لجنة الحج والعمرة: خذوا أختامكم وأوراقكم وإنصرفوا..

ليس سرًا ان الفساد المالي والإداري والسياسي يعشعش في كيان الدولة العبرية رغم كونها دولة مؤسسات تخضع لنظام حكم ديموقراطي يتيح إمكانية المحاسبة، وفي المقابل لا يخفى على أحد أن المجتمع العربي لا يخلو من هذه ظاهرة الفساد التي تغلغلت في معظم أركانه اجتماعية كانت، دينية أو سياسية أو غيرها وما حدث في ألايام الاخيرة حُرِمَ 6000 معتمر من ألسفر إلى بلاد الحجاز وتمت إعادتهم من معبر الملك حسين، هو خير دليل على ضرورة الوقوف بجدية والتحقيق بعمق باداء الكيان الاقطاعي التسلطي الذي يسمى لجنة الحج والعمرة، والتي تنفرد بتقرير مصير الحجاج والمعتمرين العرب في اسرائيل منذ عشرات السنين.
ولا ابالغ أن قلت ان المأثور من القول “إذا لم تستحي فأفعل ما شئت”، هي كلمات من مأثور كلام الأنبياء، ويرددها العامَّة عمن سبقهم صاغر عن كابر، لا ابالغ بقولي أنها قد فُصِّلت خصيصًا على مقاس الكيان الذي يسمى لجنة الحج والعمرة..
ما حدث هذا الأسبوع هو فضيحة وأستهتار وتلاعب بمشاعر الالاف ويدل على صبيانية في الإدارة والاداء واستهتار بالتعامل، ولو حدث هذا الفشل في دولة مثل فنلندا أو اليابان لتحملت هذه اللجنة المسؤولية كاملة وقدمت استقالتها الجماعية بعد الاعتذار للمتضررين، ولكن مهلًا ، علينا أن نتذكر اننا من العرب ونقدس الكرسي والمنصب، والأهم اننا نحظى برعاية السلطة التي تغمض عينيها عمدًا مشجعة بذلك استفحال الفساد في المجتمع العربي.
وما يثير الاستغراب والاسمئزاز هو إطلالة المسؤولين ليبرروا ما حدث وأنه بسبب عدم إصدار التأشيرات من الجانب السعودي
ولعدم توفر الحافلات لنقلهم إلى الديار الحجازية كما هو معتاد ومتفق عليه.
نعم يا سادتي انه عذر أقبح من ذنب وقمة الاستهتار .إنه التعامل المتسم بالعنجهية واستهبال الآخرين، والمضحك انهم يعلنون للمعتمرين بأنهم سيعيدون لهم أموالهم كاملة..!
طبعًا ستعيدونها وليس منّة منكم، وانما رغمًا عن انوفكم يا حضرات ال”عظوات”، وليس هذا فقط، فهناك بانتظاركم ما هو أشد وأقسى..
هل سألتم أنفسكم ماذا مع الضرر النفسي الذي لحق بالمعتمرين، وماذا مع خسارتهم المادية بعد خروجهم لاجازات تم ترتيبها وحسابها بدقة منذ عدة أشهر؟
“عظوات” اللجنة العابثين في مصير أهلنا منذ سنين.. سنلاحقكم في كل شيء وسنطالبكم حتى بالمصاريف المادية التي اصرفها كل معتمر على مدار عدة أيام وليالي مقابل مشتريات وتشريفات واستقبال جمهور مودعيه كما هو متعارف عليه في إطار عاداتنا العربية.
لقد آن الأوان أن نقف معًا في وجه هؤلاء المتسلطين الذين يعملون تحت غطاء صمت المؤسسات الحكومية والقيادات العربية وفي مقدمتهم أعضاء الكنيست العرب واليهود، حيث يفسر صمتهم على أنه مباركة لعمل هذه اللجنة ولكنه بالحقيقة صمت المصالح المتبادلة وفق مبدأ ” حِكِلي تا احِكِلَك”، ولذا وبعد ان تبين للقاصي والداني ان هذه الجنة قد فقدت سمات الحياء، وتواصل إستهبال الجمهور وتتقن تسويق نفسها على أنها بريئة مما حصل وتلقي مسؤولية الفشل على الجهات الأردنية والسعودية، لذا يجب محاسبة هؤلاء عبر تجنيد الرأي العام وفضح مماراساتهم جماهيريًا وقضائيًا، والاهم ملاحقتهم قضائيًا، وعلى سبيل المثال فحص إمكانية رفع دعوى قضائية تمثيلية ضد اللجنة بشكل جماعي وضد كل عضو وعضو فيها لالزامهم بتعويض المعتمرين المتضررين.
وكنت أتمنى من اهلنا إطلاق حملة واسعة النطاق لمقاطعة اللجنة والامتناع من ألسفر لأداء الحج والعمرة لموسم واحد فقط وحتمًا ستعود نتيجة هذه الخطوة لمصلحة الحجاج اولا وأخيرًا وخاصة من قبل الجانب الأردني الذي يدخل لخزينته ملايين الدنانير سنويًا من تجارة الحج والعمرة.
هذا وهناك وسائل أخرى لملاحقتهم سأبدأ بها
بشكل منفرد وجماعي أيضًا في ألايام القريبة، واتمنى من الجمهور المتضرر وكل من بحوزته معلومات تتعلق بأداء هذه الجمعية التواصل معي عبر البريد الإلكتروني
نعم سنلاحقكم وكما بكت “سارة” بعد أن حُرِمت من ألسفر، اعدكم أن يُبكى عليكم أيضًا…!

سعيد بدران