من المريول الأبيض إلى الكفن الأبيض
تاريخ النشر: 29/03/17 | 16:37حاولت ان لا اكتب لكنني لم استطع
يجتاحني الم غريب على مصرع شهيدي العلم الشابين محمد جبريل من اللد واحمد من كفركنا دهامشة في رومانيا.
فيكما ارى اولادي. فيكما ارى المستقبل. فيكما ارى املا ينقطع في ريعان الشباب الفوار النابض بالحياة والمترع بالحب الذي يفيض عذوبة تصبح عذابا.
قلبي مع الاهل الذين ينتظرونهما ليعودا لمزاولة الطب بالمريول الابيض وليس بالكفن الابيض. إذا متتم يا شباب فلماذا تموتون في الغربة الموحشة والموجعة.
كلّ شاب يذوي تذبل معه اوراق الربيع.
كلّ حادث كهذا يقرب فصل الخريف.
عندما تموتون فان ابتساماتنا تموت معكم لكنها تعود لتشرق من خلال ثغور رفاقكم الذين سيكملون المسيرة حتى يعودوا إلى اهاليهم سالمين غانمين مع الشهادة وليس الاستشهاد.
حتى الامس كنتما تضحكان وتكتبان وتغنيان وتعيشان نبض الزمن والشباب واليوم نشيع جثمانيكما إلى حفرة من الورد المبلول بعطر الجنة.
بقلم: نادر أبو تامر
رحم الله الشباب ولا شك بأن الألم يعصرنا جميعا بفراقهم. ولكني أسألك يا أخي: هل فراق هؤلاء مؤلم أكثر من فراق شاب, عامل, خرج من بيته قبل الفجر, لتأمين لقمة العيش لأطفاله, أو لإتمام بناء بيته, وسقط عن بنيان وتوفي؟ لا وألف لا. نعم, أحلام الشباب وذويهم بأن يكونوا أطباء إنتهت بفظاعه. ولكن موت شبابنا العمال في حوادث العمل أو حوادث الطرق لا يقل ألما. كلهم براعم من هذه الأرض.