لقاء مع الإعلامي الكبير الأستاذ نايف خوري
تاريخ النشر: 01/03/14 | 7:00مقدِّمة : الأستاذ ُ والإعلامي المخضرم والمشهور " نايف فايز خوري " أصلهُ من عائلةٍ مُهَجَّرة من قرية " إقرث – الجليل – سكنت قرية " الرَّامة " الجليلية بعد عام 1948 . وُلِدَ نايف في قرية الرامه بتاريخ ( 1 – 1 – 1950 ) ، أنهى دراسته الإبتدائية والثانوية في قريةِ الرامه والجامعية في جامعة القدس حيث حصلَ على شهادة البكالوريوس( b.a ) في موضوع المسرح مع دراسة مواضيع أخرى : – فنون ولغة عربيَّة وأدب مقارن ( نقد ) ، وتابعَ دراسته للماجستير ( m.a ) وكان على وشك الإنهاء . وهو متزوجٌ ولهُ أربعة ُ أولاد ( 3 بنات وولد) وستة ُ أحفاد ( 6 ) . عملَ في الإذاعةِ أثناءَ دراستِهِ الجامعيَّةِ واستمَرَّ لفترة ما تقاربُ أل 35 وخرجَ للتقاعد مؤَخَّرًا ولا يزالُ يُمارسُ العملَ الصَّحافي والإعلامي والأدبي … ويُعتبرُ الإعلامي نايف خوري من أوائل الإعلاميِّين والمُذيعين المحلِّيِّين … وكانَ لنا معهُ هذا اللقاء الخاص والمطول .
سؤال 1) الأستاذ نايف خوري أشهرُ من نارعلى علم … كيف تقدِّمُ أنتَ نفسَكَ لجمهور القرَّاءِ … من هو نايف خوري ؟؟
– جواب 1 – من ناحيةِ وظيفةٍ وعمل مارستُ العملَ الإعلامي والكتابة َ والتأليف المسرحي … هنالك أناسٌ يُعَرِّفونَ أنفسَهم في مجالاتٍ أخرى غير مجال عملهم، ولكن أنا أقولُ : إنَّ الإنسان يُقيَّمُ ويُقاسُ من خلال عملهِ وعطائِهِ للمجتمع لأنَّ العطاءَ أعظمُ من الأخذِ وَمَن لا يُعطي يُعتبَرُ كالشَّجرةِ اليابسةِ التي لا تعطي ثمرًا . ولذلك أهتمُّ بتخصيص ِ أكبرَ وقت من النهار في سبيل العطاءِ وتقديم ما أستطيع للمجتمع . وما زلتُ أمارسُ الكتابة َ على أنواعِها ولي نشاطاتٌ إجتماعيَّة مختلفة … وعضوٌ فعَّالٌ في عدّةِ جمعيَّات ومُؤَسَّساتٍ فنيَّة وثقافيَّة وغيرها .
سؤال 2 ) لماذا اخترتَ موضوعَ المسرح والدراما لدراستِكَ الجامعيَّة قبلَ أكثر من أربعين سنة عندما كانَ هذا الموضوعُ شيئا مُستهجنا وغيرَ مألوفٍ وفرص العمل غير متوفرة لهُ ؟؟
– جواب 2 – كنتُ أوَّلَ عربيٍّ في البلاد ( إسرائيل) مع صديقي الأستاذ " راضي شحادة " اللَّذين تخَرَّجَا من الجامعة العبريَّة وحملنا اللقبَ الأوَّل ( b.a ) في المسرح ، واعتبرنا ذلك مغامرة ً لتلبيةِ احتياج ٍ داخلي كنا نشعرُ بهِ . وأنا شخصيًّا ابتليتُ بمرض "المسرح العضال " الذي لا يشفى منه من أصِيبَ بهِ … وقد أدَّيتُ أدوارًا نالت الإعجابَ والإستحسانَ على خشبةِ المسرح وشعرتُ بحاجةٍ مُلِحَّةٍ لكي لا أبقى مُجرَّدَ هاوٍ في المسرح واعتبرتُ أنَّ الدراسة َ هي التي تدعمُ الموهبة َ فاخترتُ الدراسة َ المسرحيَّة لأنِّي أعتقدُ أنَّ العملَ سَيُلبِّي كثيرًا من احتياجاتي النفسيَّة وَمُتطلَّبَاتي الذاتيَّة والأهداف الإجتماعيَّة … وغيرها من المجالاتِ الأخرى .
سؤال 3 ) هل عملتَ في مجال المسرح والتمثيل بعدَ تخرُّجكِ ؟؟
– جواب 3 – نعم أوَّلاً عملتُ بالمسرح كهاوٍ في قريةِ الرامةِ … وكنتُ من مُؤَسِّسِي الحركةِ المسرحيَّةِ هناك . وأثناء الدراسة الجامعيَّة بدأتُ أمارسُ الإخراجَ المسرحي في الرامةِ وغيرها …. وخاصَّة ً أنَّني تتلمذتُ في موضوع الإخراج المسرحي على يدِ الأستاذ الكبير " بنيامين تسيمح " وهو تلميذ " قسطنطين ستانسلافسكي" واضع أسس علم الإخراج الحديث في العالم ( وهو من أصل روسي ) . وبدأتُ بإخراج المسرحيَّاتِ وتحوَّلتُ من التمثيل إلى الإخراج في الرامةِ وفي عكا وحيفا واللد ويافا والقدس وأماكن اخرى … وبدأتُ بتدريس وتعليم موضوع المسرح في دار المعلِّمين العربيَّة في بيت بيرل – حيث كانت في "هدار عام" سنة 1976 لغايةِ عام 1980 . وبعدها انتقلتُ لمواصلةِ تدريس المسرح في دار المعلِّمين العربيَّة بحيفا لمدَّةِ 8 سنوات أخرى . وخلال ذلك كنتُ أكتبُ المشاهدَ المسرحيَّة التي تُمَثَّلُ في الأمسياتِ الفنيَّة ورأيتُ بأنَّ عملية التمثيل والإخراج تتطلبان ظهورًا أمام الجمهور، وبعد العروض ينتهي العملُ … ولديَّ رُؤيا بضرورةِ دوام الإنتاج وثبات العمل الإبداعي الفنِّي .. فرأيتُ أنَّ ذلك يتمُّ بالتأليفِ والكتابةِ والنشر، فالكتابُ يدومُ بين يديِّ القرَّاء وتتناولهُ الفرقُ الفنيَّة للتمثيل في البلاد والخارج . وصدرَ لي حتى اليوم 12 مؤلفا ( كتاب) تناولت الإستعراضَ والنقد المسرحي والنقد الفنِّي عامَّة ً والتقييم الأدبي، إضافة ً إلى مجموعاتٍ من المسرحيَّات الطويلة والقصيرة وذات المُمَثل الواحد ( مسرحيديَّات) وآخرها كان كتاب " تذكار" الذي هو سيرة ٌ ذاتيَّة كتبت بشكل ٍ وأسلوبٍ غير مألوف … وترجَمتُ أيضًا ستة ( 6 ) كتب من العبريَّةِ إلى العربيَّةِ في مجال الرواية، وأشهرها كتاب " المبحوح في دبيّ " .. يتحدَّث عن مقتل ممدوح المبحوح الفلسطيني الذي قتل في دبيّ.. وطيلة هذه المدة كنتُ أعملُ في الإذاعةِ أيضًا لكي أعتاشَ لأنَّ العملَ في المسرح لم يكن كافيًا في ذلك الحين للمعيشةِ .
سؤال 4 ) كيفَ وصلتَ إلى الإذاعةِ والإعلام ؟؟
– جواب 4 – خلال دراستي في دار المعلمين العربيَّةِ في حيفا كطالبٍ سمعتُ بأنَّ الإذاعة َ تبحثُ عن مذيعين فتقدَّمتُ للاختبار وتبيَّنَ أنَّ صوتي إذاعيٌّ فقبلوني فورًا للعمل في القدس وانتقلتُ للإقامةِ هناك . ومارستُ جميعَ أنواع العمل الإذاعي كمراسل ومذيع وَمُقدِّم ِ برامج ومعدّ ومحرِّر برامج … ولكن كنتُ أميلُ دائمًا لتقديم البرامج الإذاعيَّة الفنيَّة وذات الصبغة الثقافيَّة التي أحِبُّها والقريبة إلى قلبي وأتحاشى المواضيعَ السياسيَّة وغيرها من المجالاتِ … ولكن كانت طبيعة هذا العمل تُحَتِّمُ عليَّ اللقاء مع شخصيَّات فعَّالة في المجتمع وفي المجالاتِ السياسيَّةِ أيضًا… وزادَ اطلاعي ومعرفتي بالعديدِ من الوزراءِ والوزاراتِ … فكان هذا أداة ً لكي أعالجَ قضيَّة ً مهمَّة في حياتي وهي القضيَّة الأهمّ " قضيَّة إقرث "… وكان ذلك منذ مطلع العمل الإذاعي في سنواتِ السبعين . وكان لي دورٌ فعَّالٌ منذ ذلك الحين في طرح هذه القضيَّةِ ورفعها إلى مستوى الحكومةِ والوزراءِ.
سؤال 5 ) ما هي البرامجُ التي كنتَ تقدِّمُهَا في الإذاعةِ ( صوت إسرائيل بالعربيَّة ) ؟؟
– جواب 5 – قدَّمتُ عدَّة َ برامج إذاعيَّة انحصرت في المجال الثقافي … فكنتُ أقدِّمُ برنامج " أوراق ثقافيَّة " و " مجلَّة الأدب والفن " و " عالم الثقافة " و " دقائق اللغة " و " جلسة أنيسة " وبرنامجا إذاعيًّا علميًّا إسمهُ "معلم في الأستوديو" استمرَّ خمسة عشر عاما، وكنا نستضيفُ معلِّمين من المدارس الثانويَّة لكي يَرُدُّوا على أسئلةِ الطلاب التعليميَّة … وغيرها من البرامج . ولكن في عام 1984 كنتُ في زيارة لمخيَّماتِ اللاجئين في لبنان كصحفيٍّ وتأثَّرتُ جدًّا من الأوضاع المعيشيَّةِ التي يعاني منها سكانُ هذه المخيَّمات، وخاصَّة ً مخيَّم عين الحلوة… فأعددتُ برنامجًا خاصًّا عن حياةِ هؤلاء السكان وفزتُ بجائزةِ الإذاعةِ والتلفزيون لتلك السِّنة بسبب هذا البرنامج. وشكَّلت هذه البرامج منبرًا للجميع بغضِّ النظرعن انتماءاتِهم السياسيَّة والحزبيَّة… كما كانت هذه البرامج نافذة ً يطلَّ منها العالمُ العربي على أعمالنا وإبداعاتِنا الأدبيَّة والفنيَّة والفكريَّة ، وكانت تصلُ إليَّ ردودُ فعل إيجابيَّة جدًّا من جميع دول الشَّرق الأوسط دون استثناء… وحتى من شمال افريقيا . وكانت تصلني بعضُ الرسائل حتى من ليبيا أيضًا … عداعن دول الخليج والأردن . وكنتُ مرَّة ً في زيارةٍ لعمَّان، وبينما أنا في السوق أتحدَّثُ مع أحد التجَّار وإذ بهِ يعرفني من خلال صوتي، وَدَعَا جيرانه ومعارفهُ للإلتقاء بي … وكانَ لقاء حميمًا وشعرتُ بإغتباطٍ وفرح ٍ في نفسي .
سؤال 6 ) هل عملتَ سابقا في الصَّحافةِ المقروءَةِ ( صحف ومجلات) ؟؟
– جواب 6 – طبعًا مارستُ العملَ الصَّحفي بكافةِ أنواعِهِ: المسموع والمرئي والمقروء…إضافة ً إلى عملي الإذاعي كما ذكرتُ – ترأستُ تحريرَ بعض الصُّحفِ المحليَّة الأسبوعيَّة التي ظهرت واندثرت بعد عدَّة سنواتٍ بسبب الميزانيَّاتِ ، كجريدةِ " هذا الأسبوع " و " الأنوار " و " صوت الجليل" وغيرها ، إضافة ً إلى كتابةِ زوايا ومقالات فنيَّة وأدبيَّة في الصَّحافةِ المحليَّةِ منذ سنوات عدَّة… ولم أغفل عن العمل التلفزيوني أيضًا حيث قدَّمتُ برامجَ مسابقاتٍ ترفيهيَّةٍ وزوايا فنيَّة وأدبيَّة من خلال استعراضها في القنوات المختلفة والبرامج العربيَّة – منها ( قنال 1 أو 2 ) . ولا زلتُ أعملُ في تلفزيون نورسات اللبناني العالمي حيث أقدِّمُ في بثٍّ مباشر الصلوات والمناسبات الدينيَّة .
سؤال 7 ) أيُّهما أصعبُ العملُ في الإذاعةِ أم التلفزيون ؟؟
– جواب 7 – إنَّ العملَ التلفزيوني أصعبُ نظرًأ لمُتطلِّباتِ العمل والتقنياتِ الكبيرة … ولكن بالعمل الإذاعي ومع الممارسةِ أصبحَ سهلاً جدًّا فكنتُ مؤَسِّسًا لبعض ِ البرامج ، وأذكرُ في أحدِ الأيَّام كانَ زميلٌ لي أعَدَّ برنامجًا ليُقدِّمَهُ ببثٍّ مباشر ولكن تعذرَ عليهِ الوصول إلى الأستوديو نتيجة َ إصابتِهِ بحادثِ سير، فقبل خمس دقائق من البثِّ استدعوني وقدَّمتُ البرنامجَ نيابة ً عنهُ كما لو كانَ موجودًا .
سؤال 8 ) لا شك كانت لديك أخبار ومواضيع كنت سباقا فيها، كما أنك واجهت حالات ومواقف اتسمت بالطرائف في حياتكِ الإعلاميَّة ؟؟
– جواب 8 – أذكر من ضمن الأخبار التي نسميها بالسَبَق الصحفيّ أني كنتُ متواعدًا لإجراءِ مقابلةٍ مع الحاكم العسكري لمدينةِ صور أثناء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان – في بدايةِ الثمانينيَّات – ولكن هذه المقابلة لم تتم فاتفقنا على إتمامِهَا في الغد. وفي الصباح وبينما أنا مُتَّجهٌ إلى مدينةِ صور لمقابلةِ الرَّائد " سعيد شرف " من حرفيش سمعتُ وأنا على مشارفِ صور بأنَّ حادثٌا وقعَ في مبنى مقرِّ الحاكم العسكري وكانت تفصلني عنهُ خمسُ دقائق فقط …وعندما وصلتُ رأيتُ أنَّ الإنفجارَ قد دَمَّرَ المبنى بأسرهِ وقتلَ فيهِ المرحوم " سعيد شرف " فاضطررنا إلى بثِّ المقابلة غير التامَّة معهُ في الإذاعة . وحادثةٍ أخرى ومقابلة أخرى هامَّة ٌ أجريتها مع الشَّاعر المرحوم " جورج نجيب خليل " وكانت المقابلة معهُ للمرَّةِ الأخيرة والتي كانَت قبل يوم من إصابَته بغيبوبةٍ ثم فارقَ الحياة بعد عدَّةِ أيَّام . وهنالك الكثير من الطرائفِ والأشياء الغريبة التي واجهتها من خلال عملي الإذاعي والتي لا تحصَى . وهذا إضافة ً إلى مقابلاتٍ اجريتها مع رؤساءِ دول ومع زعماءٍ ووزراءٍ وشخصيَّاتٍ رسميَّةٍ في شتى المجالاتِ ، مثل : أنور السادات ، الملك حسين ، عمرو موسى ، بطرس غالي ومحمد بسيوني … وغيرهم …. ورؤساء الحكومات والوزراء في دولةِ إسرائيل .
سؤال 9 ) لماذا لم تتابعْ عملكَ في مجال المسرح والتمثيل !! ؟.؟
– جواب 9 – رُبَّمَا يمكنَ توجيه سؤالكَ إلى المنتجين والمسارح التي تختارُ المُمَثِّلين والمُخرجين للأعمالِ المسرحيَّة. وأقولُ بصدق: لم يُعرَض عليّ في الآونة الأخيرة أيّ مسرحيَّةٍ كي أمَثِّلَ فيها أيَّ دورٍ، بل مثلت في فترة الشباب وأثناء التعليم الجامعي وأخرجتُ بعضَ المسرحيَّات… ولكن استعضتُ عن الإخراج والتمثيل بالكتابةِ المسرحيَّةِ والنقد الفنِّي، إضافة ً إلى عملي الإعلامي، فكأنِّي أضعُ نفسي مكان هذا المخرج أو المُمَثِّل وأكتب عمَّا أراهُ وأحِسُّهُ .
سؤال 10) رأيُكَ في مستوى المسرح والتمثيل في البلاد- للوسطين العربي واليهودي – ومقارنة ً مع الفنِّ والتمثيل في الدول العربيَّةِ ؟؟
– جواب 10 – رَدًّا هذا السؤال نحتاجُ إلى محاضرةٍ .. لا بل إلى بحثٍ طويل ٍ، ولكن بإيجاز ٍ أقول: إنَّ مستوى العمل الفنِّي المسرحي العربي الفلسطيني في الداخل ( إسرائيل) يرقَى إلى درجة مرموقةٍ، ولدينا من الفنانين الذين قطعوا شوطا طويلا وأثبتوا انفسَهم بجدارةٍ واستحقاق على خشبةِ المسرح المحلِّي – العربي والعبري والعالمي . ولكن لا يخفى على أحدٍ بأنَّ العملَ في المسرح العبري يجذبُ الفنانين العربَ لأنَّهُ تتوفَّرُ فيهِ الإمكانيَّاتُ والظروف أكثر بكثير مِمَّا عليه الحال في المسرح العربي، ولكن بإلقاءِ نظرةٍ على ما يجري في مسرحنا العربي نرى بأن المسرحَ متأثرٌ جدًّا بالميزانيَّاتِ التي يتلقاها، فإذا توفرت الميزانيَّاتُ يرتفعُ المستوى وتظهرُ الإمكانيَّاتُ والاعمالُ الفنيَّة – وإذا تقلَّصت الميزانيَّات نرى هذا الإنعكاس على المستوى الفنِّي . وألاحِظ ُ من خلال عملي في لجنتين لمراقبةِ المسرحيَّاتِ في قسم الفنون الشَّعبيَّة والسَّلَّةِ الثقافيَّةِ حيث تتلقى المسارحُ دعمًا من هذين القسمين … أما المسرح ُ في العالم العربي فيعتمدُ كثيرًا على الشكل أكثر من المضمون، بينما المسرح الشمال إفريقي، وخاصَّة ً التونسي فيُعالجُ قضايا وأفكارًا ومواضيع ذات اهتمام إنساني أكثر من الصّبغة الشكليَّة التي يعتمدُ عليها المسرحُ المصري. بينما المسرح الأردني لم تُحَدَّد أهدافهُ وملامحُهُ بعد، وهذا يجعلُ الفنانين الأردنيِّين يبذلونَ جهدًا أكبر لكسب مكانةٍ مرموقةٍ على صعيدِ المسرح العربي، وأما المسرح السوري فقد أثبتَ نفسَهُ من قبل ونعلم كلُّنا عن الأعمال الجميلةِ والمُمَيَّزةِ للمُمَثِّلين السُّوريِّين، وخاصَّة ً مسرحيَّة "ضيعة تشرين" التي أعتبرَت نقطة ً تحَوُّل ٍ في المسرح ِالعربي كله، وهي معلمٌ مسرحيٍّ دائم ٍ بالرُّغم ِ من إنقضاءِ فترةِ عرضِها. وأمَّا المسرح اللبناني فهو ما بين مَدٍّ وجزر ٍ في المستويات ، وخاصَّة ً تلكَ المسرحيَّات الرَّحبانيَّة التي اهتمَّ القائمونَ عليها بإبرازها كعمل ٍ قد يفوق مستويات المسارح الأخرى. مع العلم بأنَّ المسرحَ العربي الحديث تأسَّسَ في لبنان على يد " ماون النقاش " عام 1842 الذي مثلت فيهِ مسرحيَّة البخيل لمولييرعام 1847 .
سؤال 11 ) بماذا تنصحُ الإعلاميِّين والمُذيعين الجُدُد حديثي العهد في المجال الإعلامي ؟؟
– جواب 11 – العمل الصحفي في الداخل ( إسرائيل ) سَبَّبَ إشكاليَّة ً مهنيَّة لكثير من الأشخاص – فمَن هو الصَّحفي !! ؟؟ – أهو الذي يعملُ في صحيفةٍ ما أم الذي درسَ الصَّحافة؟َ أم الذي مارسَها فترة ً وتركها… وغيرها من التساؤلات. ولكن الواقع يقول ويدُلُّنا على أنَّ كلَّ من يشاءُ أن يُصبحَ صحفيًّا يمكنهُ التوجُّهَ إلى رئيس تحرير أيَّةِ صحيفةٍ كانت ويطلبُ إذنهُ بالعمل، وبمجرَّدِ موافقةِ رئيس التحرير على عمل هذا الإنسان أو الموظف في صحيفتِهِ يُصبحُ صحفيًّا بقدرةِ قادر ٍ.. فنصيحتي للعاملين اليوم وللذين يرغبونَ بالعمل الصَّحفي دراسة َالموضوع أكاديميًّا ومهنيًّا وليعملوا على رفع المستوى بالمضمون والشَّكل، وخاصَّة ً تلافي الأخطاء اللغويَّة الشَّائعة والعديدة في الصَّحافةِ.
سؤال 13) حَدِّثنا عن المجلة الدينية (الرَّابطة الجديدة)- أهدافها ومواضيعها ومن كان المبادر إلى تأسيسها.. وما هو دورُكَ وموقعُكَ فيها ؟؟
– جواب 13 – هي لسانُ حال أبرشيَّةِ الروم الكاثوليك في البلاد وتعالجُ قضايا الأبرشيَّة وغير الأبرشيَّة، مثل:المجتمع والكنائس وتتضمَّنُ مواضيع تثقيفيَّة، أدبيَّة واجتماعيَّة وعلميَّة، يُحرِّرها الأستاذ "سهيل عطا الله " ومجموعة ٌ من الكتاب في مجال اللاهوتِ والأدبِ والدين والمجتمع… وتصدرُ المجلة كلَّ ثلاثةِ أشهر ( فصليَّة ) وتوزَّعُ في الكنائس مجانا. وأنا عضوٌ في هيئةِ تحريرها.
سؤال 14 ) أنتَ وبعدَ خروجكَ للتقاعد ما زلتَ نشيطا وقادرًا على العطاء والعمل المتواصل إعلاميًّا وأدبيًّا – ( كما كنتَ قبل سنوات عندما كنتَ تعمل في الإذاعة بشكل يومي ). لماذا لا تعمل الآن في محطَّاتٍ إذاعيَّةٍ وتلفزيونيَّةٍ محليَّة وخارجية، وخاصَّة أنَّكَ إعلاميٌّ كبيرٌ ومُخضرم يُشَارُ له بالبنان – أشهر من نار على علم – ولك شهرة محليَّة وعربيَّة وربَّمَا عالميَّة، وبالتأكيد جميع وسائل الإعلام ( المرئيَّة والمقروءة والمسموعة ) سترحِّبُ بكَ وتفتحُ أبوابَها لكَ على مصاريعها. وأنت تستطيعُ أن تقدِّمُ الكثير الكثير للمجتمع والناس وكلَّ ما هو جديد ورائع وَمُمَيَّز من برامج وتقارير وإنجازاتٍ صحفيَّة.
– جواب 14 – أنا على صعيدِ الصَّحافةِ المكتوبةِ أساهِمُ في تحرير مجلَّة الرَّابطة الجديدة وصحيفة " حيفا " الأسبوعيَّة ، وأمَّا في الصَّحافةِ المرئيَّة فأقدِّمُ القدَاديس والمناسبات من كنيسة الجليل للأرض المقدَّسةِ في تلفزيون " نورسات " العالمي . وفي الصَّحافةِ المسموعةِ لازلتُ أقدِّمُ وأذيعُ البرامجَ الدينيَّة المسيحيَّة كالصَّلواتِ والقداديس في المناسباتِ الدينيَّة والأعيادِ الكبيرةِ … وطبعا الكتابة ُالإبداعيَّة تشغلُني معظمَ ساعاتِ النهار… وأمارسُ أيضًا الترجمة َ العبريَّة للعربيَّةِ … وغيرها من النشاطاتِ الاجتماعيَّة في حيفا وخارجها .
سؤال 15) هل تشعرُ أنَّكَ حقَّقتَ وأنجزتَ كلَّ الأشياءِ والأمور التي تريدُ إنجازَها في حياتِكَ. أم أنَّ هنالكَ الكثير من الأحلام والطموحاتِ لم تتحقَّق بعد؟؟
جواب 15 – هنالكَ الكثيرُ من الطموحاتِ التي لم أنجزها بعد، ومنها تلك التي شعرتُ بفشل حيالها، وأهمُّها: قضيَّة " إقرث " فقد كنَّا على وشكِ الاتفاق مع الحكومة لحلِّ القضيَّةِ والعودة إلى قريةِ " إقرث" ، ولكن مقتل السيِّد " رابين " عام 1095 قطعَ هذا الأمل بالعودة .
سؤال 16 ) طموحاتُكَ ومشارسعُكَ للمستقبل ؟؟
جواب 16 – كانَ لي الحظ ُّ بالمبادرةِ لسنِّ قانون في البرلمان (الكنيست ) لتأسيس مجمع اللغة العربيَّة … ومن جهةٍ ثانيةٍ سأواصِلُ العملَ في قضيَّةِ " إقرث " التي تشغلني ليلَ نهار حتَّى نتوصَّلَ إلى الحَلِّ المنشود… كما سأتابعُ الكتابة َ في مجالي المُحَبَّب – المسرح والنقد – … ولدَيَّ مشاريع أخرى آملُ أن أستطيعَ تحقيقهَا في المستقبل .
سؤال 17 ) أسئلة ٌ شخصيَّة ٌ ؟؟
– البرج : الجدي بالرُغم من كوني لا أعترفُ بالأبراج والنجوم .
– الأكلة المفضَّلة : أي طعام فيه بندورة .
– الشَّرابُ المفضَّل : الماء .
– اللونُ المفضَّل : اللون الأبيض .
– اليوم المفضَّل : الأحد .
سؤال 18 ) كلمة ٌ أخيرة ٌ تُحِبُّ أن تقولهَا في نهايةِ اللقاء ؟؟
– جواب 18 – يحزُّ في نفسي ما نراهُ في البلدان العربيَّةِ من قتل ٍ وتقتيل … وهذا الذي يُسَمُّونهُ الرَّبيعَ العربي أثبتَ أنَّهُ خريفٌ موحشٌ وكئيب . وشخصيًّا أنا سأواصِلُ عملي في المجَالين اللذين أمارسهما: المسرح والصَّحافة، وبما أنّهُ صَدرَ لي كتابٌ جديدٌ فسأتبعهُ بكتاب آخر أقوم بإعدادِهِ … ومن الضّروري جدًّا ألا يتبع الشباب الخطى السَّلبيَّة التي كانت للسَّابقين ، بل يفتحوا عوالمهم الجديدة ذات الآفاق التي لا تنتهي. وكلمة ٌ أخيرة: أشكركم على هذا اللقاء .
شو قصدو بكلمة هدا الي بسمو ربيع عربي قصدو انو العرب والشعوب تبقى للابد تحت حكم الطغاه ليش في ناس مش قادري تستوعب انو الظلم والحكم الدكتاتوري لا يختلف عن الاحتلال الاجنبي في شئ اصلا هؤلاء الحكام من بشار وعبد الله وحسني والقذافي والسيسي كلهم وغيرهم مندوبين عن الاستعمار من واجب الشعوب المقهوره ان تثور على الطغاه شرعا وقانونا ومن ناحيه انسانيه وليس معنى ان يقوم المتحكمون فينا بقتلنا لمنعنا من اخذ حريتنا ان نبقى صامتين للاسف اغلب مثقفينا غاجزين عن ان يفهموا تتطور الامور الطبيعي في هذه الثورات المباركه في نفس الوقت الذي هم انفسهم يعلمون جيدا خقيقة حكامنا وانهم عملاء للغرب كلهم بلا استثناء والا لما جلسوا على كراسيهم