لا صوت يعلو على صوت محاربة “الإرهاب” وكذب الإعلام العربي
تاريخ النشر: 11/04/17 | 0:20صار الامر عاديا وروتينيا ان نسمع ونشاهد في نشرات الاخبار يوميا مقتل وجرح المئات من العرب في العراق وسوريا واليمن وليبيا وعلى طول وعرض العالم العربي وصار الامر عادي ومهين ان نرى مجلس الامن يقف دقيقة حداد على ارواح بضعة اشخاص قتلوا في لندن فيما يتناسى بالكامل المئات اللذين سقطوا في المجزرة التي ارتكبتها الطائرات الامريكيه في الموصل وهذه الاخيره ارتكبها الامريكان بناء على طلب عراقي بهذا الخصوص وهذا ما يعني ان الطيار الامريكي لا يهمه بتاتا مكان القصف وحياة الناس اذا تم الطلب منه رسميا بتسوية هذا الحي او ذاك بالارض فوق رؤوس قاطنيه ودفنهم احياءا اطفالا ونساءا وشيوخا بحجة وجود بضعة مقاتلين من تنظيم” داعش” في المكان وبالتالي لاحظوا معنا هذا الاجرام المركب والحاقد اللذي يبرر تدمير احياء كامله في الموصل وقتل سكانها من اجل قتل وتحييد بضعة “ارهابيين” مفترضين ,وعندما نقول مفترضين فنحن نعني ان ما من احد حاول اويحاول امتهان النزاهه الاخلاقيه والانسانيه ليقول ان جل قتلى مجازر الموصل من المدنيين ومن بينهم الكثيرون من الاطفال والنساء وهؤلاء هم ضحايا نظام امريكي فاشي يتحالف مع انظمة حكم “عربيه” فاشيه وساديه تتستر على المذابح وتترك جثث الضحايا تتعفن تحت الانقاظ في محاوله منها لاخفاء معالم الجرائم البشعه التي تُرتكب بحق السكان الامنين لابل انها تًحمل “داعش” المسؤوليه عن مذابح ترتكبها طائرات ومدفعية التحالف الغربي والعربي الرجعي في البؤر الملتهبه في العالم العربي.. لو حدث امر قصف المدنيين بالاسلحه الكيماويه والعنقوديه في بلد غير عربي لقامت الدنيا ولم تقعد لكن اذا تعلق الامر بالعرب والدول العربيه فهذا الامر سيمُر مر الكرام دون اتخاذ اي قرار دولي والحديث هنا لا يدور فقط عن قصف النظام السوري المدنيين في ادلب بالسلاح الكيماوي لابل الحديث يدور ايضا عن قصف قوات الاحتلال الاسرائيلي قطاع غزه بالاسلحه الكيماويه عام 2008 و 2014 وقصف القوات الجويه السعوديه الشعب اليمني بالقنابل العنقوديه ناهيك عن القصف الامريكي للشعب العراقي والسوري بقنابل اليورانيوم التي تؤدي الى تلويث الارض والمياه باليورانيوم المشع لالاف السنين…جرائم الارهاب الدولي.. النفط اغلى بكثير من الدم العربي؟؟؟
لم نفهم ولن نُفهَم خطأا بان الانظمه والغرب يحاربون ما يسمونه ب”ارهاب” داعش لكن الحقيقه تبدو امر وواقع اخر غير محاربة داعش وهي انهم يحاربون الشعوب العربيه ويبيدون المدن والمناطق العربيه ويهدمونها بالكامل على راس قاطنيها والموصل لحقت بتكريت والفلوجه والانبار وحلب وحمص في سوريا وسرت في ليبيا وتعز وصنعاء في اليمن ورفح في مصر والقائمه ستطول اذا عدنا الى التاريخ واوجزنا موجز القتل والدمار الشامل الذي لحق ويلحق بالوطن العربي منذ عقود من الزمن… انهُم يدمرون العالم العربي ويُغيروه قسريا جغرافيا وديموغرافيا عبر الدمار والقتل والتهجير القسري الذي طال ملايين العرب في العراق وسوريا واليمن وليبيا وقبل هذا وذاك كان تهجير وتشريد الشعب الفلسطيني واحتلال ارضه ووطنه المثال الابشع لسياسة الغرب الامبريالي الذي ما زال يدعم وجود الكيان الصهيوني على حساب هضم حقوق الشعب الفلسطيني… الباحث عن الاخلاق في السياسه الغربية الامبريالية حاله كحال الباحث عن ابرة في جبل من القش والحقيقه الصادمه ان الغرب بكل دولة ومؤسساته لا يهمه موت مليون او مليوني عربي والمهم هو فقط سلامة وامن مواطني الكيان الغاصب في فلسطين ومواطني اوروبا, والغرب هذا ايضا لا تهمه الديموقراطيه ولا حقوق الانسان في العالم العربي وهَمه ينصب على مصالحه ورفاهية عيش سكان الغرب ولذلك لا مانع من التحالف مع الانظمه الدكتاتوريه والفاشيه العربيه حتى لو قتلت الشعوب العربيه وشردتهم من اوطانهم….المهم الحفاظ على رفاهية وديموقراطية الغرب وكراسي الانظمه المتحالفه معه!!
لقد نجح الغرب والثورات العربيه المضاده بحرف الاتجاه عن مطالب الشعوب العربيه بالتحرر والانعتاق من الاحتلال والدكتاتوريه وتحويل الامر الى محاربة “الارهاب” وكأن هذا الارهاب ليست من صناعة الغرب وجورج بوش وتوني بلير ونتانياهو والنظام السعودي والكيان الغاصب ومعه الدكتاتوريه والفاشيه العربيه اللذي يعيد دونالد ترامب تكييفها وتوظيفها من اجل مأربه ومأرب الغرب والكيان الغاصب والمفارقه ان هذا الكيان يصطف اليوم داخل الحلف العربي الامريكي اللذي يُحارب “الارهاب” وهو في الاصل مصدر كل الارهاب في المشرق العربي.. الاعلام العربي ومعه الغربي قام بتغييب الكيان عن اسباب ” الارهاب” وجعله محصورا في “داعش” والحركات الجهاديه الاسلاميه لابل ان ان هذا الاعلام وخاصة الفضائي الخليجي يقوم بشرعنة عربدة الكيان واستمرار استيطانه وتهويده للقدس وكامل فلسطين.. يريدون اقناع الشعب الفلسطيني بان سبب مأساته ” الارهاب” وليس الاحتلال الاسرائيلي ونظام محمود عباس,يريدون اقناع الشعب المصري ان جوعه وفقره سببه “الارهاب” وليست نظام السيسي الانقلابي,يريدون اقناع الشعب الاردني ان فقره وعوزه يعود الى سبب ” الارهاب” وليس لنظام الحكم المتحالف مع الغرب,يريدون اقناع شعب الجزيره العربيه بانهم “سعوديون” يحاربون ” الارهاب” حفاظا على نظام حكم ملكهم “الديموقراطي” الذي يقطع رؤوس الناس في الساحات العامه وهو النظام الذي دعم احتلال العراق وصناعة”الارهاب” في هذا البلد العربي ويزعم بمحاربته في اليمن عبر تدميره وتجويع شعبه وكان له ايضا دور كبير في تدمير سوريا ارضا وشعبا,,يريدون اقناع الناس في ممالك وامارات الخليج العربي ان حكامهم يحاربون ” الارهاب” فيما هؤلاء يحاربون كمرتزقه تدافع عن مصالح الغرب الذي يحمي كراسيهم وانظمة حكمهم, الغرب يريد اعادة تكييف النظام السوري واعتباره نظام يحارب” الارهاب” وهو النظام الذي لم يساهم في تدمير سوريا وتشريد شعبها فحسب لابل ساهم في تقسيمها واحتلالها وهاهي امريكا وروسيا ومعهما ايران والميليشيات يشيدون القواعد والمطارات العسكريه دون اذن من النظام ولا اذن من ما يسمى بالمعارضه السوريه المتحالفه مع الغرب والرجعيه العربيه,, بالمجمل يريد الغرب وحلفاءه تحطيب وتحنيط العقل العربي ومحاصرته داخل قمقم زجاجة ” الارهاب” بكونها سر مأساة العرب وتقف وراء احتلال فلسطين عام 1948 واحتلال العراق عام 2003…بالمقلوب : كذب غربي وعربي رجعي وصانعوا بعبع الارهاب هم من يحاربوه اليوم شكليا لكنهم في الحقيقه يحاربون تطلعات الشعوب العربيه في الحريه والانعتاق من الاستكبار الداخلي والخارجي..الاستكبار الداخلي يتمثل بالانظمه العربيه الرجعيه الحاكمه المدعومه من قبل الاستكبار الخارجي الغربي وعلى راسه الامبرياليه الامريكيه..!
اسمع كلامك يعجبني واشوف افعالك وكذبك اتعجب وهذا ما ينطبق على النظام السعودي الذي يزعم انه يحارب النفوذ الايراني في المنطقه العربي فيما الحقيقه هي ان نظام ال سعود المتحالف مع امريكا هو من سلم رسن العراق لايران وهو نفسه الذي ساهم بحرف بوصلة الاولويات العربية من الكيان الاسرائيلي واحتلال فلسطين الى الخطر الايراني استجابة لمطلب امريكي واسرائيلي ضمن نظرية “استعداء” ايران والتقارب مع الكيان الغاصب والاعتراف يوجوده ضمن المبادره السعوديه ” العربيه”2002 التي تنازلت عن ثلثي جغرافيا فلسطين ليكون دوله يهوديه صهيونيه معترف بها عالميا واقليميا في حين ما زالت فلسطين كل فلسطين محتله واكثرية شعبها لاجئين لم تحفظ لهم المبادره السعوديه حتى حق العوده المكفول بقرار اممي ودولي؟….ايران دخلت من باب فلسطين والمقاومه الذي خذلها العرب وعلى راسهم النظامين السعودي والمصري وحتى لا تُفهم الامور هنا غلطا نقول اننا ضد اي تدخل واحتلال اجنبي للوطن العربي بما فيه التدخل الايراني, لكن ما قامت به الجامعه العربيه المزعومه هو انها دعمت الاحتلال والتدخل الامريكي في العالم العربي وشيطنة التدخل الايراني لانه لا يتفق مع التوجهات الامريكيه والسعودية والصهيونيه في المنطقه العربية…جامعة ابوالغيط والنظام السعودي ومشتقاته يقولون احتلال العالم من قبل امريكا والكيان حلال فيما التدخل الايراني حرام!…ماهذا المنطق؟..
…الارض العربيه سايبه ومستباحه ولا يوجد من يدافع عنها وفلسطين ما زالت مُحتله منذ سبعة عقود والدمار يلحق بالعالم العربي اكثر واكثر والذي جرى ان ال السعود والانظمه العربيه حرفوا البوصله وشعارات تحرير فلسطين وقلبوا كل المفاهيم لتصبح القضيه قضية محاربة “الارهاب” والنفوذ الايراني وهذا المطلب هو مطلب امريكي صهيوني…النكران عيب وحبل الكذب قصير والصواريخ الايرانيه وصلت قطاع غزه والمقاومه الفلسطينيه قبل ان تصلها صواريخ “التاو والستينغر” السعوديه والقطريه وهي لم تصل ولن تصل الى قطاع غزه لابل ستذهب فقط للموالين للنظام السعودي وامريكا في سوريا وغيرها من دول عربيه منكوبه…لماذا يدمر النظام السعودي اليمن الدوله العربيه ويُجوع شعبها بحجة محاربة ” النفوذ” الايراني؟..فل يذهب ويحارب ايران مباشرة بدلا من تدمير اليمن؟..تبدو مفارقه لكن هذا هو بالضبط الدور السعودي الذي يحرض امريكا في هذه الاوان على تدمير ايران كما حرضها على تدمير العراق واحتلاله عام 2003…صواريخ العراق صدام حسين وصواريخ ايران التي وصلت تل ابيب هي السبب في تدمير العراق كقوه عربيه اقليميه والان مطلب تدمير ايران كقوه اقليميه ايضا لنفس السبب؟؟؟؟..لا تصدقوا إعلام فضائيات السلاطين والنفط…هؤلاء صهاينه وكهنه اكثر من الصهاينه انفسهم..ايران ببساطه دخلت العراق العربي القوي بعد ان تأمرت عليه السعوديه واحتلته امريكا..!
من يريد محاربة ” الارهاب” فعليه ان يعترف اولا ان الشعب الفلسطيني هو ضحية الارهاب الصهيوني والغربي ووعد بلفور وان يعترف ايضا ان الشعوب العربيه ضحية ارهاب انظمة دكتاتوريه همجية مدعومه من قبل امريكا قامت وتقوم بتدمير حاضر ومستقبل الاجيال العربيه الراهنه والغابره.. هذا الارهاب هو الاخطر.. ارهاب الانظمه, وهو الحاضنه الرئيسيه ل”داعش” حيث يدمرون العالم العربي في الوقت الراهن من اجل “محاربتها”…يدمرون مدينه مليونيه بحجم الموصل من اجل قتل بضعة الاف من مقاتلي ” داعش”.. يدمرون اليمن ارضا وشعبا من اجل محاربة داعش والقاعده و”الحوثيون”…مصر الدوله العربيه الكبرى حَولها السيسي الى خرذه تتسول على ابواب واشنطن وامريكا..ثوار 25 يناير 2011 في السجون وحسني مبارك طليق حر..نظام وانظمة ارهابية تحارب الارهاب…مش معقول هذا الكذب والتجهيل والتضليل..؟
ليس هذا فقط قامت الانظمه العربيه ووسائل اعلامها بضربه قاضيه للعقل العربي حين قامت بتحويل ما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي الى مكان “تنفيس” تستعمل فيه طخ ” الهاشتاقات” والادانات وهذه الخطوه مدروسه سياسيا ونفسيا وهي الوجه الاخر لما يسمى بالجامعه العربيه وبيانات التنديد الجوفاء..”هاشتاقات” وبيانات الحكام والشعوب وجهان لعمله واحده وهي فرض الخنوع والاستسلام والاكتفاء بهاشتاقات تنفيسيه في عالم افتراضي وبيانات الغيببوبه العربيه مع الاخذ بالحسبان هاشتاقات المخابرات الغربيه والعربيه وزبونها من جيش “الهشتاقيون” الداعمه للانظمه العربيه وخاصة الخليحيه منها…كان عندنا بيانات والان عندنا بيانات وهشتاقات الى ابد الابدين..حاضرين غائبين…ضايعين بين ارهاب امريكا والانظمه من جهه وارهاب “داعش” و” القاعده” من جهه ثانيه ..بين شطري رحى عرب لورانس ومرتزقة امريكا من جهه وداعش والقاعده من جهه ثانيه يُطحَن العالم العربي..عاشت هاشتاقات وبيانات العرب شعوبا وحكاما ومات العرب افرادا وجماعات وهجَروا بلادهم بالملايين.. هَشتق يا مهشتق وما عليك وبعدها روح نام والصبح بتصحى على مجزره وعلى هدم الاقصى وخُذلك بيانات وهشتاقات تنديد عربي.. هاشتاقات وبيانات:لا صوت يعلوعلى صوت محاربة ” الارهاب” وكذب الاعلام العربي والغربي…الارهاب سيُهزم وينتهي في العالم العربي في لحظة هزيمة الانظمه العربيه وعلى راسها النظام السعودي وبعدها ستهزم الشعوب العربيه داعش وايران والكيان وكل من يعتدي عليها وعلى اوطانها…. داعش توأمة النظام السعودي والانظمه العربيه والامبرياليه؟!!
كلمه اخيره للتاريخ وهي : ان الفشل الذريع الذي لحق بالثوره الشعبيه السوريه سببه الميليشيات والقوى المنطويه تحت العبايه الامريكيه والسعوديه والتركيه والميليشيات المنطويه تحت العبايه الايرانيه والروسيه.. الشعب السوري وكامل سوريا راحَا ضحية برنامجين مختلقين ومتضادين وهما ان الشعب السوري طالب بحقوقة وثار من اجلها على النظام فيما كان البرنامج الامريكي والسعودي يتضمن محاربة” الارهاب” والنفوذ ” الايراني” عبر اجهاظ الثوره السوريه وتخريبها وتحويلها الى حرب اهليه.. حاربوا داعش كما شئتم لكن الواضح ان الهدف كان تدمير سوريا والعراق وهذا هو الحاصل… والمفارقه ان امريكا تتحدث عن حرب ستستمر على الاقل عشرة سنوات على داعش فيما صحيفة واشنطن تايمز تتحدث عن ان “القاعدة” تتوسع وتعقّد مهمة ترامب في محاربة الإرهاب”… لكم الله ياعرب… والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اينما كنتم وتواجدتم…هاشتاق..لكم
د. شكري الهزَيل