وَلَيْسَ يَحيدُ عَنْ سَلْمى قَصيدي
تاريخ النشر: 22/03/17 | 15:59كَما تَهْمي النَّسائِمُ عاطِراتِ.. وَيُزْجي الفَجْرُ أَنْفاسَ الحَياةِ
وَعَزْفِ الطَّيْرِ يُشْجي كُلَّ مُصْغٍ.. عَلى فَنَنِ الرِّياضِ وَفي فَلاةِ
وَفَوْحِ الزَّهْرِ مُخْتَلِفًا رَحيقًا.. وَمتَّحِدَ انْتِشاءٍ لا سِماتِ
مَضى يُزْجي عُيونَ الشِّعْرِ سَلْمى.. وَيُهْديها مِنَ الغُرَرِ اللَّواتي
فَتَغْضَبُ عَزَّةٌ وَتَنوحُ لَيْلى.. وَتُشْهِرُ مَيَّةٌ سَيْفَ انْبِتاتِ
وَما في القَلْبِ لا عَزٌّ وَلَيْلى.. وَلا مَيْلي لِـمَيْسٍ أَوْ عَناةِ
فَسَلْمى بَيْنَهُنَّ بِلا شَبيهٍ.. تَرَدَّتْها ٱلْـمَحاسِنُ في أَناةِ
كَسَرْحَةِ مالِكٍ، لكِنْ جَمالًا.. تَخِرُّ لَدَيْهِ أَفْنانُ العِضاةِ
إِذا ما قُلْتُ شِعْرًا قُمْنَ صَفًّا .. يُرَجِّعْنَ القَصيدَ مُغَنَّجاتِ
وَلا يَعْقِلْنَ غَيْرَ جَمالِ مَعْنًى .. حَوى غَزَلًا وَوَصْفًا لا صِفاتِ
وَتَعْقِلُ سَلْمُ عَنِّي كُلَّ حَرْفٍ.. وَتَبْسِمُ ثُمَّ تُمْعِنُ في شَتاتِ
كَأَنْ لَمْ تُبْصِرِ الأَشْعارَ فيها.. تَلَفَّتُ كَالظِّباءِ الخائِفاتِ
مَخافَةَ أَنْ يَشي حَرْفٌ وَمَعْنى.. بِما في الصَّدْرِ شَبَّ شُبوبَ ذاتي
وَيَغْشاها السُّكاتُ قَريبَ عامٍ.. وَهَلْ يُجْدي العِتابُ عَلى السُّكاتِ؟
وَتَعْشَقُها حُروفي مِثْلَ نَفْسي.. وَتَهْطِلُ بِالجَنى كَالـمُعْصِراتِ
وَلَيْسَ يَحيدُ عَنْ سَلْمى قَصيدي.. وَلَوْ زُرِعَتْ بِذاتي أَلْفُ ذاتِ
محمود مرعي