نجاح كبير للأمسية الوطنية في كفرقرع

تحت رعاية مجلس كفر قرع المحلي واشراف وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللا منهجية، تمت انطلاقة فعالية “اذار الثقافة والارض والوطن” والتي شملت عرضا وطنيا ملتزما بعنوان “لو شربوا البحر لو هدوا السور” لفرقة ولعت العكية التي الهبت الجماهير بالفقرات الوطنية الملتزمة التي تحمل بين ثناياها وجع عكا وألم التهجير والتهويد.
وغصت قاعة المركز الجماهيري الحوارنة برواد الثقافة والخط الفني الوطني الموسيقي الملتزم والذين اموا الامسية من كفر قرع، عكا، معاوية، ميسر، جلجولية، ام الفحم، باقة الغربية، عارة، عرعرة الفريديس الطيرة الطيبة ومشيرفة وعدد من البلدان.
افتتحت العرض الثقافي الوطني الملتزم السيدة مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية والتي حيت الجمهور القطري من كل البلدان، والذين اموا المكان وفاءً لأسطورة الصمود والنضال العكية من خلال فرقة “ولعت” التي تنشد أغان وطنية تحمل وجع الحياة واملها. وجاء في كلمتها وتحيتها للجمهور :” هذا المساء بنكهة سوق عكا وبشموخ سورها، هذا المساء نحيي فينا عشقنا لعكا التي لنا، عكا بلد المناضل الرمز غسان كنفاني والشهداء محمد جمجومي وفؤاد حجازي وعطا الزيري. عكا الولادة بالمناضلين والاحرار الذين يحافظون على سورها وكبريائها بمسيرة نضال تشرئب لها الاعناق. تحية لكل حجر في بيوت عكا، تحية لمواطني عكا المرابطين عليها، نحيي اليوم اذار الثقافة والارض والوطن والام والمراة، الام التي تلد الامة، هذا الشهر وليس صدفة نحيي ذكرى الارض ويوم الثقافة الفلسطينية الذي يتزامن مع ميلاد سيد الكلمة الشاعر الفلسطيني الكوني محمود درويش في الثالث عشر من اذار، يوم الام ويوم المرأة ويوم الحكواتي العالمي….. وكل هذه التواريخ المحفورة في عقل الدهر لتكوينا بوجع الماضي وتبعث فينا الامل”.
وفي حديث لمراسلنا مع المحامي حسن محمد عثامنة فقد بعث بتحيته لجمهور الحضور القطري من كل البلدان ولأعضاء الفرقة، مشيراً الى اهمية توضيح قصة الذاكرة العكية بحسب روايتنا الحقيقية امام جيل الشباب، معبراً عن سعادته بإقبال جيل الشباب على مثل هذه القضايا الوطنية التي تهم مجتمعنا.

ولمدة ساعة ونصف من الزمن تماهت الجماهير مع اغاني امسية “لو شربوا البحر لو هدوا السور”، وغنوا للوجع والألم وغنوا للفرحة والامل، غنوا للحياة ولقمة العيش والصمود والحنين الى الماضي، وكانت امسية في غاية الروعة والعمق والتميز الوطني.
تجدر الاشارة الى ان اغاني الفرقة تحمل بكلماتها هموم الانسان العكاوي البسيط، همومه الوطنية والمجتمعية والحياتية والاقتصادية والتي تحاكي اروح واحلام الجميع. وكان من الجلي للحضور هذا الشبه والتلاحم الفكري بين الاسلوب النقدي للشيخ امام والفنان زياد الرحباني وفرقة ولعت، من خلال الاسلوب الناقد لوجع الحياة بكل اطواره، وجع الناس وامل الناس واهل البلد.
حول الفرقة الموسيقية العكية:
تأسست فرقة ولعت عام 2002 على يد الشاعر الفنان الفلسطيني العكاوي خير فوده, اصدرت الفرقه عام 2003 البومها الاول تحت عنوان “لو شربوا البحر” من انتاجها المستقل, كما وأصدرت الفرقة عام 2006 البومها الثاني تحت عنوان “عندي شو ما بدي” انتاج مؤسسة صابرين للتطوير الفني في القدس, وتعمل الفرقة حاليا على انتاج ألبومها الثالث تحت عنوان “على بال مين”.
تكتب الفرقة كلمات أغانيها تلحن وتؤديها بنفسها بأسلوب خاص يمزج بين الاصالة والواقع, وبين النقد المرح والالتزام المتهكم, عبر ألحان دافئة وسلسة تحاكي وضع الناس, الامهم وأحلامهم ومشاكلهم اليومية التاريخية, وتحثهم على البقاء والتغيير الاجتماعي.
تحمل مضامين أغاني فرقة ولعت العكاوية مواضيع تهم الشارع العربي داخل فلسطين المحتلة عام 1948 من خلال هموم أهالي عكا التي ينتمي إليها أعضاء الفرقة، وهي مواضيع ليست بعيدة عن هموم الفلسطينيين أينما كانوا. في الوقت نفسه فإن مضامين كلمات فرقة “ولعت” المحلية تشكل مواضيع إنسانية تهم البشر، الذين يعانون خصوصا من التهجير والتهميش والبحث عن الخلاص والحقوق والرفاهية واجتماع الشمل، أما النقد الموجه للظلم والشر فهو لا يخص فئة قومية معينة بل ينطبق على الكثيرين، في حين جاء تأمل المغنين في الفرقة تأملا إنسانيا، وهو تأمل يحمل في طياته الأمل بغد مشرق.

وفي نهاية العرض فقد شكرت السيدة مها زحالقة مصالحة اعضاء الفرقة مؤكدة ان الجمهور لم يرد لهذه الامسية ان تنتهي، وشكرت الفنان خير فودة- مؤسس الفرقة، كاتب جميع الكلمات وملحن بعض الاغاني عازف ايقاع وغناء، الفنان ماهر خوري- ملحن وعازف غيتار كلاسيكي وغناء، لفنان وليد كيال – عازف عود، الفنان محمد قنديل- ضابط ايقاع وغناء، الفنان مراد خوري – عازف كمان، الفنان حمد جبالي- عازف غيتار باص والفنان نعمة زكنون- اضاءة وهندسة صوتية.