مات الولد بعدما وحد البلد
تاريخ النشر: 04/03/14 | 23:02ما زالت قضية الطفل جوزيف مقلشه البالغ من العمر 14عام رحمه الله تتصدر احاديثنا وعناويننا الرئيسية حيث استطاع طفلٌ مريض باللوكيميا ان يجمع اقطاب البلد واهلها في حملة التبرع بالدم التي اقيمت من اجله في مدينة الناصرة لمدة اسبوع.
فقد توافد الالاف رجالاً ونسائاً شيباً وشباباً للتبرع بنقطة دم ربما تكون نقطة الخلاص والتحول في حياة جوزيف وبالرغم من الأجواء الإنتخابية السياسية المشحونة والتوتر الشديد بين اهالي الناصرة توحد اهل البلد بإنسانيتهم لإنقاذ طفل يصارع الموت فوقفوا واصطفوا لساعات طويلة متساندين من منتخبي الجبهه وقائمة ناصرتي وباقي الأطراف الحزبية وتعاونوا وتساعدوا وقدموا كل الإمكانيات لتسهيل عملية التبرع بالدم من اجل انقاذ جوزيف متقاسمين الأسى واللوعة على طفلٍ يصارع على حياته متناسين ميولهم السياسية وخلافاتهم بالاراء والتيارات الحزبية التي تسود البلد متّحدين بإنسانيتهم التي طغت على السياسة منذ ان توترت الأجواء بعد نتائج الإنتخابات والطعن بشرعيتها ومصداقيتها.
وحل خبر وفاة الطفل جوزيف على اهل الناصرة بكل اطيافها وعائلاتها كالصاعقة حيث تأمل الجميع ان يتم إنقاذه من خلال الحملة الضخمة التي اقيمت له وان يسمعو خبراً سار عن إيجاد الشخص الملآئم لإنقاذ جوزيف لا ان يسمعو خبراً يؤكد موته.
ويبقى السؤال هل ستنطوي صفحة اللّحمة والوحدة النصراوية التي تجلت بالإنسانية في حملة إنقاذ جوزيف والتي عبرت حدود السياسة الإنتخابيه لتوقظ المحبة والألفة التي طالما جمعت اهل الناصرة ام أنها ربيعٌ عبر في الناصرة لكن شمسه لن تدوم طويلاً….!!!؟؟؟
ووفاء لروح جوزيف وضحكته التي لم تفارق وجهه الملائكي وحكايته مع المرض التي وحدت بلد كامل نأمل ان تكون لنا عبرة وان يكون حب الناصرة البلد والولد فوق كل اعتبار وان نتوحد رغم اختلافاتنا الحزبية والسياسية لتبقى الناصرة رمز الوحدة والمحبة وأن نتقبل النتائج الإنتخابية ونحرص على مستقبل البلد.
الله يرحموا