عكا: معسكر التواصل يحمي الانسان ويحفظ التاريخ
تاريخ النشر: 03/03/14 | 3:40ما أن لبثت مدينة عكا تلعق جراحها جراء مصابها الذي المّ بها وأودى بحياة خمسة من زهراتها اثر انفجار كبير، حتى وجدت المدينة المنكوبة من ينقذها ويلملم جراحها ويجبر كسرها وينقذ الانسان فيها ويحفظ تاريخها وحضارتها، وذلك من خلال معسكر التواصل مع أهل عكا الذي حمل شعار "لن نترك عكا وحيدة" والذي دعت اليه الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني وحظي بمشاركة فعالة من ابنائها ونشطاء محليين بالإضافة الى شخصيات دينية وسياسية أخرى.
مع اشراقة شمس يوم السبت، التقى المئات ممن عقدوا العزم على مبايعة عروس المتوسط عند نقطة معينة في البلدة القديمة، فوزعوا مهامهم وقسموا خبراتهم على بيوت وحواري ومقدسات المدينة الساحلية، ليستفيد منها الأحياء والأموات، وأخذ قسم منهم يرمم البيوت التي تضررت بفعل الانفجار الكبير، وقسم آخر راح يحفظ التاريخ والحضارة بترميمات للمساجد التاريخية ومن أبرزها مسجد المجادلة.
ترميمات في مسجد المجادلة
وهناك في أزقة حي المجادلة تجمع ثلة من المتطوعين ورمموا واجهة المسجد الرئيسية فقاموا بتنظيفها وتكحيلها بشكل يضمن طابعها التاريخي والأثري، كما قاموا بتهيئة الأرضية من اجل إنارة المئذنة، بالإضافة الى تبليط جزء من سقف مبنى المسجد خوفا من الترسبات المائية.
وللأموات في عكا كما الأحياء نصيب من أعمال الخير، حيث تم توزيع المشاركين في المعسر الى ثلاث فئات، الاولى في مقبرة النبي صالح التاريخية (التي تضم قبور الشهداء محمد جمجوم وفؤاد حجازي وعطا الزير الذين أعدمتهم قوات الانتداب البريطاني في سجن عكا عام 1930 م عقب ثورة البراق).
والثانية تولت تنظيف المقبرة الشرقية والثالثة تمركزت في مقبرة النصارى، حيث قامت بتنظيف أرضيتها من الأعشاب والأوساخ في مشهد جسد روح العطاء والانتماء لكل اسلامي وعربي وفلسطيني في هذه البلاد.
ونتيجة لهذه اللوحة الفنية التي رسمها هؤلاء بالوان التلاحم والإخاء، ابتهج أهالي عكا لهذا المنظر المهيب وأعربوا عن مدى فرحتهم باخوتهم الذين جاءوا يلبون نداء الانسان المكروب والتاريخ الذي يشكو سطوة التهويد.