حَسْب ، حسَـب، فحسْب
تاريخ النشر: 11/04/17 | 0:21المسألة الأولى:
هل نقول: حسْب الاتفاق (بتسكين السين) أو حسَب (بفتحها)؟
جاء في اللسان والقاموس والتاج ومحيط المحيط:
“الأجر بحسَب ما عملت وحسْبه” أي قدره.
إذن فإن (حسب) التي تأتي بمعنى (وَفْـق) يصح فيها لفظ السين ساكنة أو مفتوحة.
إذا استخدمت (حسْبَما أو حَسَبَما ) فإن (ما) المتصلة بها تكون مصدرية- بمعنى أن المصدر المؤول من (ما) وما بعدها في محل جر مضاف إليه.
أما قولك “حسب ما ورد في النص”- (ما) منفصلة، فهي اسم موصول في محل جر مضاف إليه.
المسألة الثانية:
هل تأتي حسْب بمعنى (لا غير)؟
الأغلب أن تزاد عليها الفاء أو الواو، وهذه الزيادة أشيع:
* فَحَسْبُ، ومعناها “لا غير”، وتبنى على الضم.
نحو : اشتريت الكتاب فحَسْبُ، وهو مثل قولنا: اشتريتُ الكتاب فقط.
نجد (فحسب) عند الحصر والتخصيص- بمعنى فقط، والفاء حرف زائد للتزيين.
في الجملة السابقة- حسبُ: اسم مبني على الضم (لأنه مقطوع عن الإضافة) في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف.
المسألة الثالثة:
هل تأتي (حسْبُ) بمعنى الكفاية.
نعم، ولا تستعمل إلا مضافة:
مررت بلاعب حسبِك من لاعب. (تعرب حسب: نعتًا مجرورًا).
قرأت للمتنبي حسبَك من شاعر. (تعرب حسْب: حالاً)
{حسبُهم جهنّم}- المجادلة، 8 (تعرب حسْب مبتدأ)
وهكذا فهي تعرب حسب موقعها.
ومن التراكيب الشائعة:
حسبي اللهُ، ومن الأمثال: حسبُك من شر سماعُه.
ومن الذكر الحكيم:
{يأيها النبي حسبُك الله ومن اتبعك من المؤمنين}- المؤمنون، 64.
•
جاء في قرارات مجمع اللغة العربيّة في القاهرة أنّ:
* حَسْبُ + وَحَسْبُ تأتيان بمعنى كَافٍ .
نحو : عليك من كتب الأدب بكتابيْن حَسْبُ: العُمدة والأغاني. أي يكفيك هذان الكتابان .
(مجمع اللغة العربية، الدورة الحادية والأربعون- 10 آذار 1975، نقلاً عن محمد العدناني: معجم الأغلاط اللغوية، ص 152- مادة “حسب”).
• و بناءً على ما تقدّم:
نقول:
سأعامله حسْــبَ الأصول (أو حسَبَ الأصول)- بمعنى (وّفْق).
نقول : كُرّم الطلاّب الفائزون فحَسْبُ.
(أي لم يُكَرَّمْ غيرُهم)
ونقول : إن شئتَ النجاح، فعليك بالدراسة حَسْبُ / وَحَسْبُ.
أي فالدراسة تكفيك.
ب.فاروق مواسي