رسالةٌ إلى…
تاريخ النشر: 24/03/17 | 14:00بلّغوهُ أنني أبدو امرأةً قاسية جدًا
حينَ يحترقُ السرابُ في المدى
تبتعدُ يدانا عن مشروعِ الفرحِ القادم
يغطّينا رمادُ الحلم
يستقيلُ كلّ موعدٍ كتبناهُ على الورق
كهواءِ آذار الحارق يصيرُ نفَسي
كولادةٍ لم تتحقق
يغيبُ وعيُ الوقتِ والموتُ الأكبرُ يستيقظُ
وأنا لا زلتُ أحترق
بلّغوهُ أنني أرضٌ
والأرضُ امرأةٌ لا تستكين
لا ترضعُ إلا مجازًا
لا تخضعُ لشرقيّ لا يلوح تاريخ رجولتهِ
على الجبين
ولا تركعُ إلا لربٍ وقصيدةِ حنين
بلّغوهُ أنني أتوهُ في في خصلاتِ شعري
إن نادى عليّ أيا طفلتي
وأن لملمَ أسرارَ ولهي بيديهِ
أصيرُ إجابةً
لكلّ سؤالٍ ينامُ بينَ شفتيه
وأتغلغلُ في ثورةِ الشطآن
كموجٍ يعشقُ لهيبَ الثّغرِ
وخجل البدايات
بلّغوهُ أن الصّمتَ لا يكسو إلا وجهي
حينَ يتوافدُ الرّجالُ صوبَ نافذتي
فليسَ ذنبي حُسنيَ الفتّان
يا ليتهُ يعلم مدى الحبِّ في خافقي
لكلّ من حاولَ شقَّ السّماء
وليسَ ذنبي أنّني لم أرهُ
حينَ نضجَ القصيدُ في نظرةِ عيني
وفي خشوعِ الأنفاسِ
وفي حوارِ شفاهي وشبّاكِ القدر
بلّغوهُ أنّ النّساءَ الجميلات
لا تهابُ صوتَ العاصفةِ ولا العاطفة
لا تخافُ الحبّ
بينَ ذراعيها معابدٌ تقدّسُ المشاعر
وسنابلُ غدٍ لا يهمّها اولئك السكارى
على أرصفةِ الجسد
حسّها متيّمٌ يختصرُ الكون
إن اعترفَ بالحُب
بلّغوهُ أنني لا أعلنُ الطّاعةَ
إلا إن رتّلتُ العشق بلا قواعد
وقطفتُ طُهر الحبّ من عرقِ الحياء
القناعةُ لغةُ الضعفاء
وأنا في الحبّ أتخطّى كلّ الفقر العاطفيّ
أصرخُ ملء حنجرتي
أنا الّتي أفنت عمرها لتعيشَ حبًا
مجنونًا لا يخضعُ لشرقيّ
ولن يخضع
الشاعرة معالي مصاروه