هل تعمل الحكومة فعلاً لأجل تطوير الطالب العربي؟
تاريخ النشر: 10/04/17 | 11:10تثير قضايا التعليم العربي في البلاد جدلاً واسعًا حول مختلف تفاصيلها انطلاقًا من المنهاج الدراسي الذي يستوجب تطويره مرورًا بالميزانيات المخصصة للطالب العربي خلال السنة الدراسية وهو أحد أهم المحاور التي علينا التوقف عندها خاصة في ظل الوعود الحكومية بالدعم والتطوير والمشاريع المعنية بسد الفجوات بين الطلاب في الدولة، وعليه قام مُركز الأبحاث والمشاريع بمركز “إنجاز” فادي سمعان بمنحنا بعض المعلومات حول هذا الموضوع بالتزامن مع اختتام العام الدراسي الحالي وبدء التحضيرات لاستقبال عام دراسي جديد بعد شهور قليلة.
استهل فادي الحديث بالقول: “بعد أن وعدنا بتلقي ميزانيات للمجتمع العربي حسب الخطة 922 عرفنا ان ليس هناك آلية لمتابعة تطورات الامور وإن كانت هذه الميزانيات والوعود الايجابية من قبل الحكومة قد تحققت أم لا. بعدها عرفنا أن عدد الساعات المخصصة للطالب اليهودي أكثر وبفارق واضح منها للطالب العربي. خلال الأسبوع الدراسي الواحد ومن هذه المعلومة انطلقنا بالبحث في محاولة منّا لفهم الصورة كاملة وخلال حديثي سأحاول تبسيط الأمور قدر الإمكان لضمان وصول صورة الواقع الضبابي في هذا المجال لكم جميعًا.تابع: ” إن وزارة المعارف الإسرائيلية تحدد مواقع المدارس في البلاد على محور معين متعلق بمعطيات عديدة اقتصادية واجتماعية خاصة بالطلاب والبيئة المحيطة بهم وبمدرستهم، ومن هناك يحدد موقع كل مدرسة على المحور بحيث يتم التصنيف حسب ثلاث فئات:”جيد جدًا” ، “متوسط” و”ضعيف”.بعد فحصنا لما جاء علمنا ان الطالب اليهودي في المدرسة الابتدائية يحصل على 2.21 ساعات أسبوعية وللطالب العربي 1.79 أسبوعيا. اما المدارس الإعدادية فالفوارق بينها أكبر فهناك 2.49 ساعة أسبوعية مخصصة للطالب اليهودي مقارنة بـ1.69 أسبوعيًا للطالب العربي بالمرحلة ذاتها! وهذه معطيات تبين ظلمًا يقع على الطلاب العرب خاصة وان المدارس العربية- بمعظمها- موجودة على الجانب الضعيف من المحور.”تابع فادي: “من هناك اطلقت الحكومة خطة تهدف الى سد الفجوات بين الضعيف والقوي لأجل خلق التوازن بينهما.لكن ما يحدث ان سد الفجوات يحدث في المجتمع اليهودي فقط وهذا ما نستشفه للأسف من المعطيات التي وردتنا.”زاد موضحًا: “الطالب اليهودي “المتوسط” يحصل على 1.99 بينما 2.49 للطالب اليهودي الضعيف؛ بينما العربي “المتوسط” يحصل على 1.64 و”الضعيف” يحصل علىً1.69 فقط ومن هنا نرى ان لا محاولة جدية لسد الفجوات بالمجتمع العربي على أرض الواقع”.
على ضوء ما جاء قررت الحكومة تخصص 150000 ساعة إضافية ما يعادل قيمة مليارد شيكل كميزانية مخصصة للتطوير وسد الفجوات وبحسب ما جاء من معطيات فإن 90000 ساعة من العدد الكلي مخصصة للمدارس الابتدائية وما تبقى مخصص لطلاب المراحل الإعدادية اما المدارس الثانوية فلا خطة حالية لتحقيق ذات الهدف. لكن وبالرغم من ذلك فإن توجه الخطة إيجابي ومرحب به في حال تحقق..!”
هذه الخطة التي انطلقت عام 2015 ستسمر لمدة خمس سنوات أي حتى 2019 بشكل تصاعدي وتدريجي حيث سيتم تخصيص عدد ساعات إضافية كل عام حتى يتم تحقق بنودها كاملة في السنة الأخيرة، لكننا وبعد مرور عامين ونحن نجري في العام الثالث منذ انطلاقها الى حيز التنفيذ ولا نزال نجهل تفاصيل ما يحدث وحتى الآن لا نملك أي آلية لفحص ما تحقق من هذه البنود واي منها لم يتحقق، فالشروط التي يستوجب توفرها بالمدارس التي ستحصل على هذه الساعات الإضافية يمكن اعتبارها شروطًا غير واضحة وضبابية أضف الى ذلك اننا نواجه صعوبة شديدة في تعقب نتائجها أيضًا.” قال فادي.
زاد: نحن اليوم جزء من لجنة خاصة تابعة للجنة التربية والتعليم العربي المنبثقة عن اللجنة القطرية والتي تضم عددًا من أعضاء الكنيست، عدد من رؤساء السلطات المحلية وعدد من الجمعيات القطرية ونسعى من خلال تعاوننا على إيجاد المعلومات الوافية والإجابات اللازمة لكشف تفاصيل ما يجري حتى تكون الصورة أكثر وضوحًا ويصب بمصلحة طلابنا بالدرجة الأولى.
لخص فادي قائلاً: “هناك فجوة مطلقة في تمويل ساعات التعليم المخصّصة للطلاب العرب، مقارنةً بالطلاب اليهود في جميع معايير التفضيل، وفي كل مراحل المدرسة، وهذه الفجوة تزداد مع تقدم مراحل التعليم، تخصص للطلاب اليهود وفقًا لمؤشّر التفضيل ميزانية أعلى من زملائهم الطلاب في المجتمع العربي. وتبلغ هذه الفجوة حوالي 30% في التعليم الابتدائي، وحوالي 50% في المرحلة الإعدادية، وتصل إلى ما حوالي 75% في المدارس الثانويّة.”أضف الى ذلك، فإن انعدام التفضيل بين مستويات التحسين في المجتمع العربيّ يؤدّي إلى فجوات عميقة بين الطلاب المختلفين في الوسط العربيّ ذاته نسبة إلى الفجوات مع المجتمع اليهودي. وبالتالي إلى فجوات عميقة للغاية بين الطلاب الضعفاء في المجتمع العربي (الذين يشكلون حوالي %60 من مجمل الطلاب العرب) والطلاب الضعفاء في المجتمع اليهودي ومن هنا تأتي أهمية توفير هذه الساعات التي ستصب في مصلحة الطالب في حال تم استثمارها وتوظيفها بالشكل المهني السليم وهذا دورنا أن نتابع تحقق الوعود ومن ثم تطبيقها على أرض الواقع بالشكل الذي يلزم.”