رواية"البيت الثالث لصالح ابو لبن في اليوم السابع
تاريخ النشر: 27/02/14 | 2:10القدس:27-2-2014 ناقشت ندوة اليوم السابع الثقافية في المسرح الوطني الفلسطيني في القدس رواية "البيت الثالث" للكاتب الفلسطيني صالح ابو لبن، الصادرة في العام 2013 عن وزارة الثقافة الفلسطينية في رام الله. وتقع الرواية التي حمل غلافها الأول لوحة للفنان عايد عرفة في 290 صفحة من الحجم المتوسط.
بدأ النقاش مدير الندوة ابراهيم جوهر فقال:
يقودنا الكاتب صالح أبو لبن في روايته (البيت الثالث) في مسارات العذاب والسراب والمطاردة والحصار ودروب المخيم وغرف التحقيق. إنه يرسم لوحة بمداد العذاب والإرادة، يقابلها حس نقدي واخز وهو يراجع ما كان وكيف كان وماذا يجب أن يكون.
و(البيت الثالث) هو البيت الذي يقيم فيه الآن بعد البيت الأول في قرية (زكريا) حيث هاجر والداه، ثم البيت الثاني الذي هدمه الاحتلال فور اعتقاله عام 1970م.
يستعرض الكاتب مسيرة العمل الكفاحي الفلسطيني وأبرز محطات تغيّر الخطاب السياسي وصولا إلى (أوسلو) وما بعدها مقدّما رؤية متأنية لمسيرة امتدت أكثر من 54 عاما حتى وقت الحدث الروائي.
ويقدّم الكاتب الممتلئ خبرة وقصصا ونماذج بشرية لوحة جدارية استعراضية لأجيال عمرية منذ الأب، والواقع الراهن زمن الروي، وجيل الشبان من حملة السلاح الذين راقبهم وهم يحتمون في كنيسة المهد منتقدا خيار اللجوء للمكان المحصور.
النماذج التي قدمتها رواية (البيت الثالث) تصلح للتعميم على واقع المجتمع الفلسطيني؛ المرأة – الأم، والزوجة، والمناضلة.والأطفال في المخيم، وشبان الانتفاضة ذوي المبادرات، واتساع حملة الاعتقالات لتطال مختلف فئات المجتمع.
والابن المعتقل،والشاب، ومجموعة شبان الانتفاضة الأولى، والثانية…ثم تجربة اللجنة المتطوعة في دار البلدية التي حاصرتها قوات الاحتلال واعتقلتها، فكانت هذه الرواية لتصف حال الحصار في البلدية، وهي تستعيد قصص الماضي الكفاحي.
سيرة الكاتب النضالية الذاتية وهو يلبس اسم (صابر) بما فيها من تجارب اعتقالية ونماذج مناضلين شكلت المحور الأساس الذي بنيت حوله الرواية، فما تبتعد عنه لتطلّ على واقع الحصار في مبنى البلدية حتى تعود إليه مستعرضة تجارب وأسماء حقيقية وتواريخ وأحداثا.
شكّل مخيم الدهيشة بما شهده من تجربة نضالية تستحق الدراسة أيام الانتفاضة الأولى منطلقا وميدانا، فكان البيئة الروائية المكثفة للعمل الأدبي في حين كانت بيت لحم البيئة الأوسع وفلسطين البيئة الأشمل.
استعان الكاتب بالمونولوج الداخلي والإضاءة الخلفية (فلاش باك) وسيلتين تغلّب بهما على قهر الحصار في تلك الغرفة من بناية البلدية ليقدّم خبرة، ورأيا، وتأريخا. وليطلّ على البعد السياسي للمرحلة التي أنهاها بقوله: (تبّا لحياة تفقد فيها زمام المبادرة)صفحة 285. ولم يغب عن استعراضه حال العمل في مرحلة إقامة السلطة الوطنية.
لقد كان الكاتب معنيا بتسجيل الوقائع وانتقادها ولم يلتفت كثيرا للجانب الفني الذي كان سيوفر عليه شيئا من اللغة والتكرار والتفسير، وربما يسعفه في التخفف من ثقل التفصيل. لكنه قدّم عملا يستحق الاحترام في انتظار كاتب سيناريو صادق يتيح لهذا العمل الوصول إلى شاشة العرض السينمائي.
وتحدث جميل السلحوت فقال:
تنبع أهمية هذا النص كونه يشكل تسجيلا لمرحلة من حياة الشعب الفلسطيني، وهو الاجتياح العسكري الاسرائيلي لمنطقة بيت لحم في آذار – مارس- 2002، وهذه مرحلة من مراحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يجب أن تسجل للتاريخ، وهذا النص فيه شيء من سيرة الكاتب الذاتية، وشيء من سيرة آبائه وأجداده ومجايليهم الذين شردوا في النكبة الأولى من قريتهم قرية "زكريا"، كما فيها شهادة شخصية للكاتب عن عملية اجتياح بيت لحم في العام 2002، واحتماء بعض الفلسطينيين في كنيسة المهد التي ولد فيها السيد المسيح عليه السلام، وما جرى من مفاوضات أدّت الى ابعادهم الى قطاع غزة وعدد من الدول الأخرى، والأسماء الكثيرة الواردة في هذا النص في غالبيتها إن لم تكن كلها أسماء حقيقية، بما فيها أسماء الشهداء والجرحى والمعتقلين والمقاومين والمبعدين. كما فيها وصف لعملية الاجتياح لزقاق المدينة وحاراتها وبعض ضواحيها ومنها مخيم الدهيشة حيث ولد الكاتب ويعيش، ولو فكّر أحد السينمائيين أن يعمل فيلما عن عملية الاجتياح فان هذا النص يصلح أن يكون مادة له، ويلاحظ أن الكاتب قد خلط عدة أساليب في هذا العمل، فأحيانا تجده يروي، وأحيانا يقصّ، وأحيانا يحكي، وأحيانا يلجأ الى أسلوب التقرير الصحفيّ، لكن عنصر التشويق ظاهر في النص رغم مرارة المضمون.
وشارك في النقاش عدد من الحضور منهم: محمد موسى سويلم، ماجدة البطش، راتب حمد، حسين ياسين، سامي الجندي ونسب أديب حسين.