ويعود الأمل من جديد

تاريخ النشر: 25/02/14 | 23:20

تلتقط أنفاسنا بصعوبة.. فلحظات أيامنا كلها مهام ملقاة على عاتق كل منا.. وما ان نخلد لسكينة أحلامنا يداهمنا الشعور بالذنب.. وعدم الرضا عما كان وسيكون..

والسبب الرئيس كما ذكرت فيما مضى هو انعدام توازننا في شتى مجالات الحياة، وقد حصر علماء التنمية مجالات حياة كل واحد فينا الى اربع مجالات تكون الركيزة التي كلما حققناها كان الرضا وكان الأمان، الجانب أو المجال الروحي، المجال العقلي، المجال الجسدي والمجال النفسي… وهذا ما علمنا اياه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:

(ان لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا، فاعط كل ذي حق حقه).

أما عن المجال الروحي، فهو ذاك المجال الذي تغذيه صلتنا مع الله في شتى انواع العبادات، من فرائض ونوافل وخلق، وعطاء ودعاء.. فأين نحن من هذا المجال، هل نحن من المكافحين لنكون دائما الى الله اقرب، أم من المتأرجحين لا ثبات لنا بين خوف ورجاء، ام من اولائك الضائعين لا نعلم ولا نستشعر بالله سوى انه خلقنا..

متى رفعنا ايدينا له بالدعاء.. متى بكينا خشية منه.. متى تذكرناه آخر مرة.. يعطينا ونحن عنه في غفلة.. فمتى نعود..

الجانب الآخر هو الجانب العقلي.. عقولنا بحاجة للغذاء الدائم.. غذاؤه بالتفكر، بالتعلم والقراءة.. بالتعرف والثقافة القيمة بشتى أنواعها.. بالابتكار وتطبيق ما نعلم..

هل نغذيه حقا.. متى قرأنا شيئا جديدا، أو حاولنا تطبيق ما تعلمنا.. متى تفكرنا بما حولنا من بديع الخالق ووسعنا آفاقنا.. الأدوات كلها بين أيدينا بماذا نستعملها؟؟ عقولنا لا تتوقف عن العمل فبماذا تفكر.. بما يضجرها.. ويحبطها بالناس وآفات المجتمع.. أم يزداد ادراكا كل يوم بمتابعة ثمين الاخبار والمعلومات.. ويسعى لابتكار المفيد..

الجانب الثالث، الجانب الجسدي، جسدنايحتاج بالاضافة لمكونات الأساس التي يقتات من خلالها… يحتاج الى صحة ومرونة ونشاط ومتعة، رياضة اكل بلا اسراف لحظات استرخاء مكافآت على الانجاز.. كل ذلك بمثابة طاقة لحيوية تنمو لنعطي المزيد..

فمتى كانت آخر مرة سمحت لنفسك أن تحصل على مكافأة منك.. أو أقفت عداد الزمان لتأخذ دقائق استرخاء..

الجوانب الثلاث تلك هي لك أنت لا مسؤول عنها سواك.. ان حاولت العدل فيما بينها سيكون بمقدورك أن تحتوي الجانب الرابع، الجانب النفسي والذي هو عبارة عن كل علاقة تربطك بالأخر، ابنك. اهلك، حارتك، اقاربك.. فهل نحن من اصحاب العلاقات الطيبة مع الجميع أم من اولائك المحافظين على العلاقات لكنهم يحتضرون لكثرتها حيث اهملوا انفسهم..أم من اولائك غير المبالين لا يلقون لأحدهم أدنى التفاتة..

جوانب اربع لو غذيناها جميعها كل يوم دون ان يعلو احدهم على الآخر لكانت حياتنا اكثر هدوء وسكينة.. ولكل من يكرر في عقله ان الامر صعب.. أبشره بانه سهل وفي متناول اليد اذا اعترفنا لانفسنا بما ينقصنا، وحددنا اي الجوانب التي تطغى في الحقيقة على حياتنا لنخففها قليلا ونعطي الحق للجانب الناقص.. واعلموا انه من اراد استطاع.. والله الموفق لكل خير..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة