أيها الجزائري لا تبرر لمن يشتم الجزائر
تاريخ النشر: 28/03/17 | 0:02ليست من مهمتي أن أبرر لمن يشتم الجزائر فتلك خيانة تضاف لجريمة الشتم، وليست من مهمة المثقف أن ينتظر ردا دبلوماسيا من دولته فتلك مهام الوزراء والسفراء، ويكفيه أن يرد الشتيمة في حينها دون انتظار، وبما يملك ويؤمن به، وبأدب واحترام ، ودون حقد ولا بغض، وبعيدا كل البعد عن التعميم فإنه مضر مهلك، ولأجل ذلك كان هذا الألم والحزن:
الجلاد السفاح المجرم ديغول، لم يقل يوما أني “أعطيت الجزائر إستقلالها لكسب عبد الناصر” !. والمصريون لم يقولوا يوما أن الجلاد السفاح المجرم ديغول “أعطى الجزائرإستقلالها لكسب عبد الناصر ! “. وقرأت مذكرات الجلاد السفاح الجنرال أوساريس، وكذا كتاب ” Les 400 coups de Massu ” للسفاح الجلاد الجنرال ماصو، ولم يقل أي منهما ذلك وقد عملا تحت إمرة المجرم ديغول ويفتخران بذلك . والحركى الذين باعوا الأرض والعرض للمستدمر الفرنسي بأبخس الأثمان لم يقولوا يوما أن الجلاد السفاح المجرم ديغول “أعطى الجزائر إستقلالها لكسب عبد الناصر !” ، وكذا الحاقدين على الجزائر من بعض أبنائها وغيرهم لم يتفوهوا بمثل هذا الجرم في حق الجزائر التي مازالت دماء أسيادنا الشهداء لم تجف بعد
ويبدو من خلال متابعة مسار الشتيمة أن بعض المثقفين الجزائريين لا يرون بأسا في أن يسكت الجزائري عن الشتيمة ويصر على غضّ الطرف وعدم الرد لأسباب تتعلق بتبعيتهم لهذا الشخص، وفي نفس الوقت تراه يزأر ويزمجر حين تتعرض الجزائر لشتيمة من آخر ويطالب باسم الدين والدنيا أن ترد شتيمته و بأغلظ الأوصاف ولو كانت منافية للأخلاق، وكأن المسألة لا تتعلق بشتم الجزائر إنما تتعلق بمن شتم الجزائر، وهذه بحد ذاتها جريمة فاقت جريمة الشتم. ولذلك وجب التأكيد على أننا نرد على الجزائري حين يسىء للجزائر، مجرما كان أم أحمقا، عاديا كان أم في أعلى الهرم، ونرد على الفرنسي، والإيراني، والتركي، والسعودي، والإماراتي، والروسي، والأمريكي، والماليزي، والأسترالي وغيرهم من العرب والعجم حين يسيؤون للجزائر، ولن نفرق بين أحد حين يتعلق الأمر بالإساءة للجزائر، والتبرير للمسىء إساءة تفوق الإساءة للجزائر، ونظل نحترم دوما الشعوب والأمم ولا نقرب رموزها وأيامها.
وعجبت لجزائريين تربطهم صداقة بدبلوماسيين جزائريين راحوا يستعينون بهم في تثبيت التبرير لصاحب الشتيمة، فاجتمعا الاثنان على دعم شاتم الجزائر، لأني حين أدافع عن الجزائر لا أستعين بالسياسي مهما كان، والمثقف لا ينتظر الضوء الأخضر في الدفاع عن وطنه وعرضه. وآلمني كثيرا أن المثقف الجزائري والسياسي الجزائري إجتمعا ليبررا سوء أقوال شاتم الجزائر ويدافعان عنه في آذاه للجزائر، وتلك لعمري لأسوء وأحقر من قول القائل أن ديغول أعطى الجزائر إستقلالها إكراما لعبد الناصر!.
شتم الشعوب والأمم من الجرائم وقلة الأدب، والتبرير لمن يشتم الجزائر من الخيانة العظمى التي تستوجب الحجر وأقصى العقوبات، وليكن بعدها إبن الجزائر، أو صديق الجزائر، أو فرنسا التي استدمرت الجزائر.
ونختم مقالنا بالتأكيد على أن بعض سلاطين وأمراء العرب أجرموا حين إعتقدوا زورا أن الجلاد السفاح المجرم ديغول تعامل مع الجزائر بعقلية “مكرمة الملك”.
معمر حبار