المَتْحَف
تاريخ النشر: 23/04/17 | 14:06الفعل المستخدم في المعاجم هو (أتحف) بمعنى أعطاه تُـحْـفة- أي طُرْفة أو كل ما له قيمة، وقد وردت في كلام العرب، أسوق منه لخلَف الأحمر:
فقلت له هل جئتني بهدية *** فقال: بنفسي، قلت: أتحف بها الكلبا
(ابن قتيبة: عيون الأخبار، ج3، ص 43 فصل الهدايا)
وردت لفظة (مُتْـحَف) بالمعنى المعاصر في شعر بعض الشعراء في مدرسة الإحياء، فهذا حافظ إبراهيم يزور المُتْحف المصري الذي افتُتح رسميًا سنة 1902، فيستخدم اللفظة سنة 1920 في قصيدة له محتجًا على عرض أجساد الفراعنة:
زرتُ مُتْحفَ مصر *** في ظهر يوم الخميسِ
أجساد أملاك مصر *** وشائدي ممفيس
من بعد خمسين قرنًا *** لم تسترحْ في الرموس
…
ثم كان القرار الأول لمجمع اللغة العربية اشتقاق اسم المكان مُـتْـحَـف (بضم الميم)، وقد أثبتها (الوسيط)، وقبل ذلك لم ترد في مواد (المنجد).
..
لكن مصطفى جواد في كتابه (قل، ولا تقل!، ص 39) خطّـأها، ورأى أن الكلمة الصحيحة للمكان الذي نضع فيه الآثار القديمة هو- مَتـْـحَـفَـة، فقياس الاسم الذي يدل على مكان كثرة الشيء واجتماعه هو على وزن (مَـفْـعَـلَـة)، نحو مدرسة، مأسدة، مزرعة، مقبرة، محلبة.
..
ثم إن مجمع اللغة العربية في قرار آخر أجاز –وبحقّ- ما اشتهر وشاع على ألسنة الناس: مَـتْـحَـف (بفتح الميم)، فأثبت معجم (الوسيط) اللفظة أسوة بـمُتْـحَـف في طبعته الثانية، ووضع بين قوسين (مج) أي قرار مجمعي.
…
فلا ضرورة للتقيد بلفظ (مُـتْـحَف)، وليس صحيحًا تخطئة (مَتحف) بفتح الميم، فهذه هي الأشهر، وفي اللغة أيسر،
فهل نقف في “ميدان التحرير” قرب “المَتْحَف المصري” لنصوّب كل من يلفظها؟
ب.فاروق مواسي