"حادي المسيرة " كراس لذكرى المناضل الراحل محمد عبد الكريم
تاريخ النشر: 24/02/14 | 23:27"حادي المسيرة" هو كراس توثيقي أصدرته لجنة التأبين تخليداً لذكرى القائد والمناضل الشيوعي، ابن طيرة بني صعب، محمد عبد الكريم منصور (2014- 1938)، ويتضمن سيرة حياته النضالية الزاخرة بالعطاء، ورصد لمواقفه الوطنية التقدمية من مختلف القضايا الشائكة والمصيرية التي تواجه جماهيرنا العربية في هذه البلاد. وجاء في الكراس أن الراحل منصور من مواليد عام 1938 في الطيرة بالمثلث الجنوبي، وفيها أنهى دراسته الابتدائية والثانوية. تأثر بالفكر الثوري الوطني والشيوعي منذ نعومة اظفاره، وبرزت لديه قدرات قيادية في جيل مبكرة، فانضم على صفوف الحزب الشيوعي في العام 1961 ليكون من ابرز مؤسسي وقادة الفرع في بلده وفي المنطقة حتى أيامه الأخيرة. وعين معلماً في إحدى قرى النقب وكان من مؤسسي الخلية الأولى للمعلمين الديمقراطيين، الذين تصدوا للتعسف بحق المعلمين العرب ولمناهجهم العربية القومية في المدارس العربية غلا انه فصل من جهاز التعليم في خطوة سلطوية انتقامية من دوره النضالي. وبعد فصله التعسفي اعتاش من العمل في الزراعة، وهو من قادة يوم الأرض الأول العام 1967 واعتقل في ذاك اليوم الكفاحي. وقد ظل قابضاً على جمرة الفكر والنضال في إطار الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة. ولم تمنع هويته الحزبية عنه الاحترام الذي حظي به من كافة النشطاء السياسيين المحليين، وكان باستقامته وتجربته محط احترام وتقدير.
يشتمل الكراس على كلمات وفاء ورثاء وتأبين للفقيد الغالي محمد عبد الكريم منصور وصور من مسيرة حياته ونشاطه الحزبي، فيكتب عبد المنان شبيطة رفيقه وصديقه في الطفولة والشباب ورفيق عمره ودربه في الكفاح، مؤكداً انه من رجال المبادئ النادرين. أما بلدية الطيرة التي كان الراحل عضواً في مجلسها البلدي واسهم بعمرانها وتطويرها فأشارت إلى حقيقة أن منصور "صاحب الحنكة والتجربة العميقة، لم يبخل يوماً على بلده وبلديته بتقديم العطاء وإسداء النصيحة وتقديم المشورة.
ويؤكد عادل عامر أن لمنصور نكهة خاصة في حياتنا الحزبية والسياسية، وحمل في شخصه الأصالة والعراقة، وهو يمثل عبق التاريخ النضالي لجماهيرنا العربية، وان المصداقية الأخلاقية في الكفاح والنضال هي الإرث الذي نحمله منه.
وفي الكراس كلمة للدكتور يوسف عبد الحليم بشارة، الذي عرف الفقيد في عدة محطات زمكانية بلورت ثقافته السياسية والاجتماعية عبر مسيرة مضيئة طويلة الأمد.
أما الكاتب مفيد صيداوي فيكتب عن محمد منصور قائداً وطنياً ومثقفاً ثورياً، في حين يستذكر امجد شبيطة قصة الإضراب عن الطعام الذي نفذه المرحوم في أثناء اعتقاله.
وفي نهاية الكتاب تشارك عربية منصور بكلمة باسم عائلة الفقيد، مؤكدة فيها أن منصور، الذي كان أكبر الإخوة، شكل البوصلة الموجهة بالأخلاق والمبادئ الإنسانية، ومركز للاستشارة. وكان بمثابة المدرسة الشعبية المتنقلة في دوائر مجتمعية كثيرة تجمع بين الفتية والشباب والأنداد تبث فيهم روح الوطنية ومقاومة الإحباط الذي تفشى بين فئة الشباب في مجتمعنا.
ويبقى محمد عبد الكريم منصور راسخاً في الوجدان وذاكرة الشعب الوطنية، رمزاً ومثالاً للمثقف الثوري والإنسان الكبير والقائد الوطني الشجاع والخطيب البارع والمناضل الفذ، فله الرحمة وطاب ثراه.