باص الفنون يتدخّل مع الأطفال في الأزمات
تاريخ النشر: 06/03/14 | 20:00باص الفنون المتجوّل من مركز الطّفولة في النّاصرة يدخل مدينة عكّا القديمة وقت الحاجة، ويقدّم ما يمكن لأطفال البلدة القديمة الّذين شهدوا وعاشوا مصابًا جللاً جرًاء وقوع عمارة مؤلّفة من ثلاثة طوابق، ممّا أدى لمقتل خمسة أشخاص بينهم طفل.
إثْر الحادث الأليم الّذي جرى مؤخّرًا في مدينة عكّا، توجّه مركز الطّفولة- مؤسّسة حضانات النّاصرة للشّركاء في عكّا لتنظيم تدخّل سريع مع أطفال وطفلات عكّا من المنطقة المنكوبة. وكان التّفاعل كبيرًا والتّحضيرات سريعة جدًّا، وبالتزام كبير من الجميع وصل باص الفنون لعكّا القديمة، في منطقة الفاخورة.
وشارك الأطفال والطّفلات رفقة أمّهاتهم في أنشطة الفنون الّتي عمل على تنفيذها طاقم من مركز الطّفولة ومتطوّعات من النّاصرة، ومتطوّعين ومتطوّعات من عكّا والبعنة حيث عملوا على ترتيب المكان وتجهيز الموادّ، وتنفيذ الأنشطة ومساعدة المرشِدات في تقديم كلّ ما يلزم.
شارك في هذا اليوم ما يقارب الـ 70 طفلًا و الـ 20 والدة رفقة الجدًّات، وما يقارب الـ 15 متطوّعًا ومتطوّعة من أماكن عديدة. شملت النّشاطات الّتي استغرقت ساعتين الحركة والموسيقى والرّقص، تشكيل حرّ بالمعجونة والشّبلونات، رسم حرّ باستخدام الفراشي والدّهان، القصّ والتّلصيق.
مع العلم أنّ باص الفنون وبرنامجه، حفّز جزءًا من المتطوّعات في عكّا على التّحضير لأيّام تطوّعيّة أخرى في عكّا، ويجهّزن لتنفيذ أنشطة فنّيّة تساعد الأطفال في التّعبير عن أنفسهم. وستهتمّ المتطوّعات بأن تشارك الطّفلة الّتي فقدت والديها خلال سقوط المنزل بكلّ الأنشطة.
وقد جاءت فكرة باص الفنون من حلم راود المتخصّصة ختام إدلبي، وهي مدرّبة دراما ومعالجة بالفنون، والّتي حلمت بعربة متنقّلة تحمل الابتسامة والفنون والثّقافة للأطفال والطّفلات في فلسطين أينما كانوا.
وتبنّت الفكرة مؤسّسة التّعاون في رام الله، حيث حصلت على الباص من مجموعة العفيفي، الّذين تبرّعوا بتحويله إلى ورشة فنّيّة أيضًا. كما جنّدت مؤسّسة التّعاون الدّعم الماليّ لتفعيل الباص. وهكذا فقد نقلت ملكيّة باص الفنون إلى مركز الطّفولة- مؤسّسة حضانات النّاصرة، الّذي يعمل على تفعيل الباص بالتّعاون مع مركز مصادر الطّفولة في القدس.
هذا وأعلمتنا السّيّدة ختام إدلبي إلى أنّ المنبر النّسائي في عكّا، والمؤلّف من صديقات أيّام المدرسة، يحضّرن ليوم تطوّعيّ مع الأطفال والطّفلات، وخاصّة أطفال الحيّ المنكوب.
وتجَنّد مركز الطّفولة بتقديم العون بالمرافقة وبالمتطوّعات، وبتزويد مثل هذه الأنشطة التّدخّليّة بالموادّ الفنّيّة اللازمة.
فباص الفنون يحمل رسالة ذات أهمّيّة قصوى، إذ أنّه يتنقّل في الوطن، تاركًا أثر البسمات والضّحكات على وجوه أطفالنا وطفلاتنا في كافّة القرى والمدن والمحافظات النّائية والمهمّشة. ومن المخطّط أن يزور الباص في سنته الأولى 40 موقعًا ما بين رياض الأطفال ومراكز ثقافيّة.
هذا الباص مجهّز ومصمّم لتنفيذ أنشطة في مجالات الدّراما والمسرح، الموسيقى والحركة، الحكاية، الفنون التّعبيريّة وفعّاليّات إثرائيّة أخرى. كما يحتوي على عدد من الطّاولات والكراسي لتفعيل مجموعات كبيرة من الأطفال. ويحمل مواد فنّيّة، وأجهزة ترفيهيّة، وقصص وكتب تثقيفية، موادّ طبيعيّة وتدويريّة وألعاب تربويّة، وأدوات موسيقيّة ودراميّة وأدوات/ألعاب حركيّة موزّعة على ما يسمّى "صناديق الفنون" والّتي يمكن تحويلها إلى طاولات أو مقاعد يمكن استخدامها للرّسم، عزف الموسيقى، اللعب بالدّمى أو عرض مسرحيّ. كما من شأنها أن تلتحم بعضها ببعض مشكّلة منصّة لعرض راقص أو غناء أو مسرحيّة وغيره.