تنظيم مؤتمر الصحة في الكنيست
تاريخ النشر: 19/03/17 | 13:27اقيم مؤتمر لجنة الصحة هذا الاسبوع في الكنيست، مؤتمر يتناول المساواة بين اليهود والعرب في جهاز الصحة في اسرائيل. حيث نشر المركز الاصلاحي للدين والدولة تقرير الصحة الجديد، تقرير يكشف عن وجود نموذج حياة مشتركة بين اليهود والعرب في جهاز الصحة الاسرائيلي، لدى العمال وايضا لدى المرضى. فوفق التقرير، كان العرب يشكلون نسبة 11% من مجمل الاطباء، في العام 2015، كما وكانت نسبة الطلاب العرب الذين يتعلمون الطب في كل الجامعات الاسرائيلية 16%، وفي التخنيون فان نسبتهم هي 38% ممن يتعلمون الطب. وفي مجال التمريض يشكل العرب ما نسبته 14%، كما وان نسبتهم بين من يتعلمون التمريض في مؤسسات التعلبيم العالي المختلفة هي 42%. وفي مجال الصيدلة يشكل العرب 38% من الصيادلة، كما وان 43% من طلاب الصيدلة في اسرائيل في العام 2015 كانوا من العرب، ونسبتهم في الجامعة العبرية هي 48% – اي نصف عدد الطلاب بالتقريب. كما ويظهر من تقرير نشرته سلطة خدمة الدولة لعام 2014، ان العرب يشكلون ما نسبته 12.39% من كافة عمال الجهاز الصحي الحكومي – اي ضعفي نسبتهم في بقية الوزارات الحكومية.
عضو الكنيست دوف حنين، رئيس لجنة صحة الجمهور وموجه المؤتمر، قال عند افتتاح المؤتمر: “ان جهاز الصحة يعكس قصة متفائلة، عن امكانية العيش المشترك بمساواة. نتائج تقرير الصحة للمركز الاصلاحي للدين والدولة تعكسها بشكل جيد: فالعرب يتعلمون وينخرطون في مجال الطب. ويقومون بذلك بارادتهم، لانه يوفر لهم افقا تشغيليا امنا ومتساويا. ففي جهاز الصحة هناك قدرة على التغلب على الحواجز، كونه جهاز ذو قيم مشتركة تخلق مكانا يشعر فيها العرب بالمساواة مع وجود افق تقدم. توجد هنا قصة ايجابية مع افق ايجابي علينا التعلم منها.”
قال رئيس القائمة المشتركة، عضو الكنيست ايمن عودة: “في مستشفى رامبام في حيفا، 26% من الاطباء هم عرب، وعندما يضع المريض ثقته بطبيب ليخدره، يقوم بعملية جراحية ويهتم به، نعرف انه من الممكن بناء ثقة وحياة مشتركة ايضا في اي مجال اخر. الا انه ورغم ذلك، فان متناولية الجمهور العربي لخدمات الصحة ما زالت متخلفة عن المتناولية لدى الجمهور العام، بحيث ان المستشفيات تشكل مثالا على التمييز وايضا على امكانية العيش المشترك والمتساوي.”
عضو الكنيست ياعيل جيرمان قالت: “رغم اننا نتحدث عن المساواة في جهاز الصحة بين اليهود والعرب، الا انني اريد ان اوسع الموضوع الى ما بعد المساواة بينهم نحو المساواة عموما. فجهاز الصحة عرف ان يرفع لواء قيم العدالة، المساواة والتكافل الاجتماعي وهو يحاول رغم ان ذلك يصبح اكثر صعوبة. اليوم نعلم انه يمكننا شراء الصحة بالمال – ان كان ذلك من خلال شراء ادوية جديدة خارج سلة الصحة او بتقديم الادوار لاطباء مختصين. بحيث يصبح جهاز الصحة جهازين منفصلين – واحد فقير لاشخاص لن يحصلو على ما يستحقون والثاني خاص للاشخاص الذين لديهم المال. اؤمن ان غالبية الناس تعتقد انه ان لم يكن لدينا جهاز صحة جماهيري متساوي الي يعطي ردا متساويا لكل انسان فلن تكون لدينا صحة بشكل عام. وصحتنا مهمة على الاقل مثل الامن فهي تحافظ علينا كل ساعة، كل يوم، كل شهر وكل الحياة.”
وضع العلاقات العربية اليهوديّة المشتركة في جهاز الصحّة يشكّل نقطة ضوء في هذه الأيام التي تعصف بها رياح العنصريّة بشدّة. في جهاز الصحّة، علاقات القوى بدأت تتغيّر، المرضى يرون بالطواقم الطبيّة كأبطال ومنقذين لحياتهم، وعند اكتشافهم لهويتهم العربيّة، يساعد الامر على كسر العديد من النظرات المسبقة كما ويحسّن العلاقات. ولكن، على الرغم من ذلك، فقبل مدّة قصيرة فقط تابعنا محاولات الفصل بين الأمهات العربيات واليهوديات في المستشفيات، لذا فهناك الكثير مما يجب فعله.
من جهته أكد النائب د. عبد الله ابو معروف، على ضرورة اتاحة فرص عمل بالمؤسسات الحكومية أسوة بالعاملين اليهود، على سبيل المثال، نسبة الاطباء العرب من مجمل الاطباء في البلاد يعادل 11% فقط، في حين هناك مئات الخريجين من الجامعات الاجنبية يصطدمون بتعامل فظ من قبل مكتب ترخيص المهن الطبية في وزارة الصحة، بدلا من تسهيل معاملاتهم وتأهيلهم ودمجهم بسوق العمل.
وطالب د. ابو معروف بوضع خطة عمل لبناء المراكز الطبية المختلفة في ضواحي البلاد وخاصة في النقب لتقريب العلاج الطبي للمرضى وعدم اضطرارهم السفر لمسافات طويلة. الأمر الذي يفتح المجال أمام تشغيل عدد أكبر من الاطباء وذوي المهن الطبية المساندة من جهة وتقليص نسبة الوفيات العالية من جهة اخرى.
وانهى ابو معروف كلمته بضرورة دمج المواطنين العرب في سوق العمل الاسرائيلي بشكل متساو مع المواطنين اليهود، ما يساهم اسهاما كبيرا في رفع مستوى حياة السكان بشكل عام وتحسين العلاقات الاجتماعية بين المواطنين على اختلاف انتماءاتهم.
نوعا سيتيت، مديرة المركز الاصلاحي، قالت: “ان التشغيل هو مفتاح المساواة والشراكة بين اليهود والعرب في اسرائيل. فعلى ضوء التهميش والتمييز ضد العرب في سوق العمل، اخترنا في المركز الاصلاحي للدين والدولة ان ننشر تقريرا يتناول خصيصا الجهاز الوحيد في السوق التي يوجد فيها حياة مشتركة. وذلك من اجل دراسة الموضوع وفهم كيف يمكن نسخ نجاح جهاز الصحة الى مجالات اخرى في السوق. ان التقرير يشكل مثالا على ان المساواة ليست فقط ملائمة وممكنة بل وعلى كونها تقوي جهاز الصحة وتجعله افضل. وبينما نستمر نحن بالنضال امام واقع مظلم من العنصرية والتمييز، علينا الوقوف عند نقاط الضوء من اجل ان نتقوى منهن، نتعلم منهن ونقوم بتعزيزهن.”