“الراقص مع الكلاب” طفل هزت قصته العالم
تاريخ النشر: 19/03/17 | 3:08فى ميدان طلعت حرب وسط مدينة القاهرة، يسير “عبد الرحمن” حاملا علبة كشرى، وخلفه خمسة من الكلاب، هو يأكل وهى تهز ذيولها، كأنهم عائلة واحدة يسيرون سويا ويجلسون سويا، وكأنما وجد معهم وفاءًا حرمته منه زوجة أب ظالمة. قبل تعرفه على الكلاب، كان “عبد الرحمن نادى فكرى”، يكره اللحظة التى ولد فيها منذ 12 عاما مضت، لكنه الآن وجد فى الشارع بيتًا وصحبة، فمنذ ثلاث سنوات يأس الصبى وأخوه الذى يصغره بعامين من قسوة زوجة الأب الذى استسلم لرغباتها، حتى إنه طرد طفليه “عبد الرحمن” و”محمد” إلى الشارع إرضاء لزوجته بعد أن تركت له البيت وخيرته بينها وبين الأولاد.
قصة “عبد الرحمن” كما يرويها تفسر “لماذا فضل الكلاب عن صحبة البشر”، فيقول: “أول ما نزلت الشارع قعدت عند واحدة اسمها شيماء معاها أوضة “غرفة” صغيرة استأجرتها بعد ما كنت بعيش فى الشارع، كنت بمسح عربيات وببيع مناديل وبصرف عليهم، وبعد ما حوشت 360 جنيه أخدتهم منى وقالتلى مالكش حاجة عندى وخدت منى كل هدومى، قلت أحسن حاجة أعيش مع الكلاب هما فيهم وفاء عن النبى آدمين”.”أنا مبسوط بالعيشة مع الكلاب أحسن من البنى أدمين” يقول عبد الرحمن،”فى ناس كتير لما بتشوفنى بتبعدنى عنها وتقولى امشى ابعد عننا وبيضربوا الكلاب وأنا بزعل عليهم أوى، أنا عايش مبسوط مع كلابى، عشان البنى أدمين مش عاوزين غير الفلوس وخلاص”. وأكمل الصغير حديثه: “بعد ما أفطر كل يوم لازم أروح أجيب للكلاب رجلين فراخ عشان يفطروا وساعات لو حد ادانى كنتاكى لازم أديهم الحته الحلوة اللى فيها لحمة مش العضم وخلاص هما برضو روح ، ساعات كتير أو لما بتعب بفضل قاعد مكانى ومابلاقيش حد يطبطب ولا يحن عليا غير الكلاب، والكلبة الكبيرة ساعات زى ما تكون بتطبطب عليا وبتكلمنى وأنا تعبان”.
القسوة التى عاناها “عبد الرحمن” جعلته يكن لوالده بعضاً من الكره، بقوله “أنا مش ممكن أسامح أبويا.. مابحبوش، عشان ماشى ورا مراته وفضلها على ولاده، أنا لما أكبر واتجوز هربى عيالى ومش هسيبهم وهخليهم أحسن منى، يارتنى ما كنت كده، ياريت أمى كانت عايشة أو ياريتنى ما كنت أتولدت أصلاً”.هذا الحنين للعائلة يضاعف من آلام “عبد الرحمن” الذى واصل حديثه، “الحياة فى الشارع خلت الكل يبعد عنى حتى ولاد عمى وخالى، العيشة فى الشارع وحشة..
وأعلن الملياردير ورجل الأعمال المصري #أحمد_أبوهشيمة طليق هيفاء وهبي تكفله بنفقات تربية وتعليم الطفل #عبدالرحمن الذي هزت قصته مصر ولقب إعلاميا بالراقص مع الكلاب.وقال أبو هشيمة في بيان إن قصة الطفل عبد الرحمن هزت مشاعرنا جميعا وأثرت في نفوسنا وليتها تكون دافعا لنا لكي نركز في حل مشكلات خطيرة بالمجتمع المصري أخطرها إهدار فرصة لشباب يمكن أن يكونوا ثروة مفيدة إذا توافرت لهم حياة مناسبة.