيه –حسابيه مركبه رقميا ورمزيا وصوريا، فيها تفاعل وحركة وصراع وكم وكبف، ولها ناتج نوعي وكمي ومعنوي هو المفتاح ورمزيتة والعودة وفحواها لكل قرية وقرية.. وهنا نحس بابداع الشاعر (كفاعل يحمل رساله سياسية) بنجاحه في خلق نقاش حول جديه النتيجة في اختياره العودة "الجغرافية الدقيقة"..هل هذا ممكن ام مستحيل بعد 70 عاما على النكبة… هل هذا وهم نقدمه للاجيال ام حاله تفاعليه وانفعاليه قابله للتحقيق؟؟؟ الجواب يقدمه الشاعر محاميد في نصوصه الشعرية بوضوح لنجده في القصائد..فكل قصيدة تحمل جزء من الجواب ليقول الشاعر حاسما: نعم.. والف نعم.. فحق العودة حق غير قابل للنقاش او المساومة او النقصان او التعديل.. والإعتراف به كحق هو اولوية وضروره حتميه ووطنية انسانية وفلسطينية، من منطلق الحق الفلسطيني ومن منطلق القانون الدولي الذي يدعو لعوده كل لاجئيءتشرد او نزح او طرد في ظروف حرب في وطنه….فالاعتراف بهذا الحق هو هاجس الشاعر..وكانه مهمته الاولى.. اما آليه التنفيذ فهي قضية مفتوحة خاضعة للحوار والنقاش بحكم قانون التزامن والتغيرات الديموغرفيه بعد 70 عاما على النكبة…
الشاعر د.زياد محاميد بإصداره هذه المجموعه يرد على بن غوريون ردا سياسيا وثقافيا وتاريخيا واضحا حيث الذي قال "سياتي يوما على شيوخهم فيموتون وصغارهم سينسون".. قاصدا ان ينسى الشعب الفلسطيني جذوره وأرضه ووطنه ونكبتة وحقه بالدولة والوطن…..هذا الديوان الشعري، وبالذات بهذا الاسم هو رد على الصهيوني بن غوريون.. اننا لن ننسى.. حتى لو مات معمرينا…فنحن نكتب لهم.. نصف لهم.. نخاطبهم لسانا ونثرا وشعرا لنحافظ على الذاكرة والحقيقة والتاريخ والجغرافيا.
اننا نبني الذاكرة الجماعيه لقرانا بالبحث والعلم والنص النثري والشفوي وبالنص الشعري… هنا تكمن قيمه الديوان العليا وأهميته السياسية والتثقيفية والتوعوية، اضافه لكونه تحفه شعرية تطيب لها الأذان وتستمتع بها القلوب.
(351 وجع ").. هو الديوان الرابع للشاعر د.زياد محاميد.. وفي جميع اشعاره واصداراته كان شاعرا ملتزما وطنيا حتى النخاع، وكان للوطن والقضية والحرية ولفلسطين المكان الأول في قصائدة.