جمعية معًا تدعو الجمهور للمشاركة في خيم الاعتصام
تاريخ النشر: 04/08/11 | 2:55إنطلقت قبل اسبوعين اكبر حركة احتجاجية عرفتها البلاد في العقود الاخيرة وهي تهز اركان النظام. من قلب تل ابيب، “في العمق الاستراتيجي” الاسرائيلي، قامت مجموعة من الشباب بنصب مخيم احتجاجي ضد الغلاء الجنوني لأسعار الشقق السكنية المعدّة للإيجار والبيع. وقد حظي هذا التحرك بدعم أغلبية المواطنين مما اقلق حكومة نتانياهو التي تعمل حثيثا على إخماد الحريق ولكن دون جدوى.
ان الحراك الشبابي لا ينحصر في موضوع السكن، بل يطالب “بالعدالة الاجتماعية” التي تشمل تغيير الاولويات الحكومية الراهنة وتخصيص مزيد من الميزانيات لكل مرافق الحياة، من تعليم، صحة، مواصلات، حضانات للاطفال، وبشكل عام ضد غلاء المعيشة وارتفاع اسعار الماء، الوقود، المواد الغذائية، ضرائب الارنونا، والكهرباء. انه احتجاج مُوَجّه ضد خصخصة الاقتصاد ونقله الى نخبة الرأسماليين التي باتت تحتكر كل مرافق الحياة الاقتصادية و”تعصر” الشعب دون رحمة.
انه احتجاج من اجل إحداث اماكن عمل ثابتة، من اجل اجر يكفي لاعالة العائلة ومنح مستقبل للاولاد. انه احتجاج ضد الاستغلال البشع للعمال من قبل شركات القوى البشرية. انه احتجاج يطالب برفع مستوى الاجر كون اغلبية العمال لا يتقاضون اكثر من الحد الادنى للاجور.
ان الطبقة العاملة العربية برمتها، تعاني اكثر من غيرها من هذا النظام الرأسمالي الظالم. وما بدأ قبل 20 سنة من إقصاء العمال والعاملات العرب من اماكن العمل من خلال نقل المصانع للخارج واستيراد العمال الاجانب، وصل اليوم الى سحق الشرائح الوسطى من المجتمع اليهودي في اسرائيل. هذه الشرائح استفادت في السابق من الازدهار الاقتصادي الذي دفع العرب ثمنه، ولكن اليوم تدهور وضعها حتى باتت تتبنى الشعارات التي رفعناها منذ فترة طويلة جدا.
ان ميادين التحرير في مصر، تونس، دمشق، صنعاء، واخيرا في مدريد وأثينا، ألهمت شباب تل ابيب ايضا. شعب مصر وشبابها يقودون التحول الديمقراطي في العالم، وهم بذلك يعلّمون شباب العالم درسا تاريخيا بالنسبة لامكانية تغيير النظام وإجباره على الاستجابة
لمطالب الشعب.
لنا كمواطنين عرب في هذه البلاد دور مهم وريادي في المساهمة بقيادة هذه الحركة الاحتجاجية، والتي تعتبر فرصة ثمينة لطرح قضايانا المعيشية. ان ما نشهده من عنف، حوادث طرق، نزاعات عائلية وطائفية، فساد، انهيار الحكم المحلي وجهاز التعليم – كل هذه الظواهر تقود الى فقدان الشباب مستقبلهم واحيانا حياتهم ذاتها.
في الوقت الذي انشغلت فيه الحكومة اليمينية المتطرفة بسن قوانين عنصرية ضد العرب وضد اليسار الاسرائيلي لكسب الرأي العام اليميني الاسرائيلي وضمان اعادة فوزها في الانتخابات القادمة، ظهر بوضوح في المظاهرات الكبرى الاخيرة ان الجمهور الاسرائيلي لا يرى في العرب العدو الرئيسي والمسؤول عن كل مشاكله بل في الحكومة ورأس المال اللذين يستخدمان التحريض على العرب لتخويفهم منهم، وذلك بهدف قمع اية معارضة اجتماعية للسياسات الاقتصادية الظالمة، وبالتالي جني الارباح على حساب المواطنين اليهود والعرب على حد سواء.
حكومة الاحتلال والعنصرية تواجه اليوم جمهورا موحدا يطالب بالحق في المسكن للجميع، الحق بالعيش الكريم للجميع، الحق بالعمل مع كامل الحقوق للجميع، ومجتمع مبني على العدالة الاجتماعية يخدم الجميع. نقابة معًا تنشط في صفوف الطبقة العاملة والفقراء يهودا وعربا، وتدعو العمال اليهود والعرب للانضمام او المبادرة الى حركة احتجاجية في كل مدينة وقرية عربية او يهودية، وتوحيد الصفوف والجهود لإحقاق الاهداف النبيلة التي وضعتها امامها هذه الحركة الشبابية الجديدة.