“دون جوان الجليل” ينطلق من حيفا
تاريخ النشر: 14/04/17 | 10:17بعد النجاح الباهر في مهرجان حيفا للافلام المستقلة، الجمهور خرج مع وجبة كوميدية ورومانسية كبيرة، فقع من الضحك وتعاطف مع الشخصيات وفوق كل ذلك هنالك عبرة ورسالة من وراء هذا العمل الفني. والان يخرج الفيلم الى صالات السينما ويبدأ العروض في شهر ايار\مايو وثم سيكمل العروضات. الفيلم من اخراج نعمان بشارة، سيناريو نعمان بشارة وشادي سرور وتدور أحداثه حول الشاب شادي (يمثله شادي سرور) الذي لا يؤمن بالحب، وهو ابن لرجل اعمال وسياسي سيء السمعة مرشح لانتخابات محلية (ويمثل الدور سليم بشارة)، يقوم هذا الرجل بإرسال ابنه بمرافقة صديقي الطفولة (يقوم بأدائهم بيير خوري وبيان عنتير)، لإحضار حقيبة من مكان سري من “السباعي” شخصية غامضة(يقوم بأدائه زيوار بهلول) ، وفي طريقه يواجه الشاب عقبات جمّة نشاهدها بشكل فكاهي ومضحك، ومن ضمنها انه يتعرف على فتاة باسم شهد (تمثلها ملينا نجار)، شهد التي عانت من الاستغلال والابتزاز فترجع لشادي ايمانه بالحب ولكن المجتمع يرى فيهم علاقة محظورة فيبقى السؤال ما النهاية؟
الفيلم هو أكشين كوميدي رومانسي هادف، يطرح قضية اجتماعية ساخرة بجرأة لم يسبق ان شهدت السينما المحلية مثيلا لها من قبل، ويبرز شخصية الرجل العربي الجديد مع فكر متحرر والمرأة القوية والتي لا زالت ضحية في المجتمع ولكنها تحتاج الى رجل شريك حقيقي. الفيلم يرسم لوحة فلسطينية مغايرة بالقصة الدرامية القريبة من القلب والروح الفكاهية الشعبية، ففي كل انحاء فلسطين واغلب البلدان العربية الجمهور المحلي تغذى على قصص حب عالمية عربية غير محلية (مصرية) من روميو وجولييت، قيس وليلى، الف ليلة وليلة، سينما امريكية او مسلسلات تركية او افلام مصرية مثل أفلام محمد سعد، عادل إمام وغيرهما اللذين كانا قريبين منا معظم الوقت وشاهدناهما في العديد من الأفلام خاصة بعد ظهور العدد الكبير من الفضائيات العربية حتى أصبحت الكوميديا والضحك خبز الشخص العربي كبيرا كان ام صغيرا، رجلا او امرأة او ولد. بشكل عام نفتقر الى قصص الحب المحلية والتي تتنفس واقعنا ولغتنا فالرومانسية في افلامنا المحلية أصبحت تكرر نفسها وصارت رومانسية وطنية تنساق وراء السياسة والرموز الحزينة التي تبتعد عن الضحك والفكاهة التي نحتاجها في واقعنا السياسي اليومي، الحب والضحك هما غذاء روحي ونقله ببساطة على شاشة السينما في بلداننا يعطي المشاهد معنى جديد للحياة وأمل يحمل البسمة والصورة السينمائية معاً ويساعد في ترسيخ الهوية.
العمل على الفيلم هو عمل جماعي “انسمبل” حيث اجتمع فنانين وقاموا بإنتاج هذا الفيلم من دون أي ميزانية او أي تمويل لعدة اسباب، اهمها خلق صناعة سينما محلية بعيدة عن التمويل ذو الاجندة وانتاج افلام ليس فقط من منظور سياسي لان الحياة فعلا مليئة بالسياسة ولكن كثرة السياسة تبعدنا عن الامور الاجتماعية والتي هي مهمة لتعزيز المجتمع وعدم تجريد الفرد من انسانيته. ولكن نجح الطاقم بإنتاج فيلم على مستوى فني راقي يضاهي الافلام العالمية والعربية، الفيلم من انتاج نعمان بشارة، شادي سرور وحنا ابو سعدة، اخراج نعمان بشارة وقد كتب السيناريو والحوار الثنائي السينمائي نعمان بشارة وشادي سرور. قام على هذا العمل مجموعة كبيرة من الفنانين المحليين شادي سرور، بيان عنتير، بيير خوري، ملينا نجار، داليا عوكل، سليم بشارة، جابي عربيد، زيوار بهلول، عبيدة شويكي، صبحي حصري، امير سرور، ضيف الشرف طارق قبطي وغيرهم ويجري التصوير على طريقة “غيريلا” بطاقم صغير، مديرة التصوير اسنات حديد والكاميرا “اوبريتر” ايهاب بدين، “ارت” رولا جمالية، الحان وموسيقى حبيب حنا شحادة، تصميم الصوت فادي مبجيش، ماكياج تونا ابو شحادة، ملابس سهير شقحة، تصوير فوتوغرافي وستايليست وسيم فرح، مؤثرات بصرية جريس كردوش جريب وتصوير فوتوغرافي حاتم سعد ومساعد انتاج وئام حلاق، والمنسق الإعلامي للفيلم أسامة خوري. وقد تم تصوير مقاطع الفيلم في مدينة الناصرة وقرية فسوطة في الجليل الأعلى.
ويذكر ان علاقة مميزة وتعاون سينمائي تربط بين نعمان بشارة وشادي سرور من خلال عدة اعمال سينمائية ابرزها مسلسل “امواش” وفيلم “يا أنا يا حيفا” و”24 ساعة في القدس” و”هواء مقدس”. أن هذا العمل الجديد يجئ بمبادرة وبجهد وتمويل شخصي من بشارة وشادي وطاقم العاملين في المشروع، الذين يعملون معا في غاية التجانس والانسجام والمحبة، والذين يعتزمون مواصلة طريقهم الفني الهادف لطرح ومعالجة قضايا اجتماعية بجرأة.
وقد صرح ايضا منتجو الفيلم ان صناعة الفيلم هي محاولة شجاعة لكسر اعراف المؤسسات والمهرجانات وخلق معادلة بين السينمائيين والجمهور والتي ممكن ان تدفع الفنانين بأعمال فنية ثقافية مستقلة ليست متعلقة فقط بتمويل المؤسسات وايضا يريدون كسر حاجز المهرجانات وفكرة ان الفيلم يجب ان يمر من خلال المهرجانات او خارج البلاد لكي يعجب الجمهور المحلي ومع ذلك رأوا ان مهرجان حيفا للأفلام المستقلة يتماشى مع اجندة مسار الفيلم لذلك افتتاح الفيلم بمهرجان حيفا فيه دعم متبادل لنفس الافكار.