الغارات الاسرائيلية انتهكت كرامتنا وحرمة اراضينا..
تاريخ النشر: 25/02/14 | 0:00نشعر بالالم، والهوان، كعرب ومسلمين، بل كبشر ايضا، عندما يتناهى الى اسماعنا اقدام الطائرات الحربية الاسرائيلية على قصف اهداف داخل الاراضي العربية في وضح النهار ولا يتصدى لها احد حتى لكأنها في نزهة.
بالامس اغارت الطائرات الاسرائيلية على اهداف لحزب الله عند الحدود اللبنانية السورية، وتردد انها دمرت بطاريات صواريخ، بينما قالت مصادر اخرى ان الهدف كان شحنة اسلحة سورية “متطورة” كانت في طريقها الى الحزب في لبنان عبر طرق جبلية حدودية وعرة.
قرأنا، وسمعنا، عن جدل واقوال متضاربة حول المكان الذي ضربته الطائرات الاسرائيلية، فمن قال ان الغارة وقعت في الاراضي اللبنانية، ومن اكد انها داخل الاراضي السورية، وهذا جدل عقيم، ومخجل، بكل المقاييس، فما الفرق بين قصف لصواريخ في طريقها الى حزب الله داخل الحدود اللبنانية او السورية، المهم ان عدوانا اسرائيليا وقع ولم يتصد له او يردعه احد.
بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي لم يتبن هذا العدوان كعادته دائما في كل المرات السابقة، وما اكثرها، ولكنه قال في مؤتمر صحافي مع ضيفته السيدة انغيلا ميركل مستشارة المانيا “سنقوم بكل ما هو ضروري للدفاع عن امن اسرائيل” بينما جددت حكومته مرارا عدم سماحها بنقل اسلحة متطورة الى حزب الله عدوها اللدود الذي يقاتل منذ اشهر الى جانب القوات السورية النظامية.
***
نتطلع ونتضرع الى الله، ومنذ سنوات ان يأتي اليوم الذي نسمع فيه ان الصواريخ او الطائرات العربية المقاتلة تصدت لغارات جوية اسرائيلية داخل اراض عربية واسقطت جميع الطائرات المغيرة او حتى احداها على الاقل، وان عدسات التلفزة هرعت لتصوير الطائرة المسقطة، وطيارها الذي وقع في اسر القوات العربية.
لا نفهم لماذا تعود جميع الطائرات الاسرائيلية الى قواعدها سالمة دون ان تخدش ومنذ سنوات، وبعد ان تنتهي غاراتها، وتدمر ما تدمر من اهداف، ونحن نملك آلاف المليارات من الدولارات كعرب، مثلما نملك الحلفاء، والاصدقاء، الذين يمكن، لو ان تحالفنا معهم يقوم على ارضية سليمة صلبة عنوانها المصالح المشتركة، ان يزودونا بالصواريخ المضادة للطائرات القادرة على انجاز هذا المطلب المشروع في الدفاع عن النفس الذي كفلته كل المواثيق الدولية والاخلاقية.
هل ما نقوله هنا نوع من الهذيان ام انه مجرد اضغاث احلام يقظة؟ ايا كان الامر فانه من حقنا ان نحلم، مثلما هو من حقنا ان نهذي وان نغضب، بعد ان فقدنا صوابنا من جراء هذه الاهانات الاسرائيلية المتوالية، والتي يبدو ان لا حدود لها، ولا امل قريب بوقفها.
لا نعرف لماذا لا تسلّم روسيا الحليف القوي للنظام السوري الذي يواجه كل هذه الاهانات لانه اسمتع اليها، واوقف مد انبوب الغاز القطري من المرور عبر اراضيه الى اوروبا لمنافسة نظيره الروسي، بصواريخ “اس 300″ الحديثة المضادة للطائرات، وهي التي وعدت بالتسليم منذ سنوات وهددت على لسان بوتين انها لن تتردد في ذلك اذا ما كسرت اسرائيل عدوانها وغاراتها؟
هذه الصواريخ دفاعية، مما يعني انها لن تستخدم لضرب اهداف في العمق الاسرائيلي، فلماذا يرفض الرئيس بوتين بيعها لسورية وايران او اي دولة عربية تطلبها، لحماية اراضيها وكرامتها الوطنية من هذه العربدة الاسرائيلية المستمرة؟ نحن نسأل ونريد جوابا.
لا نريد حججا، ولا تفسيرات عقيمة مللنا من سماعها، نريد ما يحفظ كرامتنا الوطنية والشخصية بعد ان شبعنا اهانات واذلال على يد هذا العدو الغاضب المتغطرس الذي ينتهك اجواءنا، وامننا الوطني وكرامتنا الدينية والقومية.
***
نعم انها مسؤولية النظام السوري ايضا، مثلما هي مسؤولية “حزب الله” في التصدي بقوة وحزم لهذه الغطرسة الاسرائيلية، مثلما يتصديان لقوى المعارضة السورية المسلحة المدعومة من الغرب ودول الخليج، مثلما هي مسؤولية الدول العربية التي تريد تسليح المعارضة بصواريخ متقدمة لاسقاط الطائرات السورية فلماذا تظل الطائرات الاسرائيلية محصنة؟
لا نعفي ايران ايضا من المسؤولية وهي التي تختبر كل يوم انواع جديدة من الصواريخ من مختلف الابعاد والاحجام، امام عدسات التلفزة، فما قيمة هذه الصواريخ اذا كانت ارض حلفائها مستباحة ومستهدفة من قبل الطائرات والصواريخ الاسرائيلية؟
فعلا لقد طفح كيل اهاناتنا كعرب ومسلمين، ما نريده فقط، وفي مرحلة الهوان التي نعيشها، ونتجرع كأس مرارتها هذه الايام، هو ان نجد من يقول كفى قوية ومؤثرة لهذا العدو الغاصب المعتدي بطريقة فاعلة ومؤثرة.
فهل هذا بكثير، وهل هذا الطلب غير منطقي؟ لا نريد اجابة ولا ننتظرها.