ندوة حول التطهير العرقي لفلسطين في عرعرة

تاريخ النشر: 18/04/17 | 4:22

نظمت الرابطة الأدبية عارة-عرعرة بعد ظهر السبت ندوة حول التطهير العرقي لفلسطين وذلك بمشاركة المؤرخ إيلان بابيه الذي ألف كتابا بنفس العنوان.افتتح الندوة الأستاذ محمود مصلح يونس حيث عرف الحضور بالرابطة الأدبية ودعا الحضور بالانضمام للرابطة. وقال أن الرابطة تلتقي مرة واحدة كل شهر حيث يناقش أعضاء الرابطة كتابًا كان قد قرأه جميع الأعضاء. واضاف أن الهدف هو تشجيع القراءة في البلدين.ثم رحب الأستاذ خضر عقل مدير المدرسة الثانوية بالحضور واثنى على المبادرة وقال أن أبواب المدرسة الثانوية ومنشأتها ستكون تحت تصرف النشاطات الثقافية المتنامية في البلدين.وتولى محمد يونس عرافة الندوة حيث قدم ضيف الندوة للجمهور. ووصف كتابه بالجديد والمجدد.

وينتمي إيلان بابي، إلى جيل من المؤرخين الإسرائيليين الجدد، الذين ظهروا في سنوات الثمانين من القرن العشرين والذين كتبوا بدون محاولة لتجميل وجه المشروع الصهيوني والأحداث المرتبطة في الاستيطان اليهودي واقامة دولة إسرائيل.وأضاف أن البعض ربما يعرف بيني مورس، أول من استعمل مصطلح المؤرخين الجدد ومن كتب عن ولادة قضية اللاجئين، قبل أن يرتد إلى صهيونيته، ولكن ضيف الرابطة اليوم الذي كتب عن الدور التي لعبته بريطانيا في النزاع العربي الصهيوني في سنوات الثمانين، استمر في الكتابة وانتج كتابه حول التطهير العرقي في فلسطين، ودفع ثمن كتاباته وثمن مواقفه ثمنًا بالغًا.وأضاف محمد يونس أن من ميزات هذا الجيل من المؤرخين الجدد، والذين استغلوا ارشيفات الدولة والجيش والهغناة التي فتحت امام الباحثين المصنفين أيضًا ككتاب ما بعد الصهيونية انهم لا يبرئون بريطانيا من الدور الذي لعبته في نكبة فلسطين، ويتعاملون مع اللاجئين كمن طردوا من وطنهم وليس كمن هرب أو خرج بإرادته. وهم يوضحون التفوق العسكري الإسرائيلي عن العرب ويرفضون الدعاية الصهيونية حول رغبة العرب في ابادة اليهود ودولة إسرائيل. وهم يحمِّلون إسرائيل قسطًا مهما وربما الأهم لعدم التوصل للسلام.

ووضح إيلان بابي في مستهل مداخلته أهمية استعمال المصطلح التطهير العرقي عوضًا عن المصطلح الشائع “نكبة”. وقال أن مصطلح “نكبة” لا يحمل في طياتها أن تحديد للطرف المسؤول عن النكبة، بينما المصطلح “تطهير عرقي” هو مصطلح قانوني يعبر عن جريمة ضد الانسانية في طرف مجرم وطرف آخر هو الضحية.وفيما يخص بمصدر عملية التطهير العرقي فان إيلان بابي يقول أن الفكر الصهيوني هو الذي تبنى هذه الخطة منذ نشأته. فالصهيونية لا تقبل بوجود غير اليهود في الدولة اليهودية العتيدة. وان كل الحديث عن رفض العرب خطة التقسيم وفي المقابل قبولها من طرف اليهود ما هي إلا تلفيق دعائي صهيوني. بن غوريون، بحسب أقوال إيلان بابيه، رغب بالحصول على الشرعية الدولة من خلال اعلانه قبول قرار التقسيم ولكنه أعلم مقربيه بضرورة تجاهل خارطة التقسيم حيث ستكون قوة السلاح هي من يحدد مدى توسع الدولة.وذكر البروفسور بابيه بعض الوقائع التي تدل على حدوث تطهيرًا عرقيًا حتى خلال الوجود البريطاني قبل 15/5/48. وقد هدمت قرى وطرد أكثر من 250 ألف فلسطيني قبل الاعلان عن قيام الدولة ورغم وجود القوات البريطانية في البلاد.وحمل بريطانيا مسؤولية عدم حماية الفلسطينيين كما ينص صك الانتداب.

وعرض تخاذل الأمم المتحدة حديثة التشكيل والتحولات التي طرأت على الموقف الأمريكي الذي كان في البداية مع حق عودة اللاجئين. وكان لضعف القوات العربية، وهشاشة المقاومة الفلسطينية قسطًا في مداخلة البروفسور بابي. وبالنسبة للضفة الغربية والقدس الشرقية، فان من منعها من السقوط بيد الحركة الصهيونية هي الاتفاقية بين الملك عبد الله والقيادات الصهيونية بشأن تقاسم الغنائم حيث كانت القدس وما يسمى الضفة الغربية من نصيب الأردن.وأثار المشاركون عدة قضايا اضافية خلال مداخلاتهم تطرقت إلى الدور البريطاني وإلى ضعف المقاومة العربية وتأمر العرب على فلسطين. ولم تسلم القيادة الفلسطينية من الاشارة إلى مسؤولياتها.وتطرق البعض للمستقبل ولرؤية القيادة الفلسطينية التي لم تتبلور بعد. وأضاف بابي أن هناك قوى يهودية، ولو انها هامشية وقليلة العدد، الا انها قابلة للانتشار لو وجدت طرفًا فلسطينيا عنده رؤية لكيفية حل النزاع.وفي الختام أعلن الأستاذ محمود مصلح يونس أن الرابطة ستناقش كتاب احلام مستغانمي “ذاكرة الجسد” وذلك يشكل نوع من الاستمرارية في مناقشة النضال العربي ضد الاستعمار، حيث أن هذه الرواية تدور في بيئة وأجواء الثورة الجزائرية.

‫2 تعليقات

  1. كل الاحترام والتقدير للرابطة الأدبية.
    يا ريت لو بتوسعوا نشاطكم ليشمل شرائح أوسع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة