إنطباعات مشاهد لمسرحية”شوفير أخو أخته” بأم الفحم
تاريخ النشر: 23/03/17 | 3:29شاركت مساء الاحد الفائت في مشاهدة العرض المسرحي في مركز العلوم لمسرح الجوال السخنيني ” شوفير اخو اخته”، كان عرضا مسرحيا قويا وجميلا ومشاركة جماهيرية واسعه، وتم بمبادرة سينماتيك ومسرح ام الفحم بإدارة المخرج الفحماوي نائل محاميد،وكون العمل عمل جميل ومثير قررت ان اكتب انطباعاتي بصدق:
1.كل الاحترام لاختيار هذه المسرحية كونها مسرحيه ملتزمة تجمع بين الهموم الاجتماعية والسياسية الوطنية والفكاهة “الساتيرا” الهادفة. أي هي كوميديا ملتزمة. وكاتبها كاتب معروف وهو محمد على طه ومخرجها هو مخرج مبدع ومعروف وهو الاستاذ فؤاد عوض.
2.من الجانب الفحماوي…الحضور الكمي والنوعي الذي ملأ القاعة وصفق وتفاعل مع العمل المسرحي يدل على تعطش الفحماويين للمسرح وللثقافة تعطشا كبيرا. والجمهور جمهور له حس وذكاء فطري برز في التفاعل مع المسرح والممثلين ومقولاتهم. فضحك وحزن وصفق وانفعل وشرد. وفكر ووقف مصفقا…فهو جمهور يستحق الاحترام بتقديم اعمال راقيه .وهذا رد على من قال واعتقد ان لا مكان للمسرح في ام الفحم. ورد لمن يجهل الجمهور الفحماوي الواعي لقضاياه الاجتماعية والسياسة وهو جمهور ذو ذكاء درامي. ويلقطها عل السريع. واعتقد ان هذه الظاهرة الإيجابية هي نتاج تراكمي لتأثير الحراك الثقافي الصاعد في بلدنا مؤخرا بمبادرات المركز الجماهيري وسينماتك ومسرح ام الفحم وطواقم العمل السينمائي مثل حرمان وعطش ودور الميادين وبرنامج “زقاقاتنا” والحراك الثقافي الادبي البارز في ام الفحم في السنوات الاخيرة مثل مؤسسات “نغم للثقافة الوطنية” و”انصار الضاد ” والاندلس ” وغيرها..
3.العمل المسرحي “شوفير اخو اخته” عمل ناجح بعالجه الحالة الاجتماعية –السياسية للمواطن العربي المسحوق طبقيا بنموذج السائق والذي يواجه حالات من الاحتكاك مع ناس وحالات مختلفة تظهر فيها العنصرية والتمييز والمزاجية وثقافه الشارع التي افرزتها السياسة القائمة. وتدور الاحداث لتأخذنا الى مستشفى نفسي وكان الاحداث مأخوذة منه. وربما اراد الكاتب ان تهم حكام الدولة بتحوليها لمستشفى مجانين بفعل ممارسه سياسات حربيه وامنيه وعنصريه واقتصاديه قاسيه.
4. ابدع الممثلون في اداء ادوارهم بشجاعة وحريه واتقان وخفة دم ولياقه دراميه ودقه الامر الذي يبشر بولادة جيل من الممثلين الكبار.
5.رغم ان العمل المسرحي ليس كلاسيكيا. أنما هو مشاهد مركبه ومتداخله ومتفاعله ديناميا الا ان الصورة الكاملة ظهرت للمشاهد. وهذا ابداع للمخرج الي كسر انماط المدارس المسرحية( الشكسبيري وستانيسلافسكي…وغيره ) ليقدم مسرحا تفاعليا جديد لا عرف كيف اعرفه في هذه المرحلة.
6. الفرح والبهجة التي ظهرت في وجوه الجمهور تدل على الرغبه بمشاهده وانتاج اعمل مسرحيه هادفه وجاده تحمل رسائل كبيره..وعلى المسؤلين الانتباه والاهتمام بهذا المجال.. وهذا اهم اساليب تقزيم اجتثاث العنف والجريمة.
د. زياد محاميد