جولة مع لفظة (هـا)

سألتني صديقة عن حكم (ها)، وكيف ترد في الجملة؟
تتبعت المصادر فوجدت أنها تأتي على ثلاثة أوجه أجمعها هنا:

1- حرف تنبيه مبني على السكون، لا محل لها في الإعراب، وتدخل على كل مما يلي:

أ- اسماء الإشارة للقريب: هذا، هذه، هذان، هذين، هؤلاء (لاحظ أن الألف قصيرة لا تكتب) بينما تُكتب الألف في هاتان وهاتين، وهاته، ها هنا (وهناك من يكتب: ههنا).

ب- أيّ، أيّة في النداء= {يأيها المدّثّر}- المدثر، 1، و {يأيتها النفس المطمئنة}- الفجر، 27.
جـ- ضمير الرفع المُخبَر عنه: {ها أنتم أولاء…}- آل عمران، 119.
ويقول الشاعر:
فها أنا تائب من حب ليلى *** فما لك كلما ذُكِرت تذوبُ؟
د- الماضي المقترن بـ “قد”:
ابن الرومي:
ها قد سألتك غفرانًا ونافلة *** فلا أكنْ كالمُعنّى يسأل الدِّمَنا
الصنوبري:
ها قد أسفت لأني لم أمت أسفا *** ها قد جزعت لأني لم أمتْ جزعا

…
2- الضمير المتصل للغائبة، فهو ضمير الغائب الهاء + ألف التأنيث، ويأتي في محل نصب:
رأيته، رأيتها، إنه، إنها،
وفي محل جر: كتابه كتابها، منه منها.

….

3- اسم فعل أمر مبني على السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه، وهو بمعنى خذ: ها القلمَ!

يجوز أن تتبع (ها) الهمزةُ- أي أن نمدّ ألفها= هاءَ، هاءِ، هاؤما، هاؤم، نحو قوله تعالى {هاؤم اقرءوا كتابيهْ}- الحاقة، 19. فتعرب الكلمة هنا اسم فعل أمر مبني على …(حسب حركة الحرف الأخير من الكلمة مع ملحقها، فـ “هاؤم- مبنية على السكون، لأن الميم ساكنة، ولكنها حركت بالضم منعًا لالتقاء الساكنين).
من جهة أخرى يجوز أن يلحق (ها) كاف الخطاب: هاكَ، فتعرب معًا كأنها كلمة واحدة:
اسم فعل أمر مبني على الفتح، و نقول: هاكمْ وهاكُنَّ

ب.فاروق مواسي