كلمة (زعلان) زعلانة علينا
تاريخ النشر: 01/04/17 | 0:52فقد تجنبناها في لغتنا الفصيحة مع أننا نزعل كثيرًا هذه الأيام.
من منا لم يتحرّج من كلمة (زعلان) في خطابه الفصيح، وكأن الكلمة ضعف في اللغة، فالزّعل في دارجتنا يعني الألم النفسي أو التألم على شيء أو بسبب شيء، فهو زعلان لأنه لم يحصل على الجائزة، وهي زعلانة لأنها لم تخطب، ونختار بدلها: أنا حزين أو أنا غاضب أو مستاء مع أنها جميعها لا تؤدي معنى الكلمة.
من معاني (زعِل) في المعاجم= تضوّر جوعًا، فهو زعِل من المرض أو الجوع أو الألم، وهذه الأمور هي حسية، فما المانع أن نستعير ذلك على الناس والأحداث، فهو زعل من صديقه، وذاك زعل من (على) أوضاعنا، واللغة فيها توسع وتوسيع الدلالة.
هل أنت زعلان إذا دعوت إلى أن تكون الكلمة لها مشروعية، ونحن نعني بها: استاء من..، تألم وغضب؟
إذا قبلتَ (زعلان) و (زعلانة) فاصرف الكلمتين، حسب قاعدة وزن فَعْلان في الصفة التي مؤنثها- فعلانة، فهو زعلانٌ، وهي زعلانةٌ.
مع كل التحفظ منها فقد أدخلها معجم (محيط المحيط) لبطرس البستاني، ومعجم دوزي:
زعِل فلان: غضب وحرِد.
ثم إن المعاجم القديمة نحو (لسان العرب) وغيره جعلت معنى “زعّله” أزعجه.
من هنا فإذا انزعجت فقد آل بك الحال غالبًا إلى الزعل.
قد يسأل سائل:
هل استعملت اللفظة بهذا المعنى في كلام العرب الفصحاء وكتاباتهم؟
لم أجد إلا القليل الأقل في كتابات المتأخرين فقط، ففي (النجوم الزاهرة) لابن تَغْري بِرْدي:
“يا أبا بكر: تعلمت من زعل المصريين…”
وفي كتاب متأخر للفتاوى:
“نقول : لا رُحم أبوك، لا بعث أبوك، نقول عند الزعل على الآخرين”،
“وحذرها الأطباء من الانفعال أو الزعل، ولكن هل نصيحتي هذه تدخل فى نطاق الفرار من قدر الله؟ وهل هي حرام؟”
ما رأيكم دام فضلكم؟
ب.فاروق مواسي