الكنيست تناقش مسألة العنصرية تجاه الأطفال
تاريخ النشر: 22/03/17 | 16:09بمبادرة توما-سليمان وجبارين وبالتعاون مع الائتلاف لمناهضة العنصرية:
الكنيست تناقش العنصرية تجاه الأطفال والقاصرين
• جبارين: وزارة التربية والتعليم هي جزء أساسي من المشكلة
• توما-سليمان: أسوأ مكان في الجحيم مخصص لمن يقفون على الحياد
• بيران: يتوجب علينا أنّ نعمل على محاربة العنصرية، دون هوادة ودون تخاذل
• المحامي عثمان: الشباب في إسرائيل يتغذى من سياسة التمييز والعنصرية المؤسساتية وسط غياب برامج تربوية وتعليمية تعمل على محاربة ومواجهة هذه السياسة.
عقد امس، الثلاثاء، في الكنيست مؤتمر خاص على شرف اليوم العالمي لمحاربة العنصريّة بمبادرة كل من اللوبي لمناهضة العنصريّة برئاسة النائبتين عايدة توما-سليمان (الجبهة- القائمة المشتركة) والنائبة ميخال بيران (المعسكر الصهيوني)، اللوبي للنهوض بالحياة المشتركة بين العرب واليهود برئاسة النائب د. يوسف جبارين (الجبهة – القائمة المشتركة) والائتلاف لمناهضة العنصريّة في إسرائيل، تمّ خلاله بحث العنصريّة والتمييز ضد أبناء وبنات الشبيبة في إسرائيل في منظومة التربية والتعليم ومنظومة تطبيق القانون.
وشارك في المؤتمر العشرات عددٌ من نواب الكنيست منهم؛ النائب مسعود غنايم، النائب طلب ابو عرار، النائب دوف حنين، والنائب يوئيل حسون وعددٌ من الناشطين الاجتماعيين والحقوقيين ممثلين عن الجمعيات الفاعلة في الائتلاف والتي عملت على كتابة التقرير وايضًا طلاب ثانويات من عدة مدارس وهي؛ “اورط”- الرملة، “طوماشين”- الطيرة، “اورط”- الطيرة.
توما سليمان: أسوأ مكان في الجحيم مخصص لاولائك الذين يقفون على الحياد
وفي كلمتها شكرت النائبة توما-سليمان الحضور على تلبية الدّعوة والمشاركة في هذه الجلسة الهامّة وافتتحت قائلة: في هذه الايام التي تشتد بها افة العنصرية والتحريض، العنصرية تجاه الاخر لكونه مغاير، من المهم ان نتذكر ان العنصرية لا تفرق بين قوميّة وأخرى، لون البشرة، الدين أو الانتماء، فهي تديننا جميعًا بل تتدفق الى جميع الشرائح وتمزق المجتمع.
وأوضحت: حكومة اليمين تقود مسيرة تحريض وتجريم ضد جميع الفئات التي تختلف عنها حتى بأصغر الاختلافات، فاليوم واكثر من اي يوم مضى، علينا ان نوضح موقفنا وعلينا الوقوف علنًا ضد جميع انواع التحريض والعنصرية. علينا جميعًا اتخاذ موقفًا، فكما قيل، أسوأ مكان في الجحيم محفوظ لاولائك الذين يقفون على الحياد ويمتنعون عن اتخاذ المواقف في المعارك الاخلاقيّة العظيمة.
النائب جبارين: وزارة التربية هي جزء من المشكلة بينما من المفروض ان تكون جزءًا من الحل
بدوره، قال النائب د. يوسف جباين، رئيس اللوبي البرلماني للعيش المشترك: جهاز التربية والتعليم في اسرائيل يرسب بكل امتحان في مجال حقوق الانسان والمساواة. هناك سياسة قمع ممنهجة لقيم الديمقراطية وحقوق الانسان والمواطنة المشتركة في مناهج التعليم.
وأضاف: جهاز التربية والتعليم في اسرائيل يرسخ أسس الفوقية اليهودية في المناهج، وهذا ما نجده بوضوح بكتاب المدنيات الجديد الذي يخدم أجندة وأيدولوجية الوزير نفتالي بينت وحزبه الاستيطاني، ويتنكر للهوية الفلسطينية والثقافية الجامعة للأقلية العربية في البلاد.
وأكد جبارين: الجيل الشاب في المجتمع اليهودي يتأثر بالأجواء السياسية المليئة بالتحريض العنصري، وخاصة تحريض رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، الذي قال مثلًا ان النواب العرب يتحدثون واعلام داعش من ورائهم، وتحريض وزير الأمن افيغدور ليبرمان الذي دعا إلى ترانسفير للعرب.
بيران: العنصرية تنتشر ايضًا على المستوى العالمي
اما عضو الكنيست ميخال بيران فقالت في السياق: تعاظم العنصرية وسياسة الكراهيّة تحولت في السنوات الأخيرة إلى ظاهرة مقلقة حتى على المستوى الدوليّ. ايضًا في إسرائيل نلحظ أنّ التحريض يزداد يوميًا، ويبدأ بزاوية صغيرة إلا أنه ينتشر بسرعة إلى كل المجتمع الإسرائيلي.
وقالت: يتوجب علينا أنّ نعمل على محاربة العنصرية، دون هوادة ودون تخاذل، وهذا يتم بعدة طرق منها مساواته بالقيّم الإنسانية، مثل التسامح واحترام الإنسان بغض النظر عن هويته.
معطيات وتوصيات وسبل تطبيق القانون
المحامي نضال عثمان، من الائتلاف لمناهضة العنصرية عرض تلخيص وتوصيات التقرير وأكد بداية: من المهم القول أنّ الشباب في إسرائيل يتغذى من سياسة التمييز والعنصرية المؤسساتية وسط غياب برامج تربوية وتعليمية تعمل على محاربة ومواجهة هذه السياسة وهنا يمكن الخطر في تكوين هوية شبابية بعيدة كل البعد عن القيّم التي تحاول إسرائيل أن تروجها كدولة ديمقراطيّة.
وشدد عثمان أنّ: هذه العنصرية والتمييز نلحظ تداعياتها في تطوير احساس بالغربة لدى الشباب العرب واليهود من أصول اثيوبية الذين باتوا يطورون عدائية تجاه كل نظم تطبيق القانون في إسرائيل نتيجة العنصرية تجاههم من هذه الاجهزة.
وعرض عثمان عدد من التوصيات مشيرًا أنّ: هنالك ضرورة قصوى لمواجهة هذه العنصرية العمل على الاستثمار ببرامج تربوية تعمل على التثقيف للقيم الإنسانية وتعزيز الحياة المشتركة وللمدى البعيد ليس فقط للمدى القصير، وهذه وظيفة وزارة التعليم، إلا أنّه من وظيفة السلطات المحليّة ايضًا العمل على تطوير برامج تصب في هذا المضمار.
وإلى ذلك أضاف عثمان: هنالك ضرورة لتكثيف اللقاءات التي تجمع بين شباب عربي ويهودي، ليس من باب التعايش، إنما من باب هم وتقبّل الآخر وفق معتقداته السياسيّة والأيدلوجية والثقافية والاقتصادية.
ونوه عثمان ايضًا أنّ: هنالك حاجة إلى فحص مدى التعددية في المناهج التعليمية والقيّم التي تربي عليها الطلاب والعمل على إصلاحها وملائمتها والتأكد من الغاء مبدأ الإقصائية والتغريب التي تسير وفقه اليوم. كما ويجب أن نضمن استقلالية المناهج العربية من حيث المضمون. إلى ذلك، يجب أنّ يدمج دمج مدرسين عرب في المدارس اليهودية مما يساهم في تقبل وتفهم الآخر.
وانتقد المحامي عثمان مؤسسات تطبيق القانون بدءً من المحاكم التي تحوّلت إلى “أداة” بيد الشرطة التي تتعامل بعدائية مع اليهود من أصل اثيوبي والعرب، وقال في السياق: يجب العمل على تثقيف الطلاب وابناء الشبيبة لحقوقهم وفي المقابل مطالبة وإجبار الشرطة تحديد معايير الاعتقال من خلال سن قانون عادي او ضمن تعديلات على الانظمة تضمن عدم تجاوز الشرطة واعتدائها على ابناء الشبيبة ان كان خلال الاعتقالات او بالتحقيقات ووقف سياسة التصنيف العرقي، فليس كل عربي متهمًا حتى يثبت العكس.
واختتم المؤتمر الذي شمل ايضًا مداخلات من عددٍ من الحضور خاصة ممثلي الجمعيات الفاعلة في الائتلاف بتبني التوصيات التي طرحت من قبل النواب المشاركين في المؤتمر مؤكدين على نية عقد اجتماع قريب مع الوزارات المختلفة لعرض التوصيات والعمل على تطبيقها.