أمسية ثقافية بمناسبة ذكرى يوم الأرض في حيفا
تاريخ النشر: 03/04/17 | 7:38يوم الخميس الفائت التأم شمل لفيف من الأدباء والشعراء والأصدقاء والمبدعين من شتى أرجاء الوطن في أمسية ثقافية، إحياء لذكرى يوم الأرض الخالد في نادي حيفا الثقافي. فكانت أمسية جامعة من قراءات نثرية وشعرية وتحيات ومداخلات.افتتح الأمسية ورحب بالجمهور رئيس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة ثم قدم شكره للمشاركين المواظبين على حضور الأمسيات وللمجلس الملي الأرثوذكسي لدعمه لنشاطات النادي وتزويده بمعدات لتحسين ظروف الأمسيات.كما رحب بشكل خاص بوكيل وزارة الثقافة الفلسطينية الشاعر عبد الناصر صالح .تطرق بعدها لقول السياسي القومي السوري أنطون سعادة وما قاله قبله المحامي والاديب وديع البستاني وما نعاني منه اليوم كشعب فلسطيني مشتت وممزق لهو تراكم للكبوات والخيبات والفشل في إيجاد حل لقضيتنا العادلة ولا ارى في المنظور القريب حلا عادلا حيث ان ما يسمى “دولة فلسطين” لا تلبي الحد الادنى من حقوق وطموحات شعب.دعا بعدها المحامي حسن عبادي ليدير الأمسية بمهنية تامة وفي البدء ذكّر بأسماء شهداء يوم الارض – خير ياسين، خديجة شواهنة، رجا ابو ريا، خضر خلايلة، محسن طه ورأفت زهيري وقال : استشهدوا لنحيا …. فهم أحياء وأضاف بمقولة طلال سليمان “لا يتبخر الدم بل يغوص في الأرض، يصير شاهدًا على الجريمة” وتخلّلت عرافته قراءات من قصيدة الأرض لمحمود درويش وقصيدة الأرض لحنا أبو حنا.
دعا بعدها الفنانة سلوى نقارة لقراءة مقتطفات من “مذكرات محام فلسطيني” كتاب حنا نقارة، محامي الأرض والشعب.اعتلى المنصة بعدها الشاعر عبد الناصر صالح فعبر عن حبه لحيفا كجزء من فلسطين كما الخاصرة في الجسد. وأضاف أن الشعب الفلسطيني جسّد في هذا اليوم وحدة وطنية شامخة وسقط الشهداء دفاعا عن الأرض وأن هذا اليوم يشكل نقطة التفاف أساس في نضالنا الوطني وفيه نجدد العهد مع الأرض التي لا أرض لنا سواها، داعيا إلى الحفاظ على هويتنا. وعلى غرار ديكارت قال: لنا أرض ولنا تراث إذن نحن موجودون.تلاه د. جوني منصور بمداخلة تأريخية له مرفقة بعارضة محوسبة حول إصداره الجديد ” يوم الأرض – المسيرة التاريخية للشعب الفلسطيني في دفاعه عن أرضه ووطنه “.فجاء في مداخلته أن توثيق الحدث المفصلي الذي حصل عام 1976 ليس عابرا ولا طارئا إنما نتيجة فعلية لكل سياسة القمع والإقصاء. يوم الأرض بدأ منذ أن تأسست الحركة الصهيونية في مؤتمر بازل ومنذ تصريح بلفور الذي أخذ صفة وشرعية دولية ما يعني أنه واجب تنفيذه. فرسخت الحركة الصهيونية وجودها في فلسطين بسلب الأراضي وترحيل أهلها واقتلاعهم بارتكاب البشاعات. فخلال سنوات سيطرت على باقي أجزاء فلسطين واستوطنت الضفة وغزة والجولان. جاء مشروع 1976 بقرار تطوير الجليل الذي هو تهويد الجليل عمليا، وأسرلة الانسان العربي الذي بقي ضمن حدود الدولة. بموجب “أرض اكثر وعرب أقل” فكانت الخطة مصادرة الأراضي من منطقة سخنين ، دير حنا وعرابة. لكن مسألة الأرض كانت حاسمة، كان وعيا قوميا وطنيا فصدر قرار موحد بإعلان الإضراب وكانت النتيجة ستة شهداء وكان الحدث فعل بقاء لاستمراريتنا.وختم د. جوني أنه علينا مواصلة النضال للحفاظ على ما بقي من أرضنا وحتى استعادة ما سلب وأن ننقل صراعنا إلى المحافل الدولية ونكثف ونعمّق حوارنا مع المجتمع الإسرائيلي. (يشار إلى أنه قد رافقت مداخلته والأمسية عارضة مُحَوسبة شارك في أعدادها الفنانان ابراهيم حجازي وظافر شوربجي).
ومع الشعر كانت محطتنا الأولى مع الطالب مروان محمود سرية – أصغر أصدقاء النادي سنًّا ، وكما جاء في تقديم المحامي حسن عبادي له أننا لمسنا اعتدادَه بنفسه وجرأته في إلقائه للشعر في أمسيات أحمد دحبور وحنا أبو حنا ، ولديه شغف كبير للغة الضاد وأدبها ومثال يحتذى لليافعين من أبنائنا – حيث ألقى قصيدة (هنا باقون) للشاعر طيب الذكر توفيق زياد.كانت بعد ذلك كلمة للأستاذ عبد الخالق أسدي ممثلًا عن إبداع – رابطة الفنانين التشكيليين العرب- فعقب أنه عاش النكبة وعاد مهربا إلى الوطن إلى قريته دير الأسد وأشاد بدور النادي وريادته الثقافية.ثم عودة للشعر مع الشاعرة فردوس حبيب الله وقصيدة من مجموعتها الشعرية الأخيرة “وجع الماء” التي نظمتها في ذكرى يوم الأرض.أما المشاركة التالية فكانت للسيد توفيق كناعنة ابن عرابة البطّوف ومؤلف كتاب “ذكريات ختيار لم تمت أجياله” تحدث فيها شاهدا على الحدث، فاستهل كلامه مباركا اللقاءات الأدبية الثقافية الوطنية تلك ومقدما تحيته لرئيس النادي، المحامي فؤاد نقارة الذي فجر ينبوع الثقافة ذاك المنهل العذب الذي يروي النفوس الظمأى للعربية. تحدث بعدها عن أحداث يوم الأرض. مشيرا إلى أن وحدة جماهيرنا هي الأساس لبقائنا رغم محاولاتهم ضربنا وضرب وحدتنا. فدعا نهاية للنهوض بتلك الوحدة للحفاظ على بقائنا في وطننا الذي لا وطن لنا غيره.تلاه الشاعر د. فؤاد عزام بإلقاء قصيدة “أمنا الأرض” بهذه المناسبة.ثم الشاعر د. أسامة مصاروة وقصيدة “اتّحادنا بقاؤنا”.والشاعر عبد الناصر صالح بقصيدته “في البدء كان الحجر”…ليختم البرنامج بما بدأ، وقراءة ثانية للفنانة سلوى نقارة من كتاب عمها المحامي حنا نقارة.
رافق الأمسية عرض لوحات موضوعها الأرض للفنان محمود بدارنة – صاحب معرض “أم المعارض” وتلميذته الفنانة أسماء زبيدات وكذلك لوحات للطالب الموهوب توفيق عمرية.
وبتوقيع كتاب د.جوني وكتاب توفيق كناعنة والتقاط الصور كان الختام ونعود ونلتقي يوم الخميس 06.04.17 في أمسية ثقافية مع الشاعر والمربي د. نزيه قسيس، بمشاركة د. نبيه القاسم والشاعر جمال عبده وعرافة المحامي كميل مويس. يتخلل الأمسية فقرات فنية مع الفنانين نبيل عازر وهبة بطحيش.
خلود فوراني سرية