إستياء عارم بين مسجّلين للعمرة بعد تأخر رحلاتهم عن موعدها

تاريخ النشر: 05/04/17 | 17:42

أعرب مواطنون من الداخل الفلسطيني، تسجلوا لأداء عمرة الربيع لشهر 4 من فئة “بر – 3 نجوم” عن استيائهم العارم بعد تأخر رحلتهم التي كان من المقرر أن تنطلق في تاريخ 3/4/2017، وألقوا باللائمة على أداء السلطات الأردنية والسعودية واستهتارها الدائم في متابعة اجراءات سفر معتمري الـ 48، حيث تعود الكثير من المشاكل المرتبطة بشؤون الحج والعمرة على نفسها في كثير من مواسم الحج أو العمرة.
وقال عدد من المواطنين كان يفترض ان تنطلق حافلاتهم الاثنين الفائت، لـ “ديلي 48” إنهم يفكرون في الغاء سفرهم، وخاصة اولئك الذين يعملون في سلك التربية والتعليم، بسبب المصير المجهول الذي يكتنف رحلاتهم ومواعيد عودتهم إلى البلاد، لأنهم رتبوا مواعديهم لأداء العمرة بحسب ظروف عملهم، حيث لا يسمح لهم وفق أنظمة وزرارة التربية والتعليم البقاء خارج البلاد خلال الدوام المدرسي.
إلى ذلك طالب هؤلاء لجنة التنسيق لشؤون الحج والعمرة لعرب الداخل، بمراجعة أدائها ووصفه البعض بالأداء الفاشل من حيث عدم قدرة اللجنة في كثير من المواسم على إلزام السلطات والجهات الأردنية ذات الصلة، التعاطي بالاحترام المطلوب والجدية مع شؤون الحج والعمرة لعرب الداخل الفلسطيني.
من جانبها قالت مصادر لجنة التنسيق لشؤون الحج والعمرة لـ “ديلي 48” إن تأخر الرحلات عن موعدها مرده إلى تأخر إصدار تأشيرات الموافقة على الحافلات من قبل السعودية بسبب اغلاق مكاتب الاجراءات والجوازات في السعودية لعدة أيام بعد تعرض منظومتها على الإنترنت للقرصنة، ما أدى إلى تعطيل إصدار التأشيرات للكثير من المعتمرين في العديد من الدول العربية والإسلامية.
وأشار السيد زياد خيري، أحد المسؤولين في لجنة التنسيق لشؤون الحج والعمرة، بحديث إلى “ديلي 48” أنه يتفهم الضغط الذي يعيشه المعتمرين وخاصة الذين يعملون في سلك التربية والتعليم، مؤكدا أنه في حال انطلاق الرحلة المتأخرة يوم غد الخميس، سيسمح ذلك للمعلمين بالعودة قبل بدء الدوام الدراسي وذلك بتاريخ 18/4/2017، وأضاف: “سنجتمع اليوم بالإداريين والمسؤولين عن الحافلات ونبحث المستجدات، وبالتشاور معهم سنضع تصورا حول ماذا يمكن أن نفعل”.
وأكد خيري أنه في حال عدم انطلاق الحافلات التي كانت مقررة ليوم 3 الشهر، غدا الخميس، يمكن أن يتم الغاء الرحلة، منوها إلى أنه سيتم تعويض المعتمرين عن الأيام التي خسروها أو سيتم إرجاع تكاليف الرحلة في حال الإلغاء.
ويعتقد خيري أن الحل الأفضل لتلافي مثل هذه المشاكل في المستقبل، هو تقليص عدد الحافلات والمعتمرين خلال عطلة الربيع، إلى الحد الأدنى، لأن التأخير في إصدار التأشيرات يرتبط أيضا في أعداد الحافلات.
وقال إن عدد الحافلات التابعة لفئة 3 نجوم بر، هو 104 حافلات، منها 52 حافلة كان يجب ان تنطلق إلى الديار الحجازية في 3 الشهر الجاري، و52 حافلة أخرى ينتظر ان تنطلق غدا الخميس، ولا يزال مصيرها مجهولا حتى اللحظة (التصريح يوم الأربعاء).

يجب وضع حد لهذا العبث بأعصابنا!!
يعتقد الكثير من المسجّلين لأداء العمرة، أن كل المشاكل التي يتحدث عنها مسؤولو لجنة التنسيق لا تعنيهم إطلاقا، فهم وضعوا، حسب قولهم، ثقتهم باللجنة ودفعوا المطلوب منهم، ثم عادوا ودفعوا مرة أخرى بعد انسحاب الشركة الأردنية الأولى التي فازت بالمناقصة، وبالتالي ما يعنيهم هو أداء العمرة باطمئنان واستقرار، دون أن يتم الضغط على أعصابهم حول موعد رحلتهم وتأخرها من عدمه.
تقول المربية منى زحالقة من كفر قرع لـ “ديلي 48”: “كان المفروض أن نسافر يوم الاثنين بعد الدوام المدرسي، ولك ان تتخيل حجم الضغط الذي نعيش فيه، خاصة أنني أسافر أنا وزوجي واثنين من أولادي وأمي، كذلك اختي معلمة وتسافر هي وزوجها وابنتها، وبالتأكيد هناك في الحافلة من يعملون في سلك التعليم، لأننا رتبنا رحلتنا إلى العمرة بما يتوافق مع أعمالنا كي نعود قبل بدء الدوام”.
وأبدت زحالقة قلقا بالغا حين علمت أن رحلتها إلى العمرة قد تنطلق الخميس بتاريخ 6 الشهر، وقالت: “ألا يكفي أننا سنعود قبل المدرسة بيوم ولن يكون هناك وقت للراحة، وهل هناك ضمان في أن نعود بالوقت المحدد، ثم بعد ما جرى من تأخير على مدار 3 أيام، هل نضمن فعلا أننا سنسافر في 6 الشهر!!”.
وحول تعقيبها على أسباب التأخير وما قالت السلطات الأردنية والسعودية ومصادر لجنة التنسيق إنه حدث نتيجة عملية قرصنة على منظومة الجوازات، استهجنت زحالقة السبب قائلة: “ولماذا لم تحدث هذه القرصنة على غيرنا ممن سافروا قبل أيام من فئة الـ 5 نجوم والأبراج!!، أليس من المفروض أن يسافر الناس وفق ترتيبهم في التسجيل والتواريخ المعينة لسفرهم!؟، في الحقيقة هناك تقصير من اللجنة، والتبريرات كثيرة، ما ذنبي أنا وعائلتي أن نعيش هذا الضغط والاعصاب، كل يوم اولادي يسألون متى سنسافر، قمنا بالتسجيل والدفع من أجل أن نسافر في الوقت المحدد، اعتقد أن كل ما يساق من أسباب هو حجج واهية، احمل المسؤولية بالأساس للسلطات الأردنية، وهذا أمر متكرر تقريبا في العديد من المواسم، وأطالب الاخوة في لجنة التنسيق أن يقيّموا أداءهم وعملهم”.
السيد عبد الفتاح يونس من عرعرة، قرر الغاء الرحلة إلى العمرة، بسبب ما وصفه “التلاعب بأعصابه” وقال لـ “ديلي 48”: “قالوا لنا سفركم يوم الاثنين، والآن لا نعرف متى سنسافر، آن الأوان لوقف هذا الاستهتار بنا من قبل السلطات الأردنية والسعودية، وأدعو الاخوة في لجنة الحج والعمرة إلى ممارسة المزيد من الضغط على هذه الجهات كي تتعامل معنا باحترام”.
وتساءل يونس محتجا: “بهذه الطريقة يصاب الناس بالملل والتعب، فهل يعقل أن نسافر لأداء العمرة ويتم وضعنا بحالات نفسية تجعلنا نشعر بالملل والتعب والغضب إزاء هذه التصرفات!!”.
كذلك أبدت المربية حسنية أبو زرقا من عارة، استهجانها لما حدث من تأخير لرحلتها، وقالت: “للأسف الشديد ما حدث غير معقول، انا مسافرة مع ابن اخوي الذي أخذ إجازة من أجل مرافقتي والسفر معي، ولكن اخبرونا ان الرحلة لن تسافر في موعدها، الآن أفكر فعلا في الغاء الرحلة، ولكن المسألة هي مبدئية، سجّلنا بشهر 12 وفي آخر لحظة قالوا لنا موعدكم تأخر، حتى متى سنبقى نعاني!! قبل عامين كنا بعمرة رمضان، بقينا في الشارع لساعات في الأردن حتى تكرموا علينا واعطونا جوازاتنا، في اعتقادي يكفي هذا الاستهتار، ويجب أن يكون موقف جماعي لكل عرب الـ 48 من تصرفات الأردن والسعودية”.
السيد محمود حبايب، قال إنه توقف عن العمل منذ يوم الاثنين، على اعتبار أن حافلته إلى العمرة ستنطلق الاثنين مضيفا: “تخيل أنني الآن تعطلت عن العمل وخسرت أياما كان مفترض أن تكون هذه الأيام بالعمرة!! أي منطق هذا وكيف تتكرر مثل هذه المشاكل وغيرها دائما!، حتى متى سيبقى وضعنا هكذا!!، نعم أفكر الآن بالانسحاب واحمل المسؤولية للأوقاف الأردنية التي تتعامل معنا باستهتار تام، إذا كانت اعداد المعتمرين لا تسمح لهم باستقبالنا أو التعامل مع اجراءات سفرنا بالوقت المحدد، كما يزعمون، لماذا لا يتم إبلاغنا بذلك ولماذا لا يحددون أعداد المعتمرين منذ البداية، نويت السفر أنا وزوجتي والآن نعيش على أعصابنا هل سنسافر أم لا، بصراحة شيء لا يطاق”.
المربية ريم عريدي، طالبت لجنة التنسيق بالاستقالة لأنها فشلت، حسب رأيها، في القيام بواجبها وقالت لـ “ديلي 48″: ما يجري هو تعبير عن الفشل، كل مرة يأتون بحجج جديدة، أنا مسافرة مع ابني، وسفرنا كان يوم 3 الشهر، ولا اعرف تواريخ أخرى، من يجب أن يدفع ثمن عذاباتنا وضغط الأعصاب الذي وضعونا به!!، لا يهمني الموضوع المادي والأيام التي سنخسرها، فالمسألة مبدئية ومتعلقة بتنظيم الرحلات، فحتى لو كنت قادرة ماديا ولكن أنا وغيري عندنا التزامات أخرى ورتبنا أوقاتنا لتواريخ معينة، فعلى أي أساس يتم التأخير والتأجيل المتكرر، هذا اسمه عبث وعدم مسؤولية من قبل المسؤولين وتحديدا في الجانب الأردني، ولذلك أنا أحمل اللجنة عندنا المسؤولية أيضا، بسبب فشلها في إدارة علاقة مهنية ومتكافئة مع الجانب الأردني أو حتى مع الجانب السعودي”.

طه اغبارية/ ديلي 48

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة