مع رامز البلد "بخير"، أحقا؟
تاريخ النشر: 05/03/14 | 10:00تطل علينا الجبهة في الانتخابات البلدية المعادة بحملة انتخابية لا شكل لها ولا لون، لا مضمون ولا "يحزنون"!، حملة انتخابية تعتمد على الخوف والتخويف، وليس على تصور للمصلحة العامة. حملة لا تستند على برنامج عمل، بل تكتفي بالإشارة إلى "بعبع الشر/الخطر" وجماهيره. حملة انتخابية فارغة من المضمون السياسي، البلدي والاجتماعي، ومن الرؤية المهنية للنهوض بالبلد، وهذا غير متوقع من سلطة تدير بلد على مدار 40 عاما وتعتبر نفسها امتداداً لتيار سياسي مركزي! ربما فرغت المضامين التي في جعبتها، ربما هي تعرف أن لا ادعاءات مقنعة لديها، لسكان عايشوها 40 عاما، فلم يبق لديها سوى استجداء الخير من أهل الخير، وكأن انتخاب رامز هو صدقة جارية عن روح 40 سنة مضت وهي في سدة الحكم متنفذة ومتسلطة. هل تعتقد الجبهة أنها بادعاء "الخير" (الخير النابع من الخوف) وحده ستكسب إرادة الناخب، ثقته وصوته؟ هل تعتقد ان "الخير/ الخوف" وحده يكفيها لتدير وتدبر أمور مدينة كاملة!؟ إن كانت تعتقد ذلك، فلتدرك أن أهل البلد يخالفونها الرأي. ك.
في هذه الحملة الانتخابية، لا أخطر من رسالة تفرق بين أبناء المدينة الواحدة، لا أخطر من تقسيم البلد وأهلها ومرشحيها لدعاة خير ودعاة شر وخطر. أي خطر- شر هذا الذي سيأتي من أبناء البلد لنفسها/أنفسهم؟ وما هذا التشكيك والتخوين في رغبة أهل المدينة الصادقة بالتغيير، والحاجة الحقيقة لإدارة جديدة للبلدية يشعر من خلالها المواطن أنها تمثله بالفعل؟
وكيف يستطيع رئيس بلدية يقسم بنفسه البلد لخير وشر، أن يرعى أبناءها ويوحدهم على "الخير"؟ وكيف يستطيع رئيس بلدية "يخاف" من أبناء بلده، ويستنجد بالياسام منهم، أن "يحميهم" من "الشر"؟
تستمر الجبهة في القراءة المغلوطة لنبض الشارع والناس، تستمر في التغاضي عن سماع صوت من همشتهم على مدار سنوات، وبهذا هي تخفق أيضاً بالقيام بدورها المتوخى، دورها في إيصال كلمة حق تحترم عقل الناخب وتفكيره أو ادعاءات عقلانية ومنطقية "تبرر" انتخاب الجبهة للمرة التاسعة أو الثامنة، وقد سئمنا العد.
نريد حملة انتخابية توّحد أبناء البلد رغم الاختلاف، نريد حملة انتخابية مسؤولة ترى الهدف أبعد بكثير من يوم 11.3.2014 وكرسي الرئاسة، نريد حملة انتخابية تحترم النفس أولاً والأخر ثانياً، نريد حملة انتخابية تحاكي الهموم ولا تستجدي الأصوات، نريد حملة انتخابية تؤسس للمستقبل ولا "تعول" عما مضى، نريد حملة انتخابية تدرك أن لا خطر على شعبنا ومدينتنا سوى التفرقة، واختراع "الشر"، تجاهل التمييز والعنصرية، أما المنافسة الانتخابية فهي ضرورة وهي "خير" على مجتمعنا وتعدديته وحيويته، وكما قال المثل "خير الناس أنفعهم للناس" وليس من "يهددهم بخطر" كلما خطَر له أن كرسيه في خطر.